وفقًا لتقريرٍ جديدٍ، لا تتأثر رفاهية الأطفال سلبًا إذا كانوا يعيشون مع كلا والديهم أو أحدهما فقط، وهو تقرير يظهر أيضًا أن انفراد أحد الوالدين برعاية الأبناء أكثر شيوعًا مما كُنا نعتقد.
جُمعَت البيانات من 27834 أسرة في المملكة المُتحدة في الفترة بين 2009 و 2017.
وسَجّل الأطفال الذين يعيشون دائمًا مع أحد الوالدين نقاطًا عالية مثل أولئك الذين يعيشون مع كلا الوالدين أو أعلى منهم، من حيث الرضا عن الحياة، ونوعية علاقاتهم مع أقرانهم، أو إيجابياتهم حول الحياة الأسرية.
يدعو الباحثون كاتبو التقرير الحكومات والمنظمات التي تعمل مع العائلات المنفصلة إلى عدم افتراض أن الحياة ستكون أصعب بالنسبة لأولئك الأطفال الذين يعيشون مع أحد الوالدين فقط في المنزل.
تقول (روزي فيرغسون- Rosie Ferguson) من جمعية Gingerbread الخيرية، التي شاركت في إعداد التقرير: «لقد كنا ندعم العائلات المنفصلة منذ مائة عام ونعرف بشكل مباشر مدى قوة وتنوع الوالدين المنفصلين وعائلاتهم، يفضح تقريرنا مع جامعة شيفيلد هذه الخرافات عن الأسر ذات العائِل الوحيد وبشكل كبير، فهو يبيّن أن الأطفال لا يتأثرون سلبًا إذا قام أحد الوالدين بتربيتهم. والأهم من ذلك بالنسبة لرفاهية الطفل هو وجود علاقات إيجابية».
يريد الفريق توضيح كيف يُمكن أن تكون الأسر متنوعة ومتغيرة.
ويظهر البحث أن عائلة واحدة من كل ثلاث عوائل سوف يعيلها أحد الوالدين فقط في وقت ما خلال فترة ست سنوات.
وخلال نفس الفترة التي تبلغ مدتها ست سنوات، يتزوج والدٌ أعزب واحد من كل سبعة أو يبدأ بالعيش مع شريكٍ آخر، وفي ثلاثة أرباع الحالات يكون مع الوالد البيولوجي لطفليهما.
وفي أي مرحلة من المراحل، وجد البحث أن 24٪ من الأسر في المملكة المتحدة يرأسها أبوان منفصلان، و 13٪ يرأسها أبوان متعايشان، و 63٪ يرأسها الأبوان المتزوجان.
وتقول (سومي رابيندراكومار- Sumi Rabindrakumar)، المؤلفة الرئيسية للبحث من جمعية Gingerbread: «من خلال اتخاذ نظرة أكثر ديناميكية للحياة الأُسرية، تتحدى هذه النتائج الروايات السياسية والعامة الشائعة حول الوالدين المنفصلين وعائلاتهم.
ليس فقط أن تجربة الأبوّة المنفردة (انفراد أحد الوالدين برعاية الأبناء) أكثر شيوعًا من تلك التي يُبلّغ عنها عادة، ولكن العلاقات الأسرية والرعاية هي أكثر تعقيدًا وغالبًا ما تمتد إلى ما وراء الوحدة الأُسرية».
على وجه الخصوص، يجب على أولئك الذين يضعون سياسات رسمية حول رعاية الأطفال أن يأخذوا في الاعتبار سيولة العائلات الحديثة والانفصال، يقول الباحثون: «الانفصال لا يعني بالضرورة أن أحد الوالدين يختفي من المشهد».
يلقي مؤلفو الدراسة الضوء على مجموعة واسعة من عوامل رفاهية الأطفال- ليس العيش مع كلا الوالدين أو أحدهما فقط- بما في ذلك شبكات الدعم الأوسع التي قد تكون لدى الأطفال الصغار أو لا.
على سبيل المثال وُجد أن دعم الأجداد كان أكثر شيوعًا في العائلات المنفصلة الوالدين.
وبعبارة أخرى، لا ينبغي أن يكون السرد السياسي دائمًا هو أن تكون الأبوّة المنفردة مشكلة تلقائية بالنسبة للأطفال.
أضف ذلك إلى قائمة الافتراضات الخاطئة التي فضحها العلم- مثل الفكرة القائلة بأن أطفال الآباء والأمهات المثليين أسوأ حالًا.
تقول فيرغسون: «إننا نحث صناع السياسات والباحثين على حد سواء على بذل المزيد من الجهد لتحدي الصور النمطية الشائعة، وعكس ديناميكية الحياة الأسرية».
- ترجمة: زينب عباس
- تدقيق: جعفر الجزيري
- المحرر: ماتيو كيرلس
- المصدر