هل ترغب في التوقف عن تناول الاطعمة الدسمة ؟ يمكن لأي شخص يتطلع إلى كبح عاداته الغذائية السيئة امتلاك آلية جديدة في جعبته: أظهرت دراسة جديدة أن استنشاق رائحة الطعام الدسم لأكثر من دقيقتين كاف لتجنب وجبة عالية السعرات والتوجه نحو الطعام الصحي .
في حين أن الشمة الأولى لوجبة دسمة قد تزيد من الشهية، لكن البحث الجديد أظهر أن التعرض المطول للرائحة يمكن أن يكون في الواقع رادعًا، وبإمكان هذا توفير طريقة جديدة تبقيك وأطفالك متبعين نظامًا غذائيًا أكثر صحة. يقترح الفريق المسؤول عن البحث أن التعرض بداية للروائح الجذابة هذه كاف لإثارة استجابة في الدماغ تجعلنا راضين، الأمر أشبه بتناولنا لطعام لذيذ دون كسب سعرات حرارية.
يقول ديبايان بزواس، أحد الباحثين في جامعة جنوب فلوريدا: «باستطاعة الروائح المحيطة أن تكون أداة قوية لمقاومة الرغبة الشديدة في تناول الطعام المغري. في الواقع، قد تكون المؤثرات الحسية المتقنة كالروائح أكثر فاعلية من السياسات التقييدية في التأثير على خيارات طعام الأطفال والبالغين». الرائحة قد تبعد الناس عن الاطعمة الدسمة .
هل تؤدي قلة النوم الى رغبة بتناول الاطعمة الدسمة و الغنية بالسكريات ؟
تخيل تأثير هذا الأمر في مقصف المدرسة أو في مراكز التسوق؛ من الممكن دفع الأطفال والبالغين نحو قسم الفاكهة الطازجة بعد التعرض لفترة دقيقتين لروائح البسكويت المحمص الجذابة. هذا مجرد مثال واحد، لكن يمكنك فحص الإمكانيات، فكما يقول بيزواس، ربما يكون تطبيق هذه الطريقة أفضل من محاولة البقاء ملتزمين خلال أوقات الطعام.
باستخدام رذاذ الروائح في مطعم المدرسة ومراكز التسوق -رُشّت روائح مثل رائحة التفاح والفراولة والبيتزا والبسكويت بصورة سرية- ووجد الباحثون أن روائح الأكل غير الصحي (البيتزا والبسكويت وغيرها من الاطعمة الدسمة ) دفعت المشاركين في الغالب لاختيار أكل صحي أكثر.
في مطعم مدرسة ما في الولايات المتحدة على سبيل المثال، حيث حضر 900 طفل لتناول الغداء، قلّ عدد الأطعمة غير الصحية المُنتقاة لتصبح 21.34% بوجود رائحة البيتزا مقارنة مع 36.96% بوجود رائحة التفاح و36.54% عند عدم وجود أي رائحة.
تطابقت التحاليل المختبرية اللاحقة مع النتائج الأولية، وأظهرت أيضًا أن الشمة السريعة للرائحة لها تأثير معاكس؛ فالذين استنشقوا رائحة البسكويت لفترة وجيزة ازدادت احتمالية اختيارهم ل الاطعمة الدسمة للضعف مقارنة بأولئك الذين استنشقوا الرائحة لأكثر من دقيقتين.
باستخدام سلسلة من الدراسات الاستقصائية، تبين أنّ المشاركين الذين تعرفوا بصورة أفضل على الروائح كانوا أكثر عرضة للتأثر بها.
الأمر أشبه بأن تكون الرائحة الشهية لفترة وجيزة محفزة للدماغ لتذوق الطعام، في حين أن التعرض الطويل لها بمثابة تناوله. في النهاية، قد لا يكون الدماغ قادرًا على تمييز مصدر المتعة الحسية، طبقًا للباحثين.
حتى الآن، ما يحدث في الدماغ مجرد فرضية، بيد أنه يتطابق مع الدراسات السابقة التي تفيد أنّ الحواس المختلفة تؤثر على بعضها البعض وأن حاستي الشم والتذوق ترتبطان ارتباطًا وثيقًا.
كتب الباحثون: «نعتقد أن ما يحدث سببه أن الرائحة المرتبطة بالطعام الدسم تحفز دوائر المكافأة في الدماغ، والتي بدورها تقلل من الرغبة في تناول ااطعمة الدسمة المغرية».
يمكن اتباع إحدى الطرق المقترحة من قِبل الباحثين بغرض دفع الأطفال لخيارات صحية أكثر في أوقات تناول الوجبات بالمدرسة. قد يكون لرائحة البيتزا أو البسكويت في طابور الانتظار أثر إيجابي أكثر من المنشورات الطويلة التي تشرح فوائد تناول الطعام الصحي .
تستخدم بعض الشركات هذا النوع من العلم بالفعل، فهذا سيكون سبب استنشاقك لرائحة طعام حلو خلال رحلتك القادمة. خلص الفريق إلى: «مبدئيًا، إذا كان بالإمكان إرضاء التراكيب والمناطق المسؤولة عن الرغبة في تناول الطعام في الدماغ عن طريق المدخلات الشمية بدلًا من تناول الاطعمة الدسمة ، سنستطيع استخدام هذه الطريقة لمحاربة رغبات الطعام الدسم واستبداله بالطعام الصحي ».
نُشر البحث في مجلة «Journal of Marketing Research».
تدقيق نغم رابي