يُسبب الحمل تغيّرات في الإفرازات المهبلية، في اللون والقوام والحجم، وتُعد بعض التغيرات في اللون طبيعيةً أيضًا، لكن بعضها يشير إلى الإصابة بالعدوى أو مشكلة أخرى، وتكون زيادة الإفرازات المهبلية غالبًا من العلامات المبكرة الدالة على حدوث الحمل.
يُعَد لون الإفرازات من أكثر التغيرات الملحوظة، إذ قد يكون:
• أبيض صافيًا أو حليبيًّا.
- أبيض متكتلًا.
- أخضر أو أصفر.
- رماديًّا.
- بنيًّا.
- زهريًّا.
- أحمر.
سنتحدث في هذا المقال عن الإفرازات المهبلية في أثناء الحمل، ودلالة ألوان الإفرازات المختلفة، ومتى تجب زيارة الطبيب.
ما الإفرازات الطبيعية؟
من الطبيعي أن تحدث إفرازات مهبلية في مراحل مختلفة من الدورة الشهرية وفي أثناء الحمل، فالإفرازات الصحية أو الطبيعية (الثرّ الأبيض leucorrhea) هي إفرازات رقيقة صافية أو بيضاء ذات رائحة خفيفة فقط.
تزداد الإفرازات في أثناء الحمل لتقليل خطر الإصابة بالعدوى المهبلية والرحمية، وتكون في ذروتها في الأسابيع الأخيرة من الحمل، وقد تحوي عندها مخاطًا وردي اللون.
يكون المخاط لزجًا عادةً، وذا قوام شبيه بالهلام، في إشارة إلى استعداد الجسم للمخاض.
ألوان الإفرازات المختلفة ودلالاتها:
تشير الألوان المختلفة للإفرازات المهبلية إلى حالات صحية مختلفة:
الإفرازات البيضاء الصافية أو الحليبية (الثر الأبيض):
هي إفرازات طبيعية وصحية عادةً، خاصةً إذا كانت رائحتها خفيفة. مع ذلك، قد يشير أي تغير في كمية الإفرازات أو قوامها إلى وجود مشكلة ما، لذلك يجب على المرأة في أثناء الحمل مراجعة الطبيب إذا لاحظت وجود زيادة في الإفرازات الصافية مع تسريب مستمر، أو إذا أصبحت الإفرازات سميكةً وشبيهة بالهلام، فقد تُشير هذه التغيرات إلى حدوث مخاض مبكر.
الإفرازات البيضاء المتكتلة:
قد تشير الإفرازات المهبلية المتكتلة بيضاء اللون الشبيهة بالجبن إلى الإصابة بداء المبيضات (عدوى الخميرة المهبلية)، إذ يُعَد حدوثه شائعًا خاصةً في أثناء الحمل، وتشمل أعراضه الحكة والحرقة، والألم عند التبول أو الجماع.
الإفرازات الخضراء أو الصفراء:
لا تُعد هذه الإفرازات طبيعية، وتقترح الإصابة بأحد الأخماج المنقولة جنسيًّا، مثل الكلاميديا أو داء المشعرات. تتضمن الأعراض المحتملة حدوث احمرار أو تهيج في الأعضاء التناسلية، وأحيانًا لا تظهر أي أعراض.
وفقًا لمراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض CDC، قد تسبب الأخماج المنقولة جنسيًّا مضاعفات تؤثر في المرأة وطفلها، وقد تظهر المضاعفات أحيانًا بعد سنوات من الولادة، وقد تؤثر في الجهاز العصبي للطفل وفي تطور الطفل أيضًا، وقد تُسبب العقم.
قد تظن المرأة أن لديها إفرازات صفراء بسبب تسرب كميات صغيرة من البول.
الإفرازات الرمادية:
قد تشير هذه الإفرازات إلى حدوث التهاب المهبل الجرثومي، خاصةً إذا كانت رائحتها شبيهة برائحة السمك وتزداد شدتها بعد الجماع.
يحدث التهاب المهبل الجرثومي نتيجة اختلال التوازن الجرثومي في المهبل، وتُعَد الغسولات المهبلية وتعدد الشركاء الجنسيين من عوامل الخطورة للإصابة به، وهو أكثر أنواع العدوى المهبلية شيوعًا في سن الإنجاب.
الإفرازات البنية:
تحدث هذه الإفرازات عادةً بسبب خروج الدم القديم من الجسم، ما قد يكون عرضًا مبكرًا للحمل. عمومًا لا تُعَد الإفرازات البنية في أثناء الحمل مدعاة للقلق، لكن إذا كانت بنية داكنة فيجب عندها الاتصال بالطبيب.
الإفرازات الزهرية:
قد تكون الإفرازات الزهرية في أثناء الحمل طبيعيةً وقد لا تكون، إذ قد تحدث في المراحل الأولى من الحمل أو في الأسابيع الأخيرة عندما يستعد الجسم للمخاض، وقد تظهر قبل حدوث الإجهاض أو حال وجود حمل خارج الرحم (حمل منتبذ).
وجدت دراسة شاركت فيها 4510 سيدة أن حدوث التبقيع (نزف مهبلي خفيف على شكل بقع) والنوبات الخفيفة من النزف في أثناء الثلث الأول من الحمل (خاصةً النوبات التي تستمر يومًا أو يومين فقط) لا ترتبط بخطر مرتفع لحدوث الإجهاض.
توجد أسباب أخرى للتبقيع الخفيف في أثناء الحمل، مثل الجماع أو الإصابة بالأخماج المهبلية.
الإفرازات الحمراء:
تتطلب الإفرازات المهبلية الحمراء التي تظهر في أثناء الحمل الحصول على رعاية طبية فورية، خاصةً إذا كان النزف شديدًا أو يحتوي على جلطات دموية، أو إذا ترافق مع تشنجات وآلام بطنية، فقد تدل هذه الأعراض على حدوث الإجهاض أو وجود حمل منتبذ. تنتهي نحو 10-15% من حالات الحمل بالإجهاض، وهو ما يُعرف بفقدان الحمل.
قد تكون الأسباب الأخرى للإفرازات الحمراء أقل خطورةً، خاصةً إذا حدثت في الثلث الأول من الحمل، إذ قد يكون سببها انغراس البويضة الملقحة في الرحم أو الإصابة بعدوى ما. حسب الدراسات، تتعرض 7-24% من النساء للنزف في أثناء المراحل المبكرة من الحمل، أما النزف في المراحل اللاحقة من الحمل فقد يشير إلى وجود مشكلات خطيرة أو حدوث مخاض مبكر، ما يتطلب عنايةً طبية فورية.
التعامل مع الإفرازات المهبلية في أثناء الحمل:
تُعَد زيادة الإفرازات المهبلية ذات الرائحة الخفيفة في أثناء الحمل أمرًا طبيعيًّا، أما الإفرازات ذات الروائح أو الألوان غير العادية فقد تشير إلى الإصابة بعدوى ما، وقد يصف الطبيب حينها المضادات الحيوية أو أدوية أخرى لعلاج العدوى.
تستطيع المرأة المحافظة على صحة المهبل في أثناء الحمل باتباع النصائح التالية:
- تجنب استخدام السدادات القطنية.
- تجنب الغسولات المهبلية.
- استخدام منتجات العناية الشخصية غير المعطرة، مثل أوراق المرحاض والصوابين غير المعطرة.
- ارتداء الفوط النسائية المُبطنة لامتصاص الإفرازات الزائدة.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية التي تسمح للمهبل بالتنفس.
- مسح المنطقة التناسلية -بعد استخدام المرحاض- من الأمام إلى الخلف.
- تجفيف الأعضاء التناسلية تمامًا بعد الاستحمام أو السباحة.
- تجنب ارتداء ملابس الجينز الضيقة وجوارب النايلون الطويلة، فقد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- تناول الأطعمة الغذائية الصحية، وتجنب الإكثار من السكر الذي قد يؤدي إلى حدوث عدوى الخميرة.
- تجربة المكملات الغذائية والأطعمة التي تحوي المعينات الحيوية (بروبيوتيك)، وهي آمنة في أثناء الحمل، وقد تمنع اختلال التوازن الجرثومي في المهبل.
زيارة الطبيب:
من الضروري التواصل مع الطبيب عند ظهور أي إفرازات غير عادية، إذ قد تشير إلى وجود مشكلة ما في الحمل أو إلى الإصابة بعدوى ما تتطلب علاجًا مناسبًا، قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات إن لم تُعالج.
الخلاصة:
تُعد زيادة الإفرازات في أثناء الحمل أمرًا طبيعيًّا، لكن الإفرازات غير العادية أو ذات الرائحة الغريبة -مع وجود انزعاج أو ألم في المهبل أو البطن- تشير غالبًا إلى وجود مشكلة صحية، خاصةً الإفرازات ذات اللون الأخضر أو الأصفر أو الرمادي.
يجب على النساء طلب الرعاية الطبية العاجلة إذا عانين التبقيع أو النزف الشديد، خاصةً إذا استمر النزف أكثر من يوم، أو إذا صحبته آلام أو تشنجات بطنية.
اقرأ أيضًا:
التهاب المهبل الجرثومي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: يوسف الجنيدي
تدقيق: سميّة بن لكحل
مراجعة: أكرم محيي الدين