هل تريد خسارة الوزن بسرعة؟ لا حاجة لحميةٍ غذائية؛ فقط انتقل لمكانٍ عالٍ. هذا التغير في الوزن يرجع إلى تقلبات في جاذبية الأرض، وهذه التقلبات تبدو في خريطة جديدة عالية الوضوح: أكبر مما كنا نعتقد. لطالما اعتُقد أن الجاذبية متساوية في جميع أنحاء الكوكب، ولكنَّ هذا خاطئ؛ فكوكب الأرض ليس دائريًّا تمامًا ولا منتظمًا في الكثافة، بالإضافة إلى ذلك: تكون الجاذبية أضعف عند خط الاستواء ؛ وذلك بسبب قوى الطرد المركزي الناتجة عن دوران الكوكب. وهي أيضًا أضعف في المناطق العالية والبعيدة عن مركز الأرض ، مثل قمة جبل إفرست.
تملك كلٌّ من وكالة ناسا والوكالة الأوربية لعلوم الفضاء أقمارًا صناعية تحتوي على أجهزة استشعار يمكنها وضع خريطة لحقل الجاذبية الأرضية ، ولكنها دقيقة فقط من على بعد بضع كيلومترات.
ومع إضافة البيانات الطبوغرافية للكوكب، التي تصف المرتفعات والمنخفضات، يمكننا الحصول على خريطة عالية الوضوح. يتطلب إنشاء الأنفاق والسدود والمباني الشاهقة معرفة الجاذبية المحلية بدقة؛ لذلك تعد الخرائط ذات الدقة العالية مهمة للهندسة المدنية.
جمع كريستيان هيرت من جامعة كورتين في بيرث غرب أستراليا وزملاؤه بيانات الجاذبية من الأقمار الصناعية والبيانات الطبوغرافية لرسم خرائط لتغيرات الجاذبية بين خطي العرض 60 درجة شمالًا و60 درجة جنوبًا، واستطاعوا تغطية 80 في المئة من كتلة الأرض.
تحتوي الخريطة على أكثر من ثلاثة مليارات نقطة، بوضوحٍ حتى حوالي 250 مترًا. إنّ حساب الجاذبية في خمس نقاط يستغرق ثانية واحدة على الحاسوب الشخصي العادي PC- Ordinary، ولكن الفريق استخدم حاسوبًا فائقًا -Supercomputer لإنهاء الحساب كاملًا خلال ثلاثة أسابيع.
عجلة السقوط الحر
يحدد النموذج اختلافات أكبر في عجلة التسارع من الاختلافات المعتبرة سابقًا، إذ تتنبأ النماذج العادية بأقل نقطة جاذبية عند خط الاستواء وهي 9.7803 متر مربع لكل ثانية، وتصل إلى 9.8322 متر مربع لكل ثانية في القطبين، بينما يحدد نموذج هيرت للجاذبية أماكن غير متوقعة بها اختلافات أكثر تطرفًا، مثل جبل نيفادو هوسكاران في جمهورية البيرو في أمريكا الجنوبية، الذي يملك أقل عجلة تسارع للجاذبية ( 9.7639 م/ث2)، بينما يصل أسرعها في المحيط المتجمد الشمالي إلى (9.8337 م / ث2).
يقول هيرت: «نيفادو كانت مفاجأة لأنها تبعد حوالي 100 كيلو متر عن خط الاستواء. إن زيادة الجاذبية بالبعد عن خط الاستواء تعوَّض بتأثير ارتفاع الجبل وخواص البيئة المحيطة».
هذا يعني أنه في حالة أنك سقطت من على ارتفاع 100 متر في البيرو فسوف تصطدم بالأرض بعد 16 مللي ثانية متأخرًا عن حالة سقوطك من نفس الارتفاع في القطب المتجمد. كما تفقد أيضًا 1% من وزن جسمك عند انتقالك من القطب المتجمد إلى البيرو؛ على الرغم من أن كتلتك لن تتغير.
اقرأ أيضًأ:
ما الذي يمكن أن يحدث إذا توقفت الجاذبية عن العمل؟
مرصد ليغو يفعلها مجددًا، التقاط موجات الجاذبية للمرة الثالثة
كيف ستساهم الساعات الذرية بالكشف عن موجات الجاذبية ( الثقالية ) ؟
ترجمة: بيتر نبيل
تدقيق: محمد الصفتي