صدرت دراسة جديدة في 8 أغسطس 2024 تحمل أخبارًا سارةً للأشخاص الذين يصابون بالإرهاق العصبي عند السفر بالطيران، مفادها أن السفر عبر الطيران التجاري يصبح أكثر أمانًا باستمرار، مع انخفاض خطر الوفاة إلى النصف كل عقد.
جاء في الدراسة التي أعدها باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن معدل الوفيات انخفض إلى شخص واحد لكل 13.7 مليون مسافر حول العالم في الفترة من 2018-2022، وهو تحسن كبير مقارنة بشخص واحد لكل 7.9 مليون مسافر في الفترة من 2008-2017، وشتان ما بين هذه الأرقام وأعداد الوفيات عند نشأة الطيران التجاري، فكان عدد الوفيات مسافرًا واحدًا لكل 350 ألف مسافر في الفترة من 1968-1977.
قال الأستاذ الجامعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أرنولد بارنيت المشارك في تأليف البحث المنشور في مجلة Journal of Air Transport Management: «تستمر سلامة الطيران في التحسن المتزايد، وكذلك فإن فرص الوفاة آخذة في الانخفاض بمقدار الضعف كل عقد».
قارن بارنيت هذا المنحى بقانون مور، وكان جوردون مور مؤسس شركة إنتل وضع تنبؤه الشهير بأن القدرة الحاسوبية للرقائق الإلكترونية تتضاعف كل 18 شهرًا تقريبًا،. في الفترة من 1978 إلى 1987 كانت نسبة خطر الوفاة على متن الطائرات هي مسافر واحد لكل 750 ألف مسافر، وفي الفترة من 1988 إلى 1997 كان مسافرًا واحدًا لكل 1.3 مليون مسافر، وفي الفترة من 1998 إلى 2007 كان مسافرًا واحدًا لكل 2.7 مليون مسافر.
يُذكر أن آخر كارثة كبرى في مجال الطيران التجاري كانت في عام 2009 في الولايات المتحدة، عندما تحطمت طائرة كولغان إير رقم 3407، وأسفرت عن مقتل 50 شخصًا.
حذّر بارنيت من أن ذلك التحسن المستمر ليس مضمونًا، فتصدرت حوادث الاصطدام وشيكة الحدوث على مدارج الطائرات في الولايات المتحدة هذا العام عناوين الأخبار، في الوقت الذي ضغط فيه المحققون الفيدراليون على شركة بوينج لمعرفة سبب انفصال باب احتياطي لطائرة من طراز 737 ماكس 9 في منتصف رحلتها والتابعة لشركة الخطوط الجوية آلاسكان في يناير 2024.
تخفي الأرقام الرئيسية كذلك الفوارق العالمية الهائلة في مجال السلامة الجوية، فقسمت الدراسة الدول إلى ثلاثة مستويات بناءً على سجلات السلامة الخاصة بها. يشمل المستوى الأول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودولًا أوروبية أخرى هي الجبل الأسود والنرويج وسويسرا والمملكة المتحدة، وتضم هذه المجموعة كذلك أستراليا وكندا والصين وإسرائيل واليابان ونيوزيلندا. يضم المستوى الثاني البحرين والبوسنة والبرازيل وبروناي وتشيلي وهونج كونج والهند والأردن والكويت وماليزيا والمكسيك والفلبين وقطر وسنغافورة وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
تقع بقية دول العالم تحت تصنيف المستوى الثالث، ومع أن خطر حوادث الطيران المميتة أكبر بكثير في هذه البلدان فإن من المبشر انخفاض الوفيات الناجمة عن السفر الجوي لكل رحلة إلى حوالي النصف في الفترة 2018-2022.
اقرأ أيضًا:
أعظم اللحظات في تاريخ الطيران- أول شركة طيران تجارية
رهاب الطيران: ما هو، ما أسبابه وما هي الحلول الممكنة؟
ترجمة: عمرو أحمد
تدقيق: جعفر الجزيري
مراجعة: باسل حميدي