تحذير : هذا المقال يحتوي على بعض الصور قد يجدها البعض مقززة، جميع الصور خاصة بالدراسة وتم جمعها بواسطة جامعة كينت.
التريبوفوبيا (الرهاب من النخاريب)، أو الخوف من الفجوات الصغيرة، حسب دراسة جديدة قد يكون خوف مُتأصل من المرض والطفيليات.
لو نظرت الى فقاعة، تجدها مستديرة، غازية، غالبا تكون غامضة. ولكن متى تصبح الفقاعة مقززة؟
من الفقاقيع التي في كوب القهوة الساخن، الى فقاقيع الإسفنج و الجص (الجبس)، يكون المظهر المشترك بينها غير ضار، ولكن من المعروف انها تُسبب استجابات قلق ورهاب شديد.
وهذه الاستجابات تُدعى بالتريبوفوبيا أو الرهاب من النخاريب.
ما هي التريبوفوبيا (رهاب الثقوب الصغيرة) وما أسبابها؟
شُخصت التريبوفوبيا على أنها الخوف من الفجوات، وأيضا مرتبطة بالخوف المتولد من الأشكال المستديرة مثل الفقاقيع، ولكن ما الذي يجعل الفقاقيع شيء مقزز هكذا ؟ قد تكون الإجابة مختبئة تحت الجلد.
أدلة سابقة تقترح أن الخوف من الفقاقيع نابع من عناقيد الاجسام الدائرية الموجودة على أجسام الكائنات السامة، مثل الثعابين والأخطبوط الأزرق المطوق.
ولكن نظرية جديدة من علماء النفس في جامعة كينت تقترح بأن شكوكنا الفطرية تجاه الأشكال الدائرية قد تكون مرتبطة بالتاريخ المرضي للبشر.
توم كوبر، دكتور علم النفس في الجامعة، أضاف أن معظم الأمراض المُعدية ناتجة من عناقيد الاجسام الدائرية على الجلد، مثل: الجدري، الحصبة، الحصبة الألمانية، التيفوس، الحمى القرمزية .. الخ.
وبالمثل، فإن العديد من الطفيليات الخارجية مثل: الجرب، القراد، وذبابة النبر، تؤدي أيضا الى مجموعات من الأشكال المستديرة على الجلد، بعبارة أخرى، اذا بدأت بشرتك بالانتفاخ أو بدأت تظهر بعض الفقاقيع، فهذه إشارة غير مُبشرة.
طوَّع الدكتور كوبر 300 شخص مصاب بالتريبوفوبيا من مجاميع مختلفة، بالإضافة الى 300 طالب جامعي غير مصابين بهذه الحالة.
أعطى الدكتور كوبر كلتا المجموعتين 16 صورة لتلك العناقيد على أجسام حقيقية مصابة، 8 صور ركزت على المرض، بعض منها يضم تلك المشاهد المقززة مثل عناقيد القُراد وأشكال دائرية كالطفح على صدر بعض الأفراد، باقي الثمانية صور لم تكن لها علاقة بأي مرض ولكن كانت صور لفجوات محفورة في حائط طوبي، أو بذور لزهرة اللوتس.
كلتا المجموعتين وجدت الصور المتعلقة بالمرض مُزعجة، الا أن الأفراد المصابين بالتريبوفوبيا هم فقط من وجدوا أن الصور غير المرتبطة بالمرض، كصور لبذور زهرة اللوتس، مُزعجة للغاية.
هذه الاكتشافات تقترح أن الأفراد المصابين بالتريبوفوبيا لديهم استجابة مضاعفة للنفور من الفقاقيع، أو الأشكال الدائرية والفجوات، حتى في الصور التي لا تشير الى مناظر مرضية.
ولكن بخلاف الأشخاص المصابين بأنواع الفوبيا أو الرهاب الأخرى، تولد التريبوفوبيا شعور حاد وضخم بالاشمئزاز يتعدى مرحلة الخوف.
طلب كوبر وفريقه من المتطوعين المصابين بالتريبوفوبيا وصف شعورهم عند النظر لصور تلك العناقيد، التحليلات لتلك الاستجابات أظهرت أن أغلبية الأفراد المصابين بالتريبوفوبيا تعرضوا لمشاعر متعددة من الاشمئزاز مثل الغثيان والرغبة في التقيؤ، حتى تجاه الصور غير المرتبطة بتلك العناقيد المتعلقة بالمرض مثل الإسفنج أو الفقاقيع.
كانت هناك نسبة ضئيلة فقط من الأفراد وصفوا شعورهم بمجرد الخوف أو مشاعر رهبة.
وبجانب الاشمئزاز الأفراد المصابين بالتريبوفوبيا وصفوا في كثير من الأحيان الشعور بحكة الجلد، أو الشعور بوجود البق التي تصيب الجسم، هذه الاستجابات من الجلد تقترح بأن الفرد المصاب بالتريبوفوبيا قد يستقبل محفزات العناقيد حيث انها تتسبب بطفيليات خارجية، وحتى قد تؤدي به للاعتقاد بأنه مُصاب بالفعل بالعدوى.
وعبر كوبر قائلا : هذه الاكتشافات تدعم مقترح أن الأفراد المصابون بالتريبوفوبيا “رهاب النخاريب” يتعاملون مع محفزات العناقيد كدليل على مسؤوليتها عن الإصابة بالطفيليات الخارجية والأمراض المنقولة عن طريق الجلد..
تصفح الصور التي في المقال، فانة من السهل ملاحظة أنها تُسبب تلك الاستجابات القوية.
لو كنت قادرا بالفعل على دفع انتباهك لمحتوى المقال وليس لتلك الصور المليئة بالقراد والندوب، تهانينا، فأنت لست مصاب بالتريبوفوبيا.
يد ولد مصاب بندوب الجدري.
قدم بها علامات عنقودية.
صدر رجل عليه طفح جلدي.
بيوض على ظهر حشرة الماء.
ثقوب محفورة في شجرة.
- ترجمة: يوسف مجدي
- تدقيق: هبة ابو ندى
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر