لنفهم إلى أين يتجه الويب، لا بد من إلقاء نظرة على تاريخه. في هذا المقال، نقدم نبذة حول تطور الويب، ونتعرف على مصطلح الويب 3.0.
فلنفرض أنك قررت الذهاب لمشاهدة فيلم وتناول الطعام بعدها. أنت في مزاج مناسب لمشاهدة فيلم كوميدي وتناول بعض الأطعمة المكسيكية الحارة.
تشغل حاسوبك، تفتح مستعرض ويب وبعدها غوغل لجمع معلومات عن دور العرض والأفلام والمطاعم الأنسب لك. يجب أن تعرف الأفلام التي يتم عرضها في دور العرض القريبة منك، فتقضي بعض الوقت في قراءة وصف قصير لكل فيلم قبل الاختيار. أيضًا، يجب أن تعرف المطاعم المكسيكية القريبة من دار العرض التي اخترتها. قد ترغب في التحقق من تقييمات زبائن المطاعم. في المجمل، تزور العديد من مواقع الويب قبل أن تكون مستعدًا للخروج من المنزل.
يعتقد بعض خبراء الإنترنت أن الجيل القادم من الويب (الويب 3.0)، سيجعل المهام مثل البحث عن الأفلام والطعام أسرع وأسهل. بدلاً من عمليات البحث المتعددة، يمكنك كتابة جملة مركبة أو جملتين في مستعرض الويب 3.0، وسيقوم الويب بالباقي. مثلًا: (أريد مشاهدة فيلم مضحك، ثم تناول الطعام في مطعم مكسيكي جيد؛ ما هي خياراتي؟)، سيحلل مستعرض الويب 3.0 الجملة، ويبحث في الإنترنت عن جميع الإجابات الممكنة، ثم ينظم النتائج ويستعرضها أمامك.
هذا ليس كل شيء، يعتقد العديد من هؤلاء الخبراء أن متصفح الويب 3.0 سيعمل بوصفه مساعدًا شخصيًا. في أثناء بحثك في الويب، يتعرف المستعرض على اهتماماتك. كلما زاد استخدامك للويب، زادت معرفة مستعرضك عن اهتماماتك لتصبح أقل تحديدًا عند طرحك الأسئلة. في النهاية، قد تتمكن من طرح أسئلة مفتوحة على متصفحك، مثل: (أين يجب أن أتناول وجبة الغداء؟)، سيرجع متصفحك إلى سجلاته عن اهتماماتك، ويأخذ في الاعتبار موقعك الحالي ثم يقترح قائمة مطاعم.
الطريق إلى الويب 3.0:
من بين جميع الكلمات الرنانة والمصطلحات الخاصة بالإنترنت التي وصلت إلى الوعي العام، قد يكون الويب 2.0 هو الأشهر، ورغم أن الكثير من الناس قد سمعوا عنه، فإن معظمهم لا يعرفون معناه، ويدعي بعضهم أن المصطلح بحد ذاته حيلة تسويقية مصممة لإقناع أصحاب رؤوس الأموال باستثمار ملايين الدولارات في مواقع الويب.
عندما اخترع ديل دوجيرتي من شركة جريلي ميديا المصطلح، لم يكن هنالك تعريف واضح له، ولم يُتفَق حتى حول؛ هل هنالك ويب 1.0؟
يصر آخرون على أن الويب 2.0 حقيقة. بالمختصر، تشمل خصائص الويب 2.0:
- قدرة الزوار على إجراء تغييرات على صفحة الويب: تتيح أمازون -مثلًا- لزوارها نشر تقييمات للمنتج. باستخدام استمارة على الإنترنت، يمكن للزائر إضافة معلومات إلى صفحات أمازون بحيث يمكن للزوار المستقبليين قراءتها.
- استخدام صفحات الويب لربط الأشخاص بمستخدمين آخرين:
جزء من أسباب الشعبية التي تحظى بها شبكات التواصل الاجتماعي -مثل فيسبوك وماي سبيس- هي تسهيلها عثور المستخدمين على بعضهم بعضًا والبقاء على اتصال.
- طرق سريعة وفعالة لمشاركة المحتوى: موقع يوتيوب مثال ممتاز. يستطيع مستخدم اليوتيوب إنشاء مقطع فيديو وتحميله في وقت وجيز ليتمكن الآخرون من مشاهدته.
- طرق جديدة للحصول على المعلومات: يمكن لمتصفحي الإنترنت اليوم طالما هم متصلين بالإنترنت الاشتراك في (RSS)، وهي موجز خاص حول تحديثات صفحات الويب.
- توسيع طرق الوصول إلى الإنترنت: يستخدم العديد من الأشخاص الإنترنت من طريق أجهزة مثل الهواتف المحمولة أو أجهزة ألعاب الفيديو، ومنذ فترة طويلة، توقع بعض الخبراء أن المستخدمين سيصلون إلى الإنترنت من طريق أجهزة التلفزيون وغيرها.
بالتفكير في الويب 1.0 بوصفه مكتبة، يمكن استخدامه مصدرًا للمعلومات، ولكن لا يمكن المساهمة في المعلومات أو تغييرها بأي شكل من الأشكال. يشبه الويب 2.0 مجموعة كبيرة من الأصدقاء والمعارف؛ لا يزال بالإمكان استخدامه لتلقي المعلومات، ولكن يمكن المساهمة أيضًا في المحادثة وجعلها تجربة أفضل.
بينما لا يزال هنالك العديد من الأشخاص يحاولون السيطرة على الويب 2.0، بدأ آخرون بالتفكير فيما سيأتي بعده. كيف سيكون الويب 3.0؟ ما مدى اختلافه عن الويب الذي نستخدمه اليوم؟ هل سيكون تحولًا ثوريًا أم سيكون متقنًا لدرجة أننا لن نلاحظ الفرق؟ كيف يتصوّر خبراء الإنترنت الجيل القادم من شبكة الويب العالمية؟
مقاربات الويب 3.0:
لا أحد يدري كيف ستكون التكنولوجيا المستقبلية في النهاية. اتفق معظم خبراء الإنترنت على السمات العامة للويب 3.0، وأنه سيوفر للمستخدمين تجارب أفضل. يعتقد الكثيرون أيضًا أنه باستخدامه، سيكون لكل مستخدم ملفًا مميزًا، بناءً على اهتماماته، وسيستخدم الويب 3.0 هذه الملفات لتحسين تجربة التصفح الخاصة بكل فرد. هذا يعني أنه إذا بحث شخصان مختلفان على الإنترنت باستخدام الكلمات الرئيسية والخدمة ذاتها، سيحصلون على نتائج مختلفة تحددها ملفاتهم الخاصة.
إن التقنيات والبرامج المطلوبة لهذا النوع من التكنولوجيا ليست جاهزة بعد. توفر مجموعة من الخدمات -مثل تيفو وباندورا- محتوىً فرديًا مبنيًا على بيانات المستخدم، ولكنها تعتمد مبدأ التجربة والخطأ، وإنه غير فعال بقدر ما يقول الخبراء إن الويب 3.0 سيكون. الأهم من ذلك، أن الخدمات مثل تيفو وباندورا لها نطاق محدود بالبرامج التلفزيونية والموسيقى، بينما سيشمل الويب 3.0 جميع المعلومات على الإنترنت.
يعتقد بعض الخبراء أن أساس الويب 3.0 سيكون واجهات برمجة التطبيقات (API)، وهي واجهة مصممة للسماح للمطورين بإنشاء تطبيقات باستخدام مجموعة معينة من الموارد. تشمل العديد من مواقع الويب 2.0 واجهات تتيح للمبرمجين الوصول إلى البيانات والإمكانيات الفريدة للمواقع. مثلًا، تتيح واجهات فيسبوك للمطورين إنشاء برامج تستخدم فيسبوك نقطة انطلاق للألعاب والاختبارات ومراجعات المنتجات وغيرها.
يمكن للويب 2.0 المساعدة في تطوير الويب 3.0 من طريق الدمج. الدمج هو مزيج من تطبيقين أو أكثر في تطبيق واحد. مثلًا، يدمج المطور برنامجًا يتيح للمستخدمين تقييم المطاعم باستخدام خرائط غوغل. لا يمكن للتطبيق الجديد الناتج من عملية الدمج أن يعرض تقييمات المطاعم فحسب، بل يتيح معرفة مواقعها أيضًا. يعتقد بعض خبراء الإنترنت أن إنشاء تطبيقات مدمجة سيكون سهلًا جدًا في الويب 3.0، إذ يمكن لأي شخص القيام بذلك.
يعتقد خبراء آخرون أن الويب 3.0 سينطلق انطلاقة جديدة. فبدلًا من استخدام HTML لغة برمجة أساسية، سيعتمد على لغات جديدة غير متوفرة بعد. يقترح هؤلاء الخبراء أنه قد يكون من الأسهل البدء من الصفر بدلًا من محاولة تغيير الويب الحالي. مع ذلك، فإن الويب 3.0 لا يزال نظريًا لدرجة أنه يستحيل تحديد كيفية عمله.
يملك مخترع شبكة الويب نظريته الخاصة لما سيكون عليه مستقبل الويب، ويسميه الويب الدلالي، ويستفيد العديد من خبراء الإنترنت إلى حد كبير من هذه النظرية عند الحديث عن الويب 3.0، فما هو الويب الدلالي بالضبط؟
الويدجات:
هي تطبيقات صغيرة يمكن للأشخاص إدراجها في صفحات الويب من طريق نسخها من مصادر أخرى ودمجها في برمجة صفحة الويب. يمكن أن تكون ألعابًا أو أخبارًا أو مشغلات فيديو أو غيرها. يتوقع بعضهم أن الويب 3.0 سيسمح للمستخدمين بدمج مجموعة من الويدجات معًا لصنع تطبيقات عبر النقر وسحب بعض الرموز إلى مربع على صفحة ويب.
هل تريد تطبيقًا يوضح لك مكان حدوث القصص الإخبارية؟ اجمع بين رمز موجز الأخبار وأيقونة غوغل إيرث وسيتكفل الويب 3.0 بالباقي. كيف؟ لم يكتشف أحد هذا الجزء حتى الآن.
الويب الدلالي:
اخترع تيم بيرنرز لي شبكة الويب العالمية (www) عام 1989. أنشأها بوصفها واجهة للإنترنت ووسيلة للأشخاص لمشاركة المعلومات مع بعضهم. يشكّك بيرنرز لي في وجود الويب 2.0، واصفًا إياه بأنه ليس أكثر من ترّهات لامعنى لها. يؤكد بيرنرز لي أنه أنشأ شبكة الويب العالمية لتقوم بكل الأشياء التي يفترض أن شبكة الويب 2.0 تقوم بها الآن.
تشبه رؤية بيرنرز لي للويب المستقبلي مفهوم الويب 3.0، ويسمى الويب الدلالي. في الوقت الحالي، بنية الويب موجهة للبشر. من السهل علينا زيارة صفحة ويب وفهم كل ما تدور حوله. لا تستطيع أجهزة الحاسوب فعل ذلك. قد يكون محرك البحث قادرًا على البحث عن الكلمات الرئيسية، ولكنه لا يستطيع فهم كيفية استخدام هذه الكلمات الرئيسية في سياق الصفحة.
من طريق الويب الدلالي، سيمسح الحاسوب ويفسر المعلومات الموجودة على صفحات الويب باستخدام وكلاء البرامج. سيكون وكلاء البرامج هؤلاء برامج تزحف عبر الويب، بحثًا عن المعلومات ذات الصلة. سيكونون قادرين على القيام بذلك لأن الويب الدلالي سيكون لديه مجموعات من المعلومات تسمى الأنطولوجيات.
فيما يتعلق بالإنترنت، الأنطولوجيا هي ملف يحدد العلاقات بين مجموعة من المصطلحات. مثلًا، يشير مصطلح ابن العم إلى العلاقة الأسرية بين شخصين يشتركان في مجموعة واحدة من الأجداد، وكذلك تحدد الأنطولوجيا الدلالية للويب كل دور عائلي كالآتي:
الجد: هو سلف مباشر يَبعد جيلين عن الموضوع.
الأب: سلف مباشر يبعد جيل عن الموضوع.
الأخ أو الأخت: يتشارك الوالد ذاته مع الموضوع.
ابن أخ أو أخت: ابن أخ أو أخت الموضوع.
العمة أو العم: الأخت أو الأخ لأب الموضوع.
ابن العم: ابن خال أو عم أو عمة أو خالة الموضوع.
لكي يكون الويب الدلالي فعالًا، يجب أن تكون الأنطولوجيا دقيقة وشاملة. في مفهوم بيرنرز لي، ستوجد في شكل بيانات وصفية. البيانات الوصفية هي معلومات مضمنة في التعليمات البرمجية لصفحات الويب غير المرئية للبشر، ولكن يمكن للحاسوب قراءتها.
يتطلب بناء الأنطولوجيا الكثير من العمل. في الواقع، هذه إحدى أكبر العقبات التي تواجه الويب الدلالي. هل سيكون الناس على استعداد لبذل الجهد المطلوب لإنشاء أنطولوجيات شاملة لمواقع الويب الخاصة بهم؟ هل سيحتفظون بها مع تغير مواقع الويب؟ يقول النقاد إن مهمة إنشاء مثل هذه الملفات المعقدة والحفاظ عليها تتطلب الكثير من الجهد بالنسبة لمعظم الناس.
يستمتع بعض الأشخاص حقًا بوضع علامات على معلومات الويب. تعمل علامات الويب على تصنيف المعلومات التي جرى تعليمها. تملك العديد من المدونات خيار العلامة، ما يجعل من السهل تصنيف الإدخالات اليومية ضمن موضوعات محددة. تسمح مواقع مشاركة الصور -مثل فليكر- للمستخدمين بوضع علامات على الصور. حولتها غوغل إلى لعبة: تضع تسمية صور غوغل شخصين في مواجهة بعضهما في مسابقة تسمية. يحاول كل لاعب إنشاء أكبر عدد من العلامات ذات الصلة بسلسلة من الصور.
وفقًا لبعض الخبراء، سيتمكن الويب 3.0 من البحث في العلامات والتسميات وإرجاع النتائج الأكثر صلة إلى المستخدم. ربما سيجمع الويب 3.0 بين مفهوم بيرنرز لي للويب الدلالي وثقافة وضع العلامات في الويب 2.0.
على الرغم من أن الويب 3.0 هي نظرية أكثر من كونها حقيقة، فإن ذلك لم يمنع الناس من تخمين ما سيحدث بعد ذلك. استمر في قراءة المقال للتعرف على المستقبل البعيد للويب.
ما بعد الويب 3.0:
أيا كان ما نسميه الجيل القادم من الويب، فماذا سيأتي بعده؟ تتراوح النظريات من التنبؤات المتوقعة إلى تخمينات أقرب لأفلام الخيال العلمي.
هنا نذكر بعض التنبؤات:
- وفقًا لخبيرة التكنولوجيا ورائدة الأعمال نوفا سبيفاك، فإن تطوير الويب يتحرك في دورات مدتها 10 سنوات. في العقد الأول للويب، ركز التطوير على الواجهة البرمجية، أو البنية التحتية للويب. أنشأ المبرمجون البروتوكولات ولغات البرمجة التي نستخدمها لإنشاء صفحات الويب. في العقد الثاني، تحول التركيز إلى الواجهة الأمامية (واجهة المستخدم) وبدأ عصر الويب 2.0. الآن يستخدم الناس صفحات الويب بوصفها منصات لتطبيقات أخرى. ويقومون أيضًا بإنشاء تطبيقات دمج وتجريب طرق لزيادة تفاعل الويب.
حاليًا، نحن في نهاية دورة الويب 2.0. الدورة التالية هي الويب 3.0، وسيعود التركيز على تطوير البنية التحتية. سيقوم المبرمجون بتحسين البنية التحتية للإنترنت لدعم القدرات المتقدمة لمتصفحات الويب 3.0. فور انتهاء هذه المرحلة، سندخل عصر الويب 4.0. سيعود التركيز إلى الواجهة الأمامية، وسنرى آلاف البرامج الجديدة التي تستخدم الويب 3.0 أساسًا لها.
- سيتطور الويب إلى بيئة ثلاثية الأبعاد. بدلاً من الويب 3.0، سنرى ويب 3D. من طريق الجمع بين عناصر الواقع الافتراضي والعوالم المستمرة على الإنترنت لألعاب الأدوار متعددة اللاعبين، قد يصبح الويب مشهدًا رقميًا يمثل وهم العمق. سوف نستعمل الويب إما من منظور الشخص الأول أو من طريق تمثيل رقمي للشخص يسمى أفاتار.
- سيضيف الويب على التطورات في الحوسبة الموزعة، ويؤدي إلى ذكاء اصطناعي حقيقي. في الحوسبة الموزعة، تتولى العديد من أجهزة الحاسوب مهمة معالجة ضخمة. يعالج كل حاسوب جزءًا صغيرًا من المهمة الإجمالية. يعتقد بعض الناس أن الويب سيكون قادرًا على التفكير من طريق توزيع عبء العمل عبر آلاف الحواسيب والرجوع إلى علم الوجود العميق. سيصبح الويب عقلًا عملاقًا قادرًا على تحليل البيانات واستقراء الأفكار الجديدة بناءً عليها.
- سيمتد الويب أبعد من الحاسوب والهواتف المحمولة. سيتصل كل شيء من الساعات إلى أجهزة التلفزيون إلى الملابس بالإنترنت. سيكون المستخدمون على اتصال دائم بالويب، والعكس صحيح. سيتعلم وكيل البرنامج الخاص بكل مستخدم المزيد عن مستخدمه، استنادًا إلى مراقبة أنشطته إلكترونيًا. قد يؤدي هذا إلى مناقشات حول التوازن بين خصوصية الأفراد والاستفادة من تجربة التصفح.
- سيندمج الويب بأشكال الترفيه الأخرى حتى تضيع جميع الفروق بين وسائل الإعلام والترفيه. سيعتمد الراديو والبرامج التلفزيونية والأفلام الطويلة على الويب بوصفه نظام توصيل.
من المبكر معرفة أي من هذه النظريات المستقبلية من الويب سيتحقق، هذا إن وجد من الأساس. قد يكون المستقبل الحقيقي للويب أبعد من التوقعات الأكثر تطرفًا. ولا يسعنا إلا الأمل أنه بحلول الوقت الذي يأتي فيه مستقبل الويب، سيكون بإمكاننا جميعًا الاتفاق على تسميته.
اقرأ أيضًا:
ما هو ميتافيرس؟ ومن يتحكم فيه؟ وكيف سيؤثر في حياتنا؟
ما التقنية التي استخدمها الهاكرز لاختراق آلاف القنوات الفعالة على يوتيوب؟
المترجم: آدم العابد
تدقيق: سماح عبد اللطيف
مراجعة: حسين جرود