هل تدخين الماريجوانا يساعد على النوم؟
قد يعتقد مدخنو الماريجوانا أنَّ الاستخدام المتكرر لها يُساعدهم على النوم، ولكن تم دحض هذا التصور عن طريق دراسة من كلية الصحة العامة في جامعة بوسطن.
وقد شارك في تأليف هذه الدراسة، والتي نُشِرت في دوريَّة «Addictive Diseases»، الأستاذ (مايكل ستاين Michael Stein).
ووجدت الدراسة أنَّ مستخدمي الماريجوانا يوميًا في الواقع سجَّلوا درجة أعلى ضمن «مؤشر شدة الأرق» ومقاييس اضطرابات النوم من أولئك الذين لا يستخدمونها يوميًا.
وتم فرز الـ 98 شخص في قيد الدراسة إلى ثلاث مجموعات:
مدخني الماريجوانا يوميًا (49 شخص).
مدخني الماريجوانا ولكن ليس بشكل يومي (29 شخص)، وهم أولئك الذين دخنوها يومًا واحدًا على الأقل في الشهر الماضي، وقد يصل استخدامهم لها إلى خمسة أيام في الأسبوع.
المجموعة المراقَبة، الذين لم يتعاطوا هذا المخدر على الإطلاق (20 شخص).
وكان معظم المشاركين في الدراسة في بداية العشرينات من عمرهم.
ويقول ستاين: «يُعدُّ النوم الجيد واحد من الآثار الإيجابيَّة التي يؤكِّد عليها مدخنو الماريجوانا، ولكن كان هنالك بحث قليل الدقة نسبيًا حول هذا الامر».
كما استشهد ستاين وزملاؤه في الدراسة بالبحوث السابقة التي تُشير إلى أنَّ ما يصل إلى ثلث البالغين من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 25، يشكون من مشاكل في النوم.
وتُشير نتائج الدراسة، أنَّه في حين أنَّ استخدام الماريجوانا في بعض الأحيان لا يؤثر سلبًا على النوم، إلَّا أنَّ الاستخدام المُكثَّف (اليومي) للماريجوانا يرتبط بصعوبات في النوم.
ويقول الباحثون: «قد تكون تأثيرات الماريجوانا على النوم مُشابهة لدى الذين يتعاطون الماريجوانا بشكل مُتقطع، وجزئيًا، لدى متعاطي الكحول، حيث أثبتت التقريرات تحسنات في استمرارية فترات النوم أثناء الاستخدام المتقطع».
ولكن «الاستخدام اليومي يؤدي إلى تفاقم المشاكل في النوم».
وتناولت الدراسة أنماط النوم في ثلاث مجموعات من الشباب.
ولم يجد الباحثون اختلافات كبيرة في خصائص النوم لدى أولئك الذين لم يستخدموا الماريجوانا يوميًا مقارنة مع أولئك الذين لم يستخدموها على الإطلاق.
وإضافًة إلى ذلك، لم يختلف الشعور بالنعاس أثناء النهار لدى المدخنين بكميات كبيرة عن المدخنين بكميات أخف، وغير المدخنين للماريجوانا.
وكتب الباحثون: «قد لا تزداد اضطرابات النوم، والتي تكون شائعة ضمن هذه الفئة العمرية، عن طريق التدخين المتقطع (الغير يومي).
بينما تطابقت معايير الأرق السريري عند حوالي 20% من غير المدخنين، وكانت نسبة مدخني الماريجوانا بشكل يومي والتي تطابقت مع هذه المعايير 39%.
وبالمثل، كانت شدة اضطراب النوم أسوء بالنسبة للمدخنين يوميًا من المدخنين بشكل متقطع.
وأشار الباحثون إلى أنَّ مستخدمي الماريجوانا يوميًا أفادوا أنَّهم عادةً يُدخنون الماريجوانا في النهار والليل، أما المستخدمين بتواتر أقل يُدخنونها في المقام الأول في الليل.
ويقول ستاين: «إنَّ مدخني الماريجوانا بشكل متقطع عادةً يُدخنون في الليل. ولكن بمجرد أنك قمت بتدخينها عدة مرات في اليوم، فلديك احتمال أكبر بأن تُعاني من اضطرابات في النوم. وفقط عن طريق وقف الماريجوانا تمامًا والانتظار بعض الوقت دون استخدامها على الإطلاق، سيكون الشخص قادرًا على أن يُحدِّد فيما إذا كانت تؤثر على عاداته في النوم أو لا تؤثر».
أشار فريق البحث في الدراسات السابقة إلى وجود ارتباط بين ارتفاع شدة تعاطي الماريجوانا وارتفاع معدلات القلق، والتي قد تكون عاملًا في اضطراب النوم.
كما كتب الباحثون أيضًا: «يبقى احتمال أنَّ معدلات الأرق ربما كانت أعلى لدى مستخدمي الماريجوانا يوميًا لأنَّ الماريجوانا تُساهم في حدوث القلق، والذي بدوره قد فاقم من حدة الأرق».
ولكن، كما يُلاحظ ستاين: «لا يمكننا أن نبدأ في الحصول على السلسلة السببيَّة هنا إلَّا عن طريق القيام بدراسات الطويلة».
كما ويوصي ستاين وزملاؤه بأن تنظر الدراسات المستقبليَّة في اضطرابات المزاج كعامل في العلاقة بين تعاطي الماريجوانا والنوم. وأضافوا أنَّ الأشخاص الذين يُعانون من القلق قد يكونوا من مدخني الماريجوانا بشكل ثقيل لأنهم يُحاولون التخفيف من مشاكل النوم الخاصة بهم.
ومن حيث الجنس (شارك 45 رجلًا و53 امرأة في الدراسة)، ووجد فريق البحث أنَّ النساء ذكرت المعاناة من المشاكل والاضطراب في النوم أكثر من الرجال على عدة مقاييس. ويقول ستاين أنَّ هذه النتائج متوقعة حيث أنَّ الأرق هو أكثر شيوعًا بين النساء من الرجال.
وأيضًا، فقد تبين أنَّ استخدام الماريجوانا يؤثر على أداء النساء في المهام العصبيَّة أكثر مما يؤثر على الرجال.
ويحثُّ فريق البحث على إجراء المزيد من الدراسة في هذه المسألة، لكي يتمكَّن مقدمو الخدمات الصحيَّة من أن يتحدثوا بشكل أكثر وضوحًا لمستخدمي الماريجوانا عن آثاره على النوم، بحيث يمكن لمقدمي خدمات العلاج من تعاطي المخدرات أن يستهدفوا مشاكل النوم لعلاجها بشكل مجدٍ لدى مُتعاطي الماريجوانا الكثيف.
وتُعدًّ الماريجوانا واحدة من المخدرات الأكثر شيوعًا في الولايات المُتَّحدة، لا سيما بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25. ويلجأ العديد من المستخدمين إلى تعاطي المخدرات لتخفيف مجموعة متنوعة من الأعراض الطبيَّة والنفسيَّة، بما في ذلك الألم والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة النفسيَّة.
ويضيف الباحثون: «تُعدُّ التغييرات البيولوجيَّة النفسيَّة والاجتماعيَّة لدى الشباب، والتي تؤثر على النوم، معروفة جيدًا ويمكن أن يكون لها دور في استخدام الماريجوانا».
إعداد: ديانا نعوس
تدقيق: هبة فارس
المصدر