بينما ينهمك العلماء في بحث محموم عن الكوكب التاسع الافتراضي ومداره العجيب حول الشمس، يظهر افتراض آخر لا يقل غرابة عن سابقه، وهو أن نظامنا الشمسي كان- منذ فترة طويلة – موطناً لكوكب آخر.
تشير أدلة جديدة إلى أنه من المحتمل جداً أن نظامنا الشمسي قد احتوى يوماً ما على كوكب من فصيلة (الأرض العملاقة) – وهو نوع من الكواكب تصل كتلته إلى عشرة أضعاف كتلة كوكب الأرض، ولكنه أصغر من (الكواكب العملاقة) التي تدور حول شمسنا.
الغريب في نظامنا الشمسي أنه لا يحتوي على كواكب من تلك الفصيلة بالرغم من كثرة انتشارهم في مجرتنا، ولكن لدى العلماء فكرة عما قد يكون السبب فى عدم تواجد تلك الكواكب! حسناً, تلك الأرض العملاقة– إن كانت موجودة يوماً ما بالفعل- ربما تكون ضلت مسارها وسقطت بداخل الشمس.
إن كانوا محقين فتلك الفرضية قد تفسر أيضاً المساحة الخالية تماماً والواقعة بين الشمس وكوكب عطارد أقرب الكواكب للشمس.
فالأرض العملاقة وهى في طريقها للدمار والسقوط داخل الشمس قد قامت بالتقاط كل المخلفات والمواد الكونية في طريقها وسقطت معها داخل الشمس.
عالمة فيزياء الفضاء ريبيكا مارتن بجامعة نيفادا بمدينة لاس فيجاس صرحت لـ Discovery News تقول:« الدليل الفيزيائي الوحيد على تكون أرض عملاقة في نظامنا الشمسي هو خلو تلك المنطقة تماماً من أي شيء ولا حتى صخرة» .. وتابعت ريبيكا: « ربما تكونت هناك ثم أخذت كل المواد الصلبة معها وسقطت داخل الشمس ».
ولمحاولة معرفة سبب خلو نظامنا الشمسي من أرض عملاقة قامت مارتن وزملائها الباحثين باستخدام الحاسبات الآلية لعمل محاكاة لكيفية تكون تلك العوالم الضخمة، فكان التجربة مفادها أن تلك الكواكب تأخذ شكلاً من اثنين: إما تكون قريبة جداً من الشمس التي تدور حولها وفي هذه الحالة تكون كثيفة جداً، أو تكون بعيدة جداً عن النجم وذلك يجعلها أقل كثافة.
لو كانت هناك أرض عملاقة في نظامنا الشمسي فربما تكون تكونت بداخل الحلقات قبل الكوكبية – وهي حلقات تتكون من الغازات والمخلفات الحجرية التي تحيط بالنجم- وطبقاً لظروف تلك الحلقات تشهد المناطق الميتة (التي بها القليل من الاحتكاك أو لا يوجد بها احتكاك على الإطلاق) تكتل الكتل الصغيرة معاً، ما قد يؤدي في النهاية إلى ولادة كواكب جديدة.
تقول مارتن: «حجم المنطقة الميتة يجب أن يكون كبيراً بما يكفي ليستمر طوال فترة حياة الحلقات» …. ونظراً لأن الأنظمة المختلفة تمتلك أحجام مختلفة من المناطق الميتة قد يكون من غير الممكن تكون الأرض العملاقة في المناطق الداخلية في كل الأنظمة ولذلك قد يكون الموقعين مناسبين لتكون تلك الكواكب.
{ تشير مارتن هنا إلى الموقعين القريب جداً أو البعيد جداً عن الشمس. كما أشارت المحاكاة الحاسوبية سابقة الذكر} ومع الجذب الكافي سقط الكوكب الوليد إلى داخل النجم القريب منه للغاية، مخلفاً وراءه مساحة من الفضاء الخالي تماماً والذي تم تنظيفه حديثاً.
تتابع مارتن:« لو كانت الحلقات باردة بما يكفي فإن الجدول الزمني للسقوط بداخل الشمس قصيراً لدرجة أنه ربما حدث أثناء فترة عمر الحلقات ».
لا توجد وسيلة الآن للتأكد من صحة تلك الفرضية ولكنها فكرة رائعة وربما قد تجد الأبحاث المستقبلية حلاً لهذا اللغز يوماً ما.
سيتم نشر تلك النتائج في مجلة الفيزياء الفضائية.