نعاني هذه الأيام فتك جائحة كورونا؛ اضطرت المؤسسات الحكومية في كثير من البلدان أن تعتمد الحجر الصحي في المنازل، وعلى الرغم من نفعه بمثابة إجراء وقائي في ظلّ غياب العلاج أو اللقاح، فإنه ثمة العديد من المساوئ التي لازمتنا طيلة فترة الحجر هذه؛ إذ تشير التقارير إلى ارتفاع نسب الانتحار، بالإضافة إلى أن نحو 45% من الأميركيين أشاروا إلى امتلاكهم مشاكل في الصحة العقلية إبان هذه الفترة كالقلق أو الإحباط ونحوهما.
إذا أردنا البحث في الأسباب التي قادت إلى مشاكل الصحة العقلية يمكننا التنبؤ بسهولة بعوامل معينة كالتباعد الاجتماعي وما يعنيه من فقدان التواصل مع أعداد من الأصدقاء وبقاء الأطفال في البيت فترات طويلة بسبب غلق المدارس ما يزيد من البيئة المتوترة والمجهدة داخل المنزل، يُضاف إليها القلق من نفس الوباء المنتشر والأثر الاقتصادي الذي تركه الوباء على أكثر العوائل.
مع ما سبق من العوامل، ثمة عامل قد لا يلتفت إليه الكثيرون؛ كثرة المعلومات! لا ريب، فإنّ الأمر لا يقتصر على فترة الوباء هذه؛ لكثرة المعلومات أثر سلبي على صحتنا العقلية بصورة مستمرة، فأثرها قد تفاقم هذه الفترة بسبب كثرة وقت الفراغ والأخبار في أثناء فترة الحجر ما زاد من رصيد معلوماتنا.
قد تزيد كثرة المعلومات من حالة الإرباك وقد تشعرنا بالتعب والإعياء، يصاحبها إفراز الكورتيزول والأدرينالين؛ ما يزيد من حالة التوتر لدينا. لوحِظ أيضًا وجود بطءٍ في اتخاذ القرارات، ولو اتُخذ القرار فسيكون قرارًا سيئًا في كثير من الأحيان؛ ويعود سبب ذلك إلى عدم قدرة الدماغ على معالجة كل ما سبق من معلومات وإعطاء أحكام دقيقة عنها.
في هذا الإطار، لا بد من وضع حلول ناجعة لهذه المشكلة التي نعيشها:
1. حدد وقتًا تتابع فيه الأخبار
لتفادي كثرة المعلومات، حاول أن تحدد أوقاتًا معينة خلال اليوم تتابع فيها الأخبار مُجمّعَة مرة واحدة، يجب أيضًا تحديد مدة متابعة تلك الأخبار؛ أي ألا تكون هذه الأوقات ضمن الأوقات التي تشعر فيها بقلق لسبب ما، وإذا حصل وشعرت بالتوتر لسبب ما، فلا تتردد بالتوقف عن المتابعة.
2. أوقف الإشعارات عن هاتفك فورًا
يُفضِّل العديد من الناس رؤية العناوين الرئيسية عبر تفعيل إشعارات هواتفهم، لكن هذا قد يزيد من إحساس التوتر والضغط؛ وهذا قد يترتب عليه ضعف الصحة العقلية ، لذا أوقف الإشعارات عن هاتفك ليزيد تركيزك في عملك.
3. كن دقيقًا في استخدام وسائل التواصل
على الرغم من كون الهدف الأول لوسائل التواصل هو تحقيق التواصل بين مختلف عناصر المجتمع، فإنها صارت منصة إعلامية تتناقل فيها الأخبار أيضًا، لذا يجب تحديد أوقات تصفح هذه المواقع كما هو تصفح الأخبار.
4. لا تستخدم الهاتف قبل النوم
لا تقتصر هذه الملاحظة على موضوعنا، لكن يُمكننا تطبيقها هنا أيضًا؛ إذ من المعروف أن استخدام الهاتف قبل النوم من شأنه أن يجعلك يقظًا مدة أطول؛ بسبب تأثير الضوء على خلايا الدماغ، وما يُفاقم الأمر سوءًا هو رؤية خبر مقلق في أثناء تصفحك.
من المهم أن تعتني بنفسك دائمًا، وعليك الآن الانتباه جيدًا لمستوى الإرهاق العقلي عندك؛ إذا كنت تشعر بالإرهاق، فربما حان الوقت لمحاولة -بأقصى ما تستطيع- أخذ استراحة من طوفان سيل المعلومات الجديدة التي نواجهها كل يوم.
اقرأ أيضًا:
مضادات الاكتئاب والمعلومات المضللة على الإنترنت
ست طرق لحماية صحتك العقلية من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
ترجمة: جعفر قيس
تدقيق: نغم رابي