للمرة الأولى من نوعها أظهرت دراسة كبيرة العينة أثر العوامل الجينية على التدني في فعالية الدماغ خلال التقدم العمري. “إن معرفة الجينات التي لها علاقة بهرم الدماغ قد يساعد في فهمنا لهذه العملية” كما يقول البروفسور جون بلانغيرو عالم جينات ومشارك في هذه الدراسة.
في دراسة كبيرة تضم 1129 شخصاً تتفاوت أعمارهم بين 18و 83، تم توثيق أثر التقدم في العمر على القدرات العصبية والمعرفية وعلى المادة البيضاء في الدماغ. تؤثر فعالية المادة البيضاء ونشاطها على بعض قدرات الدماغ كالتعلم وفعاليات أخرى. بينت هذه الدراسة إمكانية تتنبئ المواد الجينية المشتركة بين الأقارب البيولوجيين بالتغيرات في فعالية الدماغ مع التقدم في العمر.
تم اختيار المشاركين في الدراسة من عائلات مكسيكية أمريكية كبيرة، حيث تم خلالها دراسة وتصوير للدماغ للمشاركين في جامعة تكساس للعلوم الصحية. “إن اختيار المشاركين من عائلات كبيرة شكّل لنا مصدراً ممتازاً لدراسة كيفية تغيير العوامل الجينية مع التقدم في السن” يصرّح بلانغيرو.
بتطبيق تحليلات معقدة استطاع العلماء تحديد قواعد وراثية للتدهور في الفعالية المعرفية والعصبية لللدماغ مع تقدم العمر، وربط هذه القواعد الوراثية بعوامل جينية محددة. وكذلك انخفاض فعالية المادة البيضاء خلال التقدم العمري يمكن إرجاعه لتأثير جينات وعوامل وراثية معينة. قدمت دراسات مختلفة أخرى دلائل على أن عدة مجموعات مختلفة من الجينات مسؤولة عن هذين التغيرين البيولوجيين.
وكما صرح الدكتور ديفيد جلان أحد المشاركين في الدراسة “إن أهم فوائد هذه الدراسة أننا قمنا بالتركيز على عائلات كبيرة وأقارب، وبذلك استطعنا أن نحدد تأثير العوامل الجينية عن غيرها على الدماغ خلال تقدم العمر.”