يمكن لإجراءٍ طبيٍّ بسيطٍ استُخدم في القرن الماضي أن يكون الحلَّ للأزواج الذين يكافحون من أجل الحمل.
لاحظ الأطباء منذ عشرات السنوات أنَّ النّساء المصابات بحالات عقمٍ غير مفسّرة، يمكن أن تحدث لديهن حالات حملٍ بعد الخضوع لاختبارٍ طبيٍّ قياسيٍّ للرّحم.
تتم الآن تجربة سريريّة تُعتبَر الأضخم من أي تجارب سابقة على نوع من المحاليل يُعرَف باسم ليبيودول (Lipiodol) وهو محلول تباينيّ يُستخدم في الاختبار.
يمكن للنّتائج أن تعطي أملًا للعديد من الأزواج الذين كان الحلُّ الأخير لهم هو تقنيّة الإخصاب في المختبر (طفل الأنبوب) المكلفة.
( Hysterosalpingography ) أو اختصارًا (HSG) وهو فحصٌ شائعٌ بالأشعة السينية لتصوير الرّحم وقنوات فالوب.
لرؤية هذه الأعضاء بوضوح في الصورة، يقوم أطباء الأشعة بملئها بعامل تباين خاص لكي تتوهّج.
كان (اختبار HSG) يُجرَى منذ أوائل القرن العشرين، وتاريخيًا كان عامل التباين هو (Lipiodol) ويُحضّر خصوصًا من محلول زيت بذور الخشخاش (poppyseed) وهو نباتٌ مخدّر لونه أحمر فاتح.
في هذه الأيام، العامل قوامه الماء ويُجهّز بأفضل تباين مما جعله أكثر استخدامًا.
يمكن إجراء (HSG) للعديد من الأسباب، لكن واحد من أكثر الأسباب شيوعًا هو البحث عن الأسباب الكامنة للعقم، والذي يُعرَف بعدم حدوث حمل بعد سنةٍ من الممارسة الجنسيّة بدون موانع حمل.
بدأ الأطباء بملاحظة أن بعض النّساء العقيمات واللواتي خضعن للعديد من اختبارات (HSG) كان لديهنّ القدرة على استعادة الخصوبة ثانية، لذا بدأ الأطباء بالبحث في ذلك.
حدّدت بعض الدراسات فيما إذا كان التوهّج فقط هو الذي ساعد على حدو الحمل أو إذا كان نوع من عامل التباين المستخدم.
في عام 2005 أجريت دراسات سريرية، وكان لها دلائل محدّدة تقترح أنّ (Lipiodol) كان له منافع، لكنّ الدراسات لم تكن كافية لإعطاء جواب دقيق.
يقول طبيب التوليد بين مول Ben Mol)) وهو قائد التجربة السريريّة الأخيرة: «حتّى الآن من غير الواضح أيّ نوعٍ من السوائل المُستخدَمة في الإجراء كان له أثرٌ في تغيّر الخصوبة».
في هذه الدراسة، قام فريق دولي بمقارنة منافع المحلول المُستخدَم في فحص (HSG) مع كل من (Lipiodol) والمحلول المائي على 1119 امرأةٍ عقيمةٍ في 27 مركزٍ طبيٍّ في هولندا.
وجد العلماء أنّ 39.7% من النّساء اللواتي خضعن لاختبار (HSG) باستخدام محلول (Lipiodol) حدث لديهنّ حملٌ بنجاح، مقابل 29.1% من النّساء اللواتي استُخدِم لهنّ عامل التباين المائي.
يقول مول: «كانت معدّلات الحمل النّاجحة مرتفعةً بشكل مهم في مجموعة المحلول الزيتيّ وبعد علاجٍ واحدٍ فقط».
وأضاف: «هذه النتيجة مهمّة للنساء اللواتي لم يقمن بأيّ إجراءاتٍ أخرى من دون البحث عن العلاج بتقنية طفل الأنبوب.
يُقدّم ذلك أملًا جديدًا للأزواج العقيمين».
تمّ اختيار المشاركين بشكلٍ عشوائيٍّ لواحد أو اثنين من عوامل التباين، وبالرغم من أنّ الدراسة لم تكن مخفية تمامًا، حيث يمكن لطبيب الأشعة أن يعرف أيّ عامل تباين اعُتمِد في بحوث الأشعة السينية المختلفة.
لكنّ مؤلّفي الدراسة لاحظوا أنّه لم يمكن هنالك مشاكل كبيرة، وتوصلوا إلى أنّ النتائج التي قاسوها لهذا الهدف، أيّ من النساء حدث لهن حمل أو لم يحدث.
تقول الباحثة هانا براون (Hannah Brown) في جامعة أدليد في أستراليا والتي لم تشارك في الدراسة لكنّها عملت إلى جانب مول في مشروعٍ بحثيٍّ آخر: «أعتقد أنّ النتائج مشوّقة بلا شك، وآمل أن تكون مثيرةٌ فعلًا».
وأضافت: «أيّ تقدمٍ في المعرفة يعني أنّه يمكننا علاج الأشخاص دون اللجوء إلى التكنولوجيا الواسعة غير الضرورية والباضعة وذلك مثيرٌ حقًا».
وفقًا لمول فالنتائج مشجّعة، لأنّ (HSG) هو وسيلةٌ رخيصةٌ مقارنةً مع شوط واحد من الإخصاب في المختبر.
ويقول: «إذا أخذنا بعين الاعتبار 40% من النّساء في مجموعة العامل الزيتيّ حدث لهنّ حملٌ بنجاح، هذه 40% من الأزواج يمكنهم تجنّب دفع تكاليف كبيرة جدًا والعواطف المتعلّقة بالعلاج بتقنية طفل الأنبوب».
يؤمن مول بأنّه يجب على الأزواج التحدث لطبيبهم حول الاستخدامات الممكنة لاستخدام (Lipiodol) ويمكن لعيادات التخصيب أن تساعد في ذلك بعرض هذه الطريقة قبل المباشرة في تقنية طفل الأنبوب.
ولكن بصرف النظر عن النتائج المشجّعة، ما زلنا لا نعلم مدى فعاليّة المحلول الزيتي، يمكن أن يكون شيء ما يقوم بذلك، وكيف أنّ عامل التباين يتوهّج حرفيًا في قنوات فالوب.
ربّما يؤثّر على البيئة داخل الرّحم، لكنّه لا توجد حقائق موثقة أيضًا.
كتب الباحثون: «تقترح بعض الدراسات أنّ اختبار (HSG) باستخدام وسط زيتيّ سوف يدفع المواد ويزيح المخاط الذي يسدّ القنوات السليمة».
ووفقًا لبراون، من المتحمل إجراء بعض الأبحاث “الرخيصة والسهلة إلى حد ما” على الحيوانات لتحديد السبب في كون (Lipiodol) أفضل بكثير.
وتقول: «إذا فهمنا كيف يقوم الزيت بمساعدة الرّحم بشكل رئيسي على حدوث الانغراس، ربّما يمكننا بعد ذلك فهم كيف نُحدِث ذلك بشكل طبيعي».
ربما استخدام هذه التقنية ليست كرة السحر لكل الأزواج الراغبين في الإنجاب، لكن ربّما على الشخص تجربتها في حال توفرها.
- تدقيق: دانه أبو فرحة
- تحرير:عيسى هزيم
- المصدر
- البحث الاصلي