تعد زبدة الفول السوداني من أكثر الأطعمة القابلة للدهن انتشارًا في العالم. يعد مذاقها شهيًا بالنسبة لمحبيها، وقوامها مذهلًا، خاصة الطريقة التي تلتصق بها بسقف الفم قبل ذوبانها. لكن بالطبع لا يستمتع الجميع بها، ويعاني البعض حساسيةً تجاهها، التي قد تكون مميتةً لنسبة صغيرة منهم.
لكن هل تعد زبدة الفول السوداني مضرةً بالصحة بالنسبة للـ99% المتبقيين من الناس؟
مما تتكون زبدة الفول السوداني؟
زبدة الفول السوداني من الأطعمة غير المُعالجة نسبيًا، وهي عبارة عن فول سوداني يُحمّص ويُطحن حتى يتحول إلى معجون.
لكن قد تحتوي العديد من الماركات التجارية لزبدة الفول السوداني على مكونات مضافة متنوعة، مثل السكر والزيوت النباتية والدهون غير المشبعة.
وارتبط تناول الكثير من السكريات المضافة والدهون غير المشبعة بحالات صحية مختلفة، مثل الأمراض القلبية.
لذلك اختر زبدة الفول السوداني الحاوية على الفول السوداني فقط، وربما الحاوية على القليل من الملح بدلًا من تلك الحاوية على الكثير من المكونات المضافة.
1) مصدر جيد للبروتينات:
تعد زبدة الفول السوداني مصدرًا متوازنًا للطاقة إلى حد ما، فهي توفر المغذيات الثلاثة الكبرى، وتحتوي 3.5 أونصة من زبدة الفول السوداني (100 غرام) على:
- كربوهيدرات: 22 غرامًا من الكربوهيدرات (14% سعرات حرارية)، 5 غرامات منها ألياف.
- بروتينات: 22.5 غرامات من البروتينات (14% سعرات حرارية)، وهي نسبة كبيرة جدًا مقارنةً بأغلب الأطعمة النباتية الأخرى.
- دهن: 51 غرامًا من الدهن، أي ما يعادل 72% سعرات حرارية.
تعد زبدة الفول السوداني غنية بالبروتين إلى حد ما، لكنها منخفضة المحتوى بالحمض الأميني الأساسي (المثيونين).
ينتمي الفول السوداني إلى عائلة البقول، التي تتضمن الفول والفاصولياء والعدس، ويوجد الميثيونين والسيستئين بنسبة أقل بكثير في بروتين البقول مقارنةً بالبروتين الحيواني.
يرتبط نقص الميثيونين عادةً بنقص البروتين الكلي أو بحالات مرضية معينة، وهو نادرٌ للغاية بالنسبة للأشخاص المتمتعين بصحة جيدة عامةً.
لكن من ناحية أخرى، يُعتقد أن نقص الميثيونين له بعض الفوائد الصحية أيضًا، فأظهرت دراسات أنه قد يطيل عمر الجرذان والفئران، لكنه من غير الواضح إذا كان يعمل بالطريقة ذاتها عند البشر.
2) منخفضة المحتوى من الكربوهيدرات:
تحتوي زبدة الفول السودانية النقية على 20% فقط من الكربوهيدرات، ما يجعلها مناسبةً لنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
وتسبب أيضًا ارتفاعًا قليلًا جدًا في نسبة سكر الدم، ما يجعلها خيارًا جيدًا لدى مصابي السكري من النمط الثاني.
ووجدت دراسات ارتباط تناول زبدة الفول السوداني بانتظام بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني على المدى الطويل.
تعود هذه الفوائد جزئيًا إلى حمض الأولييك (حمض الزيت)، وهو أحد الدهون الأساسية في زبدة الفول السوداني، إضافةً إلى مضادات الأكسدة التي قد تلعب دورًا في ذلك.
3) غنية بالدهون الصحية:
تحتوي 3.5 أونصة (100 غرام) على 597 سعرات حرارية، وهي كمية كبيرة.
ومع أنها عالية المحتوى من السعرات الحرارية، فإن تناول كميات معتدلة من زبدة الفول السوداني النقية أو الفول السوداني الكامل يعد جيدًا بالنسبة لنظام غذائي لإنقاص الوزن.
يمكن اعتبارها خيارًا جيدًا للنباتيين أو من يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا، كونها تعد غنيةً بالدهون الصحية للقلب ومصدرًا جيدًا للبروتين.
تتكون نصف الدهون في زبدة الفول السوداني من حمض الأولييك، وهو نوع صحي من الدهون الأحادية غير المشبعة، والموجودة بكميات عالية أيضًا في زيت الزيتون.
رُبط حمض الأولييك بالعديد من الفوائد الصحية، مثل تحسين الحساسية للإنسولين.
وتحتوي زبدة الفول السّوداني أيضًا على حمض اللينولييك (أوميغا-6)، وهو أحد الأحماض الدهنية الأساسية المتوفرة بكثرة في أغلب الزيوت النباتية.
أظهرت بعض الدراسات أن تناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية أوميغا-6، نسبةً إلى أوميغا-3، قد يزيد من الالتهابات وخطر الإصابة بأمراض مزمنة.
4) غنية إلى حد ما بالفيتامينات والمعادن:
تحوي 3.5 أونصة (100 غرام) من زبدة الفول السوداني على العديد من الفيتامينات والمعادن:
- فيتامين E: 60% من الكمية الغذائية اليومية.
- فيتامين B3 (نياسين): 84% من الكمية الغذائية اليومية.
- فيتامين B6: 29% من الكمية الغذائية اليومية.
- فولات: 18% من الكمية الغذائية اليومية.
- مغنيزيوم: 37% من الكمية الغذائية اليومية.
- نحاس: 56% من الكمية الغذائية اليومية.
- منغنيز: 65% من الكمية الغذائية اليومية.
وهي عالية المحتوى من البيوتين، وتحوي على كميات مناسبة من:
- فيتامين B5.
- حديد.
- بوتاسيوم.
- زنك.
- سيلينيوم.
لكن يجب معرفة أن زبدة الفول السوداني ليست مغذيةً للغاية مقارنةً بالأطعمة النباتية منخفضة السعرات الحرارية مثل السبانخ أو البروكلي.
5) غنية بمضادات الأكسدة:
تحتوي زبدة الفول السّوداني مثل معظم الأطعمة على الكثير من العناصر الغذائية الفعالة التي قد تمتلك بعض الفوائد الصحية، غير الفيتامينات والمعادن.
تعد زبدة الفول السّوداني غنيةً جدًا بمضادات الأكسدة مثل حمض الكوماريك، الذي قد يقلل التهاب المفاصل عند الفئران.
وتحوي أيضًا على الريسفيراترول المرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى عند الحيوانات.
6) مصدر محتمل للأفلاتوكسينات (ذيفان فطري):
قد تحتوي زبدة الفول السوداني غير المُعالجة على مواد ضارة مثل الأفلاتوكسينات.
يعود ذلك لنمو الفول السوداني تحت الأرض، عندها يمكن استعماره عبر عفن فطري واسع الانتشار يسمى الرشاشيات، الذي يعد مصدرًا للأفلاتوكسينات المضرة بالصحة.
لم يُبلّغ عن أمراض مرتبطة بالأفلوتوكسينات في الولايات المتحدة وفقًا للمعهد الوطني للسرطان، ومع ذلك، توجد بعض المخاوف بشأن تأثيرات الأفلاتوكسينات الصحية على المدى الطويل، خاصة في البلدان النامية.
لكن ربطت بعض الدراسات التي أجريت في البلدان النامية التعرض للأفلاتوكسينات مع سرطان الكبد والتقزّم عند الأطفال وتأخر النمو العقلي.
ولحسن الحظ أن معالجة الفول السوداني إلى زبدة الفول السوداني قد تقلل كمية الأفلاتوكسينات الموجودة في المنتج النهائي.
بالإضافة إلى توصيات وزارة الزراعة في الولايات المتحدة (USDA) بعدم تجاوز الحدود الموصى بها لوجود الأفلاتوكسينات في الأطعمة.
ويمكن تقليل المخاطر المتعلقة بالتعرض للأفلاتوكسينات عبر اقتناء الماركات التجارية لزبدة الفول السوداني أو الفول السوداني، وأيضًا عبر التخلص من أي مكسرات تبدو معفنة أو منكمشة أو متغيرة اللون.
الخلاصة
تمتلك زبدة الفول السوداني الكثير من الإيجابيات وبعض السلبيات.
تعد غنيةً بالمواد المغذية ومصدرًا جيدًا للبروتين، وتحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن.
يمكن إدخال كميات معتدلة من زبدة الفول السّوداني ضمن نظام غذائي صحي، لكن المشكلة الرئيسية أنه لا يمكن مقاومتها.
لا يُحتمل أن يكون للاستهلاك المعتدل لزبدة الفول السوداني أي آثار سلبية كبيرة، لكن يجب الابتعاد عن المشروبات الغازية السكرية والدهون غير المشبعة والأطعمة المُعالَجة الأخرى.
اقرأ أيضًا:
أطعمة زهيدة الثمن وصحية وغنية بالبروتين
ترجمة: آية وقاف
تدقيق: نايا بطاح
مراجعة: آية فحماوي