هل تصاب المعدة بالإنفلونزا؟ ما الذي تحدثه العدوى الفيروسية في المعدة والأمعاء؟
عندما يحدث الالتهاب الفيروسي المعوي يكون الإسهال والقيء عَرَضين رئيسيين للإصابة، ولذلك يتم تداول «إنفلونزا المعدة» كتسمية شائعة لذلك النوع من العدوى، ولكن يا ترى ما هي الأسباب؟
يحدث الالتهاب المعوي بوجه عام نتيجة تناول شخص أو أكثر لطعام أو شراب مجرثم، تنتقل الجراثيم إلى أجهزة جسم الإنسان عبر طرق عدة:
-من الماء أو الطعام مباشرة.
-عبر أدوات المائدة.
-التلامس المباشر بين الأشخاص.
توجد عدة أنواع من الفيروسات تتسبب في إصابة الإنسان بالالتهاب الفيروسي المعوي، وأكثرها شيوعًا:
-فيروس النورو، وهو عادة ما يصيب أطفال المدارس، وقد يتفشى في عدوى المستشفيات، والسفن السياحية.
-فيروس الروتا، ويصيب الأطفال بشكل رئيسي، و المخالطين لهم، والمقيمين بصفة دائمة في دور الحضانة.
-الفيروس النجمي.
-الفيروس الغد معوي.
وتشمل قائمة الأكثر عرضة لخطورة العدوى بتلك الفيروسات الأطفال والمسنين وضِعاف المناعة.
تظهر أعراض الإصابة خلال فترة تتراوح بين 8 إلى 48 ساعة من انتقال الفيروس إلى الجسم و منها:
-اّلام البطن.
-الإسهال.
-الغثيان والقيء
و توجد أعراض أخرى متباينة الحدوث منها :
-القشعريرة و تعرق الجلد.
-ارتفاع درجة الحرارة.
-تيبس المفاصل و اّلام العضلات.
-فقدان الشهية.
-الهزال وخسارة الوزن.
مع الرعاية الطبية المصاحبة لتلك الحالات يتم رصد علامات الجفاف التي تشمل:
-جفاف و التصاق الفم.
-الغيبوبة في حالات الجفاف الشديدة.
-إنخفاض ضغط الدم.
-الاحتباس البولي التام أو عسر التبول المصحوب ببول أصفر قاتم.
-بقع ناعمة غائرة في أعلى رأس الطفل.
-عدم القدرة على ذرف الدموع.
-عينان غائرتان.
يعد إجراء اختبارات معملية هامًا لتحديد نوع الفيروس الذي سبب الإصابة من خلال سحب عينة من براز المريض، وأحيانًا يمكن الاستغناء عن ذلك بعمل مزرعة بكتيرية من عينة البراز لاحتمال كون العدوى ذات مصدر بكتيري.
لكن كيف يتم علاج ذلك النوع من الالتهاب؟
يهدف العلاج في الأساس إلى إعادة توازن سوائل الجسم خصوصًا بعد الفقد الهائل الذي حدث نتيجة الإسهال والقيء، ولذلك ينبغي أن يتم تعويض السوائل المفقودة بشرب المزيد من السوائل حتى مع توفر القدرة على تناول الطعام، يظل شرب المزيد من السوائل أمرا ضروريًا لإتمام العلاج خصوصًا بين الوجبات مع بعض التوصيات منها:
-يمكن للأطفال في مرحلة سنية متقدمة والبالغين تناول مشروبات الطاقة أو مستحضرات تعويض فقد الأملاح الجاهزة أو بعض المثلجات الغنية بالأملاح في حالة الأطفال الأصغر سنًا.
-عدم تناول عصائر الفاكهة والصودا فهي لا يمكنها تعويض أملاح الجسم المفقودة، وقد تؤدي أيضًا إلى زيادة حدة الإسهال.
-يجب احتساء السوائل بكميات قليلة في المرة الواحدة لتجنب القيء، بمعدل 60-120 مل كل 30-60 دقيقة، وتستخدم ملعقة سعة 5 مل أو محقنة في حالات إصابة الرضع.
-يمكن للرضع استئناف الرضاعة الطبيعية، وكذلك تناول مستحضرات خاصة بتعويض الأملاح المفقودة دون الحاجة لاستخدام مستحضرات الصويا.
-تناول مقادير ضئيلة من أغذية معينة بشكل متكرر، كالحبوب، و الخبز، و البطاطس، واللحوم الغضة، و الزبادي بدون منكهات، و الموز، و التفاح الطازج، والخضراوات .
أما في الحالات التي يتعذر فيها تمامًا الشرب بشكل طبيعي والتي تعاني من القيء المستمر، فيمكن تعويض السوائل المفقودة لديها بالتغذية الوريدية، وهؤلاء غالبًا هم الأطفال في سن مبكرة، أو الرضع .
كما ينصح من يتناولون أي أقراص دوائية مدرة للبول أن يتوقفوا عن تناولها نهائيًا خلال فترة العلاج، وكذلك الرجوع لمختص قبل اتباع أي وصفة طبية، بالإضافة إلى أن المضادات الحيوية لا يمكنها مقاومة العدوى الفيروسية، فقط يمكن تناول الأدوية التي تخفف حدة نوبات الإسهال، ويجب توخي الحرص في إبقاء أي مستحضر دوائي بعيدا عن متناول الأطفال.
تختفي أعراض الإصابة في أغلب الحالات في غضون أيام قليلة، وتكمن المضاعفات الأشد خطورة كالجفاف الحاد في حالات الرضع و الأطفال في سن مبكرة، كما أن استشارة مختص تصبح ضرورة ملحة في الحالات التي يمتد فيها ظهور الأعراض لأيام والتي تعاني من وجود دم في البراز، أو اضطرابات متعددة، أو دوار، أو جفاف الفم، أو الشعور بالإغماء، أو الغثيان، أو عدم ذرف الدموع عند البكاء، أو الاحتباس البولي لأكثر من 8 ساعات، أو مظهر غائر للعينين، أو وجود بقع ناعمة و غائرة في رأس الرضع.
تظل الوقاية أمرًا فعالًا في تجنب الإصابة بمثل هذا النوع من الالتهاب، ويعد اتباع قواعد النظافة العامة بالغسل الجيد لليدين خصوصًا عقب استخدام المرحاض، والتداول السليم للأغذية إجراءين هامين في هذا الصدد، فضلًا عن توفر اللقاح المضاد للإصابة بفيروس الروتا، ويتم استخدامه بداية من الشهر الثاني في عمر الرضع.
المترجم : عمار عزيز
تدقيق: أحمد اليماني
المصدر