تُعد فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للرّضع واضحة، فهي تقوي الجهاز المناعي وتخفض مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، فضلًا عن توثيق العلاقة بين الطفل والأم.
لكن هل تحمي الرضاعة الطبيعية النساء من سرطان الثدي؟
ارتبطت الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء قبل وبعد سن الإياس. لكن وكما قالت مديرة برنامج سرطان الثدي في جامعة كولورادو، فيرجينيا بورجيس: الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك.
تُغير الرضاعة الطبيعية من بنية الثدي.
فحتى بعد انتهاء فترة الرضاعة، تلعب التغيرات المجهرية في نظام إخراج الحليب دورًا في حماية الثدي من الخلايا السرطانية.
يكون هذا التأثير أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي قمن بإرضاع عدد أكبر من الأطفال أو لفترات أطول من غيرهن.
كلما كان عمر المرأة أكبر عندما تلد لأول مرة، زاد احتمال إصابتها بسرطان الثدي.
لكن تقول بورجيس أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأضافت: لا أريد أن تقرر أي امرأة عدم الإنجاب خوفًا من سرطان الثدي.
قد تعدل الرضاعة الطبيعية من زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبط بالحمل: أظهرت الأبحاث أن احتمال الإصابة ببعض أنواع سرطانات الثدي الخطيرة تنخفض بنسبة 20% لدى النساء اللواتي يرضعن طبيعيًا مقارنة بالنساء اللواتي لا يرضعن أطفالهن.
على الرغم من ذلك، توجد مجموعة من النساء لا تظهر عليهن نفس الآثار: الأمريكيون الأفارقة.
على الرغم من أن النساء البيض يصبن بسرطان الثدي بعد سن الإياس أكثر من النساء الأميركيات الأفارقة، إلا أن احتمال إصابة النساء الأمريكيات الأفارقة بأشكال سرطان الثدي الخطيرة والمبكرة يكون أكبر.
بالإضافة إلى أن النساء السود نادرًا ما يرضعن أطفالهن طبيعيًا، فعدد الأطفال الأمريكيين الأفارقة الذي يرضعون طبيعيًا أقل من الأطفال البيض.
وُجد أن الرضاعة الطبيعية تقي كلًا من الأم والطفل من عديد من المشاكل الصحية.
قد تتعرض النساء السود لمواقف اجتماعية في ميدان العمل تجعلهن يتجنبن الرضاعة الطبيعية.
تلعب المستشفيات دورًا أيضًا: في عام 2014، ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض أن المستشفيات التي لديها عدد أكبر من المرضى من أصل أفريقي لا تشجع على الرضاعة الطبيعية.
فهل عليكِ بالرضاعة الطبيعية لتتجنبي سرطان الثدي؟
بالتأكيد، ولكن كما تقول بورجيس، لا تستطيع كل النساء إرضاع أطفالهن، فقد لا تكون الرضاعة الطبيعية خيارًا ممكنًا بسبب الثقافة ونمط الحياة وعوامل أخرى.
إذا لم تتمكن المرأة من الإرضاع طبيعيًا أو أنها اختارت عدم فعل ذلك، مازال بإمكانها حماية نفسها من سرطان الثدي باتباع بعض التغييرات في نمط الحياة حتى من دون الدور الوقائي للرضاعة الطبيعية.
- إعداد: ديانا نعوس
- تدقيق: م. قيس شعبية
- تحرير: ندى ياغي
- المصدر