تُعدّ عملية ربط البوقين (يشار لها باسم ربط الرحم بشكل خاطئ) إحدى وسائل منع الحمل، وفيها تُربط قناتا فالوب عند المرأة عن طريق إجراءٍ جراحيٍ، إذ تتضمّن الجراحة قطع قناتي فالوب وإعادة ربطهما بهدف منع وصول البويضة إلى الرحم، وتعتبر وسيلةً عالية الفعالية لمنع الحمل، ولكن هل تمنع هذه الطريقة الحمل بنسبة 100% أم أنّه يبقى ممكن الحدوث ولو بنسبةٍ ضئيلةٍ جدًّا؟
الحمل ممكن ولو أنه شديد الندرة
مع أنّ ذلك نادر جدًّا، لكنّه ممكن الحدوث، فذلك يحصل أحيانًا عندما تتّصل نهايتا القطع لمرّةٍ أخرى ببعضهما البعض مع مرور الوقت، وأحيانًا يكون سبب الحمل هو الإجراء غير الصحيح للعملية من قبل الجراح.
وبالرغم من أنّها طريقة فعّالة جدًّا ووسيلة دائمة لمنع الحمل، فإنّ الحمل يبقى ممكن الحدوث بعد إجراء العملية بنسبة 1/200، أي أنّه يمكن أن يحدث عند واحدة من أصل 200 امرأة.
قد تعود المرأة لتغيّر رأيها بعد إجراء العملية، ويمكن في هذه الحالة إعادة وصل القناتين عن طريق إجراءٍ جراحيٍّ عكسيٍّ، لكنّ نسبة النساء اللاتي يمكن لهنّ أن يحملن بعد هذا الإجراء تتراوح بين 50% إلى 80% فقط، لذا عادة ما تعامل عملية ربط البوقين على أنها شبه نهائية.
ومن الجدير بالذكر أنّ عملية ربط البوقين تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، ويجب على المرأة التي تخضع للعملية أن تكون على درايةٍ تامةٍ بالعلامات والأعراض التي قد تشير لحدوث هذا النوع من الحمل.
أعراض الحمل
وسنذكر أوّلًا جملةً من الأعراض والعلامات التي تشير لحدوث حملٍ طبيعي:
- الغثيان
- تعدد البيلات
- تعب غير مفسّر
- انقطاع الدورة الشهرية
- ألم في الثديين
- الاشمئزاز من بعض الأطعمة والرغبة بأطعمة أخرى.
ويمكن إجراء اختبارٍ بسيطٍ في البيت – بشرط إجراءه بطريقةٍ صحيحةٍ – للتأكّد من حدوث الحمل أو عدمه، وفي حال أظهر الاختبار نتيجةً إيجابيةً يجب مراجعة الطبيب فورًا للتأكّد.
وتتوفّر أداة اختبار الحمل المنزلي في الصيدليات، إضافةً لإمكانية شرائها عن طريق الإنترنت.
أعراض حصول الحمل الهاجر (الحمل خارج الرحم)
بالنسبة للحمل خارج الرحم (الحمل الهاجر)، فهو يحدث عندما تنغرس البويضة الملقّحة في إحدى قناتي فالوب بدلًا من انغراسها في جدار الرحم.
وفي حالة حدوث حملٍ بعد عملية ربط البوقين، فإنّه سيكون بنسبةٍ كبيرةٍ حملًا خارج الرحم.
ويجب الإشارة إلى أنّ الحمل خارج الرحم قد يقلّد الحمل الطبيعي من ناحية الأعراض، لكن هناك بعض الأعراض الإضافية التي قد تتطوّر وتشمل:
- نزف مهبلي خفيف أو شديد.
- ألم بطني.
- ألم حوضي حاد.
- شعور بالضغط داخل الحوض.
إن الحمل خارج الرحم يعدُّ حالةً إسعافيةً لأنّه قد يتسبّب بتمزّق قناتي فالوب مؤدّيًا بذلك لنزيفٍ داخلي، ويجب على أيّ حاملٍ أن تراجع الطبيب فور حدوث أيٍّ من الأعراض الآتية:
- نزف مهبليّ شديد.
- ألم شديد في البطن أو الحوض.
- غياب الوعي.
- ألم في الكتف الأيسر.
- الشعور بالدوار.
و سيصف الطبيب أدويةً تنهي الحمل خارج الرحم في حال الكشف عنه مبكّرًا، وستُراقَب هرمونات المرأة للتأكّد من أنّ مستوياتها آخذةٌ بالانخفاض. وفي حال عدم قدرة الدواء على إنهاء الحمل، سيقترح الطبيب اللجوء للجراحة.
مضاعفات عملية ربط البوقين المحتملة
عادةً ما تكون المضاعفات قليلةً بعد إجراء العملية ويمكن أن تشمل:
- إنتان في مكان الجرح.
- افتراق طرفي الجرح بعد الخياطة.
- عدم الالتئام، ما قد يؤدّي بالنهاية لإعادة الاتصال في البوقين.
ولابُدَّ من الإشارة إلى بعض المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث أيضًا:
- ردّ فعل تحسّسي تجاه التخدير.
- نزف وفقدان كبير في الدم.
- إصابة أحد الأعضاء خلال الجراحة.
هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة حدوث المضاعفات، وتشمل التدخين والسمنة والسكري وأمراض الرئة والقلب، إضافةً إلى وجود إجراءٍ جراحيٍّ سابقٍ على البطن.
ويجب التنويه إلى أنّ حالة الحمل خارج الرحم تُعتبر تهديدًا للحياة في حال عدم طلب المساعدة الطبية على الفور.
ومن الضروري بعد إجراء العملية البحث عن أيّ علاماتٍ قد تشير لحدوث إنتان مكان الجرح، مثل وجود تورّمٍ واحمرارٍ أو تصريفٍ من الجرح، ومراجعة الطبيب فور ملاحظة أيٍّ ممّا سبق.
في النهاية، نعود ونذكّر أنّ عملية ربط البوقين تُعدّ أكثر وسيلةٍ فعّالةٍ لمنع الحمل، لكنّها ليست مضمونةً تمامًا، وفي حالة حدوث حملٍ بعد إجراء العملية، فيجب مراجعة الطبيب على الفور لنفي الحمل خارج الرحم إضافةً إلى ضرورة التوعية بمخاطر هذا النوع من الحمل الذي يجب على كلّ امرأةٍ أن تكون على درايةٍ تامةٍ بعلاماته وأعراضه.
من ناحية أخرى، فإنّ المجتمع الطبّي بشكلٍ عامٍ يعتبر عملية ربط البوقين وسيلةً فعّالةً وآمنةً لمنع الحمل غير المرغوب فيه.
- ترجمة: عمر اسماعيل
- تدقيق: رند عصام
- تحرير: صهيب الأغبري
- المصدر