طرحت شركة ميركل في المملكة المتحدة منتجًا دوائيًا جديدًا، وهو مضغوطات تُؤخذ قبل شرب الكحول، لتخفيف الصداع الكحولي الذي يصيب الشخص في اليوم التالي أو ما يعرف بصداع الثمالة.
أشار الباحثون إلى فعالية حبوب منع الحمل في تخفيض نسبة الكحول الممتص في الدم إلى نحو 70% من الكمية المتناولة، ما يعني أنه إذا شرب شخص ما مقدار 50 مل من مشروب يحتوي على كحول بنسبة 40% (أي تكون كمية المادة الكحولية المتناولة 20 مل)، ستكون نسبة الكحول الممتصة في الدم 6 مل فقط، أي ما يعادل شرب 15 مل من المشروب.
كلما قلّت كمية الكحول التي يتناولها الفرد، كانت الآثار الجانبية التي يعانيها أخفّ شدة.
نوّهت الشركة المصنعة لحبوب منع الحمل بوصفه واحدًا من المتممات الغذائية المهمة، وأكدت على ضرورة تناول حبتين خلال فترة تتراوح من ساعة حتى 12 ساعة قبل تناول الكحول، إذ يحتوي الدواء على نوعين من البكتيريا المعوية النافعة هما العصيات الرقيقة وعصيات التخثر والإينولين الموجودة في نخالة الأرز المخمرة.
يتمثل دور المنتج الدوائي في قدرته على تفكيك المادة الكحولية إلى ماء وغاز ثاني أكسيد الكربون، ويمتلك خاصية مضادة للحموضة ما يحميها من تأثير الحموض المفرزة في المعدة، فيبدأ تأثيرها الفعلي في الأمعاء.
ما وجهة نظر العلم حول حبوب منع الحمل؟
على الرغم من قدرة هذا الدواء على تخفيف الآثار الجانبية المزعجة الناجمة عن شرب الكحول وخاصة صداع الثمالة، فإنها ما زالت موضع جدل ونقاش.
يحدث الصداع الكحولي أو صداع الثمالة نتيجة التجفاف الذي تسببه المادة الكحولية، وقد يشعر الفرد بألم في المعدة وغثيان، وتختلف شدة الأعراض حسب الكمية المتناولة، إذ تتناقص كلما قلت كمية الكحول المتناولة.
أجرى الباحثون دراسة شملت 24 فردًا من البيض البالغين الأصحّاء، إذ طُلب من المشاركين تناول حبتين من حبوب منع الحمل أو حبوب وهمية مدة سبعة أيام، ثم شرب كمية محددة من الكحول تتراوح بين 50-90 مل حسب الوزن، تلا ذلك قياس مستوى الكحول في الدم بعد ساعتين من الشرب.
لاحظ الباحثون انخفاض مستوى الكحول في الدم بنسبة أقل تصل إلى 70% مقارنة مع الذين تناولوا الحبوب الوهمية.
على الرغم من الفائدة التي حققتها هذه الدراسة ، فإنها حملت عدة نقاط ضعف، منها:
- سجل الباحثون نتائج 14 شخصًا فقط من أصل 24، وذلك بسبب انخفاض مستويات الكحول في البداية لدى عشرة أشخاص منهم عن الحد المطلوب.
- وجود اختلاف في النتائج بين شخص وآخر؛ ما أثر في دقة الدراسة.
- كانت فترة التجربة أسبوعًا قبل تناول الكحول، وخالفوا في ذلك توصيات الشركة المصنعة التي نصحت باستخدامها خلال ساعة حتى 12 ساعة قبل شرب الكحول.
بقيت عدة تساؤلات لم تجب عنها هذه الدراسة، مثل:
- هل تتمتع حبوب منع الحمل بفاعلية مشابهة لدى المسنين أو من لديه أمراض مزمنة؟
- هل يختلف تأثيرها بين الرجل والمرأة؟
- هل يؤثر تناول الطعام والكحول معًا في فاعليتها؟
- ما مدى فاعليتها عند مرضى الاضطرابات المعوية أو الكبدية المزمنة؟
- ما التداخلات الدوائية التي قد تحدث؟
أشار الباحثون إلى إمكانية حدوث تغيرات في البكتريا النافعة الموجودة في الأمعاء تبعًا لظروف معينة مثل: نمط الحياة من تدخين ونشاط بدني و شرب الكحول، ووجود أمراض مزمنة، ويختلف امتصاص المادة الكحولية باختلاف الوزن والجنس، لذا ستؤثر هذه العوامل بدورها في فاعلية حبوب منع الحمل، لكن يبقى تحديد كمية الوارد الكحولي الطريقة الأفضل لتخفيف صداع الثمالة.
على الرغم من النتائج التي أحرزتها هذه المنتجات فيمكن الحصول على المتممات الغذائية من مصادر مختلفة، وبأشكال متعددة مثل الزبادي، والمشروبات، والحبوب وغيرها، فهي منتشرة على نطاق واسع وآمنة ومفيدة.
اقرأ أيضًا:
ما عليكِ معرفته عن حبوب منع الحمل
العلاقة بين حبوب منع الحمل و الاكتئاب
ترجمة: بثينة خدام
تدقيق: عبد المنعم الحسين