اُختلقت هذه الحُجّة من قبل بعض الجماعات في محاولة لإثبات استحالة تطوّر الكائنات الحيّة. لكنّ هذه الحجّة مبنيّة على فهم سطحيّ وخاطئ للقانون الثاني للديناميكا الحرارية، وفي الحقيقة فإنّ التطوّر لا يعارض أيّ قانون فيزيائيّ على الإطلاق.
ينصّ القانون الثاني للديناميكا الحراريّة ببساطة على أنّ الإنتروبيا (العشوائيّة) في نظام مغلق تميل إلى الازدياد مع مرور الوقت. الإنتروبيا هي مصطلح تقنيّ ذو تعريف فيزيائيّ دقيق، لكن لتبسيط فهمها فمن المناسب التفكير بالإنتروبيا على أنّها “الفوضى” أو عدم الانتظام (أو اللانتظام) .
لذلك فإنّ القانون الثاني للديناميكا الحراريّة يقول إنّ الكون ككلّ سوف يزداد من حيث العشوائيّة وعدم الانتظام مع مرور الوقت.
ومع ذلك فإنّ أهمّ جزئيّة في القانون الثاني للديناميكا الحراريّة هي كونه ينطبق فقط على النظام المغلق، أي النظام الذي لا يخرج منه شيء (طاقة) ضوء أو حرارة ولا يدخل إليه شيء (طاقة) أي ذلك المعزول عن المحيط.
لكن لا يوجد شيء في القانون الثاني يمنع أي جزء من ذلك النظام المغلق من أن يكون أكثر تنظيمًا، طالما كان هناك جزء آخر يتّجه إلى أن يكون أكثر عشوائيّة. بمعنى أنّ القانون الثاني يسمح بنقصان الإنتروبيا في بعض أجزاء النظام طالما واجهت الأجزاء الأخرى زيادة متوازنة.
وهذه الحقيقة نشاهدها في الكون، إذ أنّ تكوّن المجرّات، النجوم والكواكب كان ليكون مستحيلًا لولا وجود هذه الخاصّيّة.
بصورة عامّة، الطبيعة قادرة على تكوين نظام من الفوضى على مستوى محلّيّ من النظام المغلق (الكون) دون انتهاك القانون الثاني للديناميكا الحراريّة، وهذا كل ما هو مطلوب لتكوّن المجرّات، النجوم، والكواكب، ولنشوء الحياة على تلك الكواكب وتطوّرها.
وهكذا فمن الممكن لكوكبنا ككلّ أن يزداد تعقيدًا نظرًا لأنّ الشمس تصبّ فيه الحرارة والضوء (أي أنّ كوكب الأرض هو نظام غير مغلق)، ومن الممكن للكائنات البسيطة أن تزداد تعقيدًا عن طريق استهلاكها لأشكال أخرى من الموادّ الحيّة أو غير الحيّة.
[divider]