حذر مختصو الأرصاد الجوية من تعرض أجزاء من الكاريبي لحالات جوية «بالغة الخطورة» جراء إعصار بيرل، أول إعصار أطلنطي كبير في ما يمكن أن يكون موسمًا «استثنائيًا» بداية من يونيو وحتى نوڤمبر 2024.

ما الإعصار؟

الإعصار هو عاصفة شديدة تتكون في مياه المحيطات في المناطق الاستوائية الدافئة. يُعرف الإعصار في مناطق مختلفة من العالم بالزوبعة أو التيفون، ويُشار إلى كل هذه العواصف معًا بالزوابع الاستوائية.

تتسم الزوابع الاستوائية بسرعات رياح مرتفعة للغاية وأمطار غزيرة وزيادة في العواصف وارتفاع مستوى المياه فترات قصيرة، ما يسبب عادةً فيضانات ودمار كبير.

تُصنف الأعاصير حسب ذروة سرعة الرياح المستمرة، وتُصنف الأعاصير الكبيرة في الدرجة الثالثة أو أعلى، ما يعني أن سرعتها تصل إلى 178 كيلومتر/ساعة.

كيف تتكون الأعاصير؟

تتكون الأعاصير بدايةً في صورة اضطراب جوي كالموجات الاستوائية مثلًا، وهي منطقة ذات ضغط منخفض حيث يمكن للسحب والعواصف الرعدية أن تتشكل. عندما يرتفع الهواء الدافئ المحمل ببخار الماء من سطح المحيط، تبدأ الرياح بالدوران.

يحتاج الإعصار كي يتكون ويستمر في الدوران إلى أن يكون سطح البحر بدرجة حرارة 27 درجة مئوية على الأقل، وأن تكون الرياح مستقرة إلى حد بعيد.

هل تزداد الأعاصير سوءًا؟

على مستوى العالم، لا يوجد أي ازدياد في وتيرة حدوث الأعاصير الاستوائية، بل في الحقيقة يبدو أن أعدادها آخذة في الانخفاض، وإن كانت البيانات على المدى البعيد محدودة في بعض المناطق. لكن وفقًا لهيئة الأمم المتحدة للمناخ، يُحتمل أن تصل نسبة كبيرة من الأعاصير في العالم إلى الدرجة الثالثة أو أعلى، أي أقصى سرعة دوران للرياح.

وفقًا لمتوسط الاحتمالات، توجد زيادة في متوسط وذروة معدلات سقوط الأمطار المرتبطة بالأعاصير الاستوائية، ويبدو أن وتيرة وحجم «عوامل التكثيف السريع» في المحيط الأطلنطي قد ازدادت أيضًا. يرتبط ذلك بزيادة سرعات الرياح كثيرًا في وقت قصير، ما يمثل خطرًا كبيرًا.

يبدو أيضًا أن في سرعة حركة الأعاصير على سطح الأرض تنخفض، ما يسبب عادةً هطول الأمطار في مناطق بعينها، كما حدث في هوستن عام 2017، إذ تسبب إعصار هارڤي في سقوط 100 سم من الأمطار في ثلاثة أيام.

في بعض المناطق تتغير مواقع وصول الأعاصير إلى ذروتها، كما في شمال غرب المحيط الهادي، ما يعرض مجتمعات جديدة للمخاطر، وتوجد أدلة على أن زيادة شدة الأعاصير في الولايات المتحدة مرتبطة بتسببها في ضرر أكبر.

هل تتأثر الأعاصير بتغير المناخ؟

يصعب قياس مدي تأثير تغير المناخ في الأعاصير الاستوائية بالضبط، إذ تبقى الأعاصير في مناطق محددة ولا تدوم طويلًا ولها حالات كثيرة.

لكن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة يؤثر في العواصف بطرق عديدة. أولًا، كلما زادت درجة حرارة مياه سطح المحيط، زادت الطاقة التي تكتسبها العواصف ما يزيد من سرعة الرياح. من المحتمل حدوث ما بين أربعة إلى سبعة أعاصير ضخمة في الأطلنطي في 2024 بسبب ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط، ويرجع ارتفاع درجات الحرارة أساسًا إلى انبعاثات الغازات الدفيئة على المدى الطويل.

ثانيًا، ترتفع الرطوبة في درجات الحرارة الأعلى، ما قد يؤدي إلى زيادة هطول الأمطار، وقد أدى تغير المناخ إلى زيادة سقوط الأمطار المصاحبة لإعصار هارڤي ثلاثة أضعاف في 2017.

ثالثًا، فإن مستوى سطح البحر آخذ في الازدياد بسبب انصهار الجليد والأغطية الجليدية، وتشغل المياه الدافئة مساحة أكبر. مثلًا، قُدّرت ارتفاعات الفيضانات المصاحبة لإعصار كاترينا في 2005 -أحد أعنف الأعاصير الأمريكية- بنسبة 15-60% أعلى مما كانت عليه في الظروف المناخية عام 1900.

إجمالًا، استنتجت اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ أن البشر ساهموا إسهامًا كبيرًا في زيادة هطول الأمطار المصاحبة للأعاصير الاستوائية، وساهموا بدرجة أقل في زيادة شدة هذه الأعاصير.

كيف يُحتمل أن تتغير الأعاصير في المستقبل؟

وفقًا للجنة الدولية لتغير المناخ، من غير المحتمل أن تزداد أعداد الأعاصير في العالم، لكن مع ازدياد درجة حرارة الكوكب، يوجد «احتمال كبير» أن يزداد سقوط الأمطار وأن تصل سرعة دوران الرياح ذروتها، ما يعني ازدياد أعداد الأعاصير التي قد تصل إلى الدرجات الأعنف أي الرابعة والخامسة، وستزداد حدة هذه التغيرات بارتفاع درجات الحرارة العالمية.

تقول اللجنة الدولية لتغير المناخ أن أعداد الأعاصير التي قد تصل إلى الدرجة الرابعة والخامسة قد يزداد بنسبة 10% حال تحجيم ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة فقط. تزداد النسبة إلى 13% عند درجتين مئويتين و20% عند 4 درجات مئوية، وتظل الأرقام الفعلية غير مؤكدة.

اقرأ أيضًا:

ما هو الإعصار المتوسطي؟ ولماذا يحدث؟

إعصار موسمي ضرب جنوب اليابان، والحكومة تحاول ترحيل قرابة 9 ملايين شخص!

ترجمة: إسراء أسعد

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر