مؤخرًا، أصبحنا كل يوم وكأننا نُغمَر بقصص حول أسوء وجوه الإنسانية مثل الحروب، إطلاق النار في المدارس والتغير المناخي.
ولكن بعض من هذه الأدلة العلمية يمكن أن يجعل من السهل نسيان هذه القصص، حيث أننا كبشرٍ يمكن أن نكون مذهلين حقًا.
إليكم بعض الحقائق الجميلة،الصور، الاكتشافات والقصص التي تذكركم أن بعض الأشياء ليست بالكآبة التي تبدو عليها، وأن البشر يمكن أن يقوموا ببعض الأشياء الرائعة، خصوصًا عندما يوجهون اهتمامهم نحو هذه الأشياء.
1- يمكن لبعض الأشخاص التعرف على الروائح بنفس السهولة التي تستطيع بها أنت تحديد الألوان:
اكتشف العلماء مجموعتين سكانيتين بدائيتين (تعتمد على الصيد وجمع الطعام) تعيش في «شبه جزيرة الملايو – Malay Peninsula» في آسيا، يمتلك سكانها كلمات مختصرة تشير للروائح مشابهة لأسماء مثل«أصفر» أو «أزرق»،وقادرين على تسمية الروائح بالسهولة التي يستطيع فيها متحدثو الإنجليزية التعرف على الألوان.
وبشكل عام، يمتلك البشر قدرة جيدة جدًا في التعرف على الروائح.
ولكن معظمنا يجد صعوبةً في تحديد الروائح بشكل دقيق، حيث بدلًا من القدرة على تسمية الروائح بشكلٍ مختصر، نشير إليها بناءً على ما تُذكِّرُنا به.
على سبيل المثال، الجبن رائحته كرائحة الدخان، أو الأشجار التي تفوح برائحة تشبه عطر النعناع، حيث أنه غالبًا لا يكون للروائح تسمية معينة.
وحقيقةُ أن بعض السكان البدائيين يمتلكون هذه القدرة في تسمية الروائح بسهولة هي فعلًا شيءٌ مذهل.
2- يمكن للبشر تعلم تحديد المواقع عبر الصدى، تمامًا مثل الخفافيش والدلافين:
نحن معتادون على رؤية الخفافيش والحيتان تستخدم «تحديد الموقع بواسطة الصدى -Echolocation»لتجد طريقها.
ولكن ما لا تعرفونه هو أنه مع التدريب، يمكن للبشر أيضًا أن يتصوروا محيطهم عن طريق إصدار صوت طقطقة- مشابه للطريقة التي يرى من خلالها البطل الخارق «ديردفيل – Daredevil» من عالم «مارفل – MARVEL».
ويعتبر «دانيال كيش – Daniel Kish» أشهر باتمان واقعي، الذي فقد بصره في السنة الأولى من عمره.
وأصبح «كيش» حديث الإنترنت لأنه يقوم بتسلق الجبال، قيادة الدراجات، ويعيش لوحده في الطبيعة مستخدمًا فمه في إصدار أصوات الطقطقة لتصور محيطه بدقةٍ مذهلة.
ويشير العلم إلى أنه ليس فقط المتضررون بصريًا يمكن أن يتعلموا كيفية تحديد المواقع عن طريق الصدى.
ففي دراسة أقيمت عام 2017،لقن الباحثون 11 شخصًا مُبصِرًا كيفية استخدام الصدى لتحديد المواقع وذلك للحكم على مساحة غرفهم، وكان الأمر بسيطًا بشكلٍ مفاجئ.
3- استطعنا عزل،حبس،وتصوير أصغر عناصر المادة التي نعرف بها:
تلك النقطة الصغيرة الزرقاء من الضوء في مركز الصورة هي ذرة واحدة من السترونتيوم المشحونة موجبًا، موقفة عن الحركة بواسطة مجال كهربائي.
وهذه صورة مقربة لها، تمعن بالنظر إليها:
هذه الصورة التي تحبس الأنفاس التقطت من قبل الفيزيائي «ديفيد نادلينغر -David Nadlinger»من جامعة أوكسفورد وفاز بها في مسابقة التصوير المقامة من طرف«مجلس الأبحاث العلمية الهندسية والفيزيائية فيبريطانيا UK Engineering and Physical Sciences Research Council».
ولإعطائكم تصورًا بسيطًا عن الأحجام في هذه الصورة، فإن الذرة موقفة في مكانها عن طريق مجالٍ كهربائي صادر عن هاتين الإبرتين المعدنيتين على جانبي الذرة.
والمسافة بين هاتين الإبرتين هي 2 ملم (0.08 إنش).
4- يمكننا أيضًا أخذ صورٍ للأرض من مسافة 40 مليون ميل:
إليك صورة أخرى لنقطة صغيرة مضيئة. ولكن هذه الصورة هي لكوكبنا الأم.
نعم، هذه النقطة هي كل شخص التقيت به، أو ستلتقي به (وبعض المليارات من الأشخاص آخرين)، كلهم في صورة واحدة بالإضافة إلى القمر على يمين الصورة.
كلنا نعتمد على هذه النقطة الصغيرة من الضوء في هذا الظلام حتى نبقى على قيد الحياة، وهذا حقًا يجعلك ترى كل مشاكلك من منظور مختلف، أليس كذلك؟
أُخذت هذه الصورة من قبل المركبة الفضائية «OSIRIS-Rex» التابعة لناسا كجزء من اختبار هندسي في 17 يناير/كانون الثاني 2018.
5- اخترعت هذه المراهقة تطبيقًا يمكن أن يشخص أمراض العين بدقة كما يشخصها الطبيب:
واحدة من المضاعفات المؤسفة لمرض السكري هو أن الاوعية الدموية في الشبكية يمكن أن تتضرر، مما يؤدي إلى «اعتلال الشبكية السكري – Diabetic Retinopathy(DR)»وهو السبب الرئيسي للعمى (القابل للتجنب) في العالم.
ومع أن اختبارات المسح والتشخيص المبكر هي أمور أساسية لمعالجة هذه المشكلة،لكن أكثر من 50 بالمئة من كل الحالات لا تلاحظ.
ولذلك، في عمر السادسة عشر، قامت«كافيا كوبارابو -Kavya Kopparapu»–والتي تم تشخيص جدها في الهند باعتلال الشبكية السكري– باختراع أداةٍ سهلةِ الاستخدام ورخيصة لاختبار مسح اعتلال الشبكية السكري وقامت بتسميتها«Eyeagnosis».
والحل الذي قامت بطرحه هو تطوير تطبيقٍ على الهاتف يمكن أن يجري اختبارًا مسحيًا للمرض بمساعدة برنامج ذكاءٍ اصطناعي مدرب بشكل خاص وعدسة خاصة مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد (3D).
وتشير الدراسات الأولية أن هذه الأداة تمتلك دقة الأطباء في تشخيص اعتلال الشبكية السكري، مما يعني أن المرضى يستطيعون الآن الحصول على المساعدة بشكل أبكر.
6- هناك بعض البشر الذين يمكنهم رؤية 99 مليون لون أكثر من بقيتنا- ومن الممكن أنهم لا يعرفون هذا حتى:
اكتشف علماء الأعصاب امرأةً تملك نوعًا إضافيًا من «الخلايا المخروطية – Cone Cells»–وهي المستقبلات التي تحدد الألوان في العيون.
ووفقًا للتقديرات، هذا يعني أنه يمكنها رؤية 99 مليون لون أكثر من بقيتنا،ويظن العلماء أنها واحدة من عدة أشخاص يمتلكون رؤية خارقة،والذي يطلق عليهم العلماء تسمية «ذوو الرؤية الرباعية للألوان – Tetrachromats»، يعيشون بيننا.
معظم البشر هم ذوو رؤية ثلاثية للألوان «Trichromats»،وهذا يعني أنهم يملكون ثلاثة أنواعٍ من الخلايا المخروطية في أعينهم ويمكن أن يميزوا تقريبا مليون لون.
ولكن الـ«Tetrachromats» يمتلكون أربعة أنواعٍ من المخاريط،ويمكن أن يروا حتى 100 مليون لون – معظمنا لميسبق أن حلم برؤيتهم حتى.
ومن المعتقد أن الخلية المخروطية الزائدة تنتقل من الرجال الذين يملكون عمى للألوان حيث أنهم يحملون نوعين من الخلايا المخروطية الطبيعية ونوعًا طافرًا أقل حساسية إما للون الأخضر أو الأحمر.
ولذلك فإن أحفاد هؤلاء الرجال يمكن أن يرثوا الخلية المخروطية الإضافية بالإضافة للأنواع الثلاثة الطبيعية.
وعلى الرغم من أن حالةً واحدةً فقط في بريطانيا تم تأكيدها كـ«Tetrachromat»، ويعتقد الباحثون أنه يوجد المزيد. وفي الواقع، يقدر بعض العلماء أنه تقريبا 12 بالمئة من السكان الإناث يجب أن يكونوا «Tetrachromats».
ويمكن أن لا يعرفوا حتى أنهم مميزون.
7- نحن البشر اخترعنا حقنةًمملوءةبالإسفنج من أجل غلق إصابات الرصاص:
منذ سنوات والعلماء يعملون على حقنة مملوءةبالإسفنج قادرة على سد جروح إطلاق الرصاص وإيقاف النزيف في غضون 20 ثانية.
تم قبول هذه التقنية من قبل «إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية– (US Food and Drug Administration (FDA» في 2014 وقد قامت بالفعل بإنقاذ العديد من الأشخاص في ساحة المعركة.
هذه الحقنة المعروفة باسم «XStat»،المملوءة بالعديد من الاسفنج السيللوزي المصنوع من لب الخشب، والمغلفة بمادة قابلة للتخثر ومضاد جرثومي يدعى «شيتوزان – Chitosan» يستخرج من صدف القشريات.
عندما تلامس هذه الحقنة الدم، تتمدد الاسفنجات بسرعة حتى 10 مرات أضعاف حجمها الطبيعي وتنتفخ لتملأفتحة الجرح في حوالي 20 ثانية،وهذا ما يسمح للأطباء بالحفاظ على استقرار حالة المريض والقيام بالعمل الجراحي إذا دعت الضرورة لذلك.
8- هذه الفتاة ذات الستة أعوام تهتم بالكوكب بلوتو لدرجة أنها قامت بتأنيب ناسا:
جميعنا نفتقد كوكبنا المفضل بلوتو،ولكن «كارا لوسي أوكونور – Cara Lucy O’Connor» ذات الستة أعوام من إيرلندا مستاءة بشدة حول هذا الموضوع لدرجة أنها كتبت هذه الرسالة المذهلة لناسا، والتي قد نستعيد بها بعض الأمل في الجيل القادم من البشر.
وقد كتبت هذه الفتاة:
«أنا حقًا أعتقد أن بلوتو يجب أن يكون كوكبًا رئيسيًا مرة أخرى مثل عطارد،الزهرة،الأرض،المريخ،المشتري،زحل، أورانوس ونبتون، لأني قد شاهدت بلوتو في فيديو يدعى «هيا بنا للقاء الكواكب – Let’s go meet the planets»وكان موجودًا في نهاية الكواكب».
وقالت في فيديو آخر أن «بلوتو رمي في القمامة وأن الأرض قامت بإخافته».
وكتبت «كارا» أن هذا كان حقًا عملًالئيمًا،وذلك لأنه لا يجب وضع أي أحد أو كوكب أو حتى الكواكب القزمة في القمامة.
ورد «جيمسغرين – James Green»، مدير «قسم علوم الكواكب في ناسا – NASA’s Planetary Science Division»:
«أنا أتفق معك أن بلوتو هو حقًا كوكب رائع- في الواقع، من كان ليصدق أن بلوتو يملك قلبًا؟ إنه عالم مذهل ويبدو أنه في تغير دائم.
بالنسبة لي، إن الأمر المهم حقًا ليس هو ما إذا كان بلوتو كوكبًا قزمًا أم لا،بل في كونه مكان رائع يجب علينا المتابعة في دراسته».
9- على الرغم من أنك تشعر بأنك عالق في الروتين، يقول العلم أن شخصيتك في تغيرٍ دائم:
العديد من الدراسات طويلة الأمد أشارت أنه مثلما تتغير أجسامنا مع مرور الزمن، تتغير شخصياتنا أيضًا.
يمكن ألا يبدو هذا مذهلًا،ولكن عندما تفكر حقًا أنك لست نفس الشخص في عمر 77 كما كنت في عمر14، إنه حقًا أمرٌ مثير.
وبالنسبة لأي شخصٍ غير سعيد بما هو عليه الآن، هذا يعني أنه يوجد أمل وتغيير في الأفق.
وإذا كنت تحب نفسك كما أنت، الأشياء سوف تستمر بالتحسن بالنسبة لك.
قد تكون الحياة قصيرةً،ولكنها ستكون مملةً حقًّا إذا لم نتحرك ونمضي نحو الأمام.
10- اكتشف العلماء كيفية عكس فقدان الذاكرة عند مرضى ألزهايمر:
في الحين الذي حقق فيه الباحثون تقدمًا رائعًا في عكس أعراض ألزهايمر لدى الفئران، أظهرت تجربة صغيرة على البشر تقدمًا أيضًا في إمكانية عكس فقدان الذاكرة لدى البشر.
تضمنت التجربة 10 مرضى،وبعضهم أصبحوا قادرين حتى على العودة للعمل، عادت قدرتهم في التحدث بلغات مختلفة،وبعد عدة أشهر فقط ظهرت أيضًا زيادة في حجم المادة الدماغية لديهم.
حيث أن كل من المشتركين تم إعطاؤه علاجًا شخصيًا (خاص بخصائص كل مريض) يدعى «التعزيز الاستقلابي للتنكس العصبي -Metabolic Enhancement for NeuroDegeneration(MEND)».
ويعتمد هذا العلاج على 36 عاملًا مختلفًا، من ضمنها تغيرات في الحمية،التمرين وعادات النوم، إضافة لتداخل عدة أدوية،فيتامينات والعلاج المحفزللدماغ.
هذه التغيرات في نمط الحياة والعلاج استمرت من 5 إلى 24 شهرا،وذكر فريق من«جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس -(UCLA) University of California, Los Angeles»و«مؤسسة باك للبحوث حول التقدم بالعمر – Buck Institute for Research on Ageing in California» في كاليفورنيا، أن العديد من المرضى أظهروا تطورًا حقيقيًا مغيرًا للحياة كنتيجة لهذا العلاج.
11- قام العلماء بصناعة جهاز يقوم بامتصاص المياه العذبة من الهواء:
قام العلماء بصناعة جهازٍ يهدف لحل مشكلة نقص المياه عبر امتصاص الماء حرفيًا من الهواء، من دون أي حاجة للكهرباء.
يحتاج هذا الحاصد الذي يعمل بالطاقة الشمسيةإلى ضوء الشمس فقط،وهو قادر على سحب الماء العذب من الهواء، حتى في الأماكن التي تكون فيها الرطوبة منخفضة (تصل حتى 20%).
يستعمل هذا الجهاز نوعًا خاصًا من المواد يعرف بــ«هيكل فلزي عضوي- Metal-Organic Framework (MOF)» والجهاز حاليًا في مرحلة النموذج البدئي.
ولكن النتائجتعتبر حتى الآن واعدة.
12- لقد وجدنا طريقةً لتحويل الفائض من CO2 في الغلاف الجوي إلى بلاستيك:
كلنا نعلم أن هناك فائضًا كبيرًا من ثنائي أوكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي للأرض، وهو يساهم بشكل كبير في رفع حرارة كوكب الأرض.
ولكن العلماء توصلوا الآن إلى خطة جديدة -وهي تحويلCO2 إلى بلاستيك باستخدام تفاعل كيميائي يمكن أن يحول ثاني أكسيد الكربون إلى «إثيلين–Ethylene».
ومع أن البلاستيك ليس المادة الأفضل صداقة للبيئة من بين المواد،ولكننا كمجتمع،فنحن ما زلنا نعتمد عليه بشكلٍ كبير.
ولذلك فإن صناعة البلاستيك من الفائض من ثاني أكسيد الكربون لن يسحبه من الغلاف الجوي فقط، بل سيقلل أيضًا من الحاجة لصناعة البلاستيك من الوقود الأحفوري،الشيء الذيسيسمح لنا بتحقيقٍ أفضلَ لأهدافنا في الحد من التغير المناخي.
13- اللقاحات أنقذت حوالي 20 مليون طفل منذ 2001:
لا يوجد شيء آخر لإضافته، إن هذا حقًا أمرٌمذهل.
14- عندما تقوم بِعَدِّ كل جزيئات البروتين في خلية بسيطة، الجواب هو حقًا 42:
قد يكون الكاتب الشهير «دوغلاس آدامز -Doglasadams»قد توصل لشيء ما عندما كتب أن «معنى الحياة،الكون،وكل شيء هو 42».
حيث قام علماء البيولوجيا مؤخرًا بِعَدِّ كل جزيئات البروتين في خلية واحدة –وهو أمر عانوا لعقود قبل القيام به– ووجدوا أن العدد هو 42 مليون.
ربما نكونقد بالغنا قليلًا في ربطنا لما قاله «أدامز» مع ما اكتشفه العلماء.
ولكن من الجميل حقًا التفكير أنه، بالإضافة لكوننا حرفيًا مصنوعون من غبارالنجوم،فنحن جميعًا نملك الإجابة عن معنى الحياة داخل خلايانا.
ولذلك، كونوا جريئين أيها البشر.
- ترجمة: عماد دهان.
- تدقيق: المهدي الماكي.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر