الدليل ضعيف على فعالية الحميات قليلة الصوديوم لصحة القلب
إذا كنت تعاني أو أيّ شخص تعرفه من مرضٍ قلبيّ، فأنت على الأغلب قد سمعت بالنصيحة المنتشرة في كل مكان والتي تقول إنّه يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية أن يتّبعوا حمية قليلة الصوديوم. أوصت جمعية القلب الأمريكية والإرشادات الغذائية الأمريكية بتحديد استهلاك الملح -خصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون من ضغط دم مرتفع أو مرض قلب- منذ سبعينيات القرن العشرين، حين أعطى باحثٌ في أول الأمر الجرذان كمية كبيرة من الملح، وظهر لديها نتيجة لذلك ضغط دم مرتفع.
المُبرر لذلك هو أن ضغط الدم المرتفع يمكنه أنّ يوسّع أو يؤذي الأوعية الدموية ويُجبر القلب على العمل بشدة أكثر من اللازم. اليوم، توصي جمعية القلب الأمريكية الأمريكيين باستهلاك 1500 ميللي غرام (أقل من ثلاثة أرباع ملعقة صغيرة) من الملح يوميًّا. يستهلك الأمريكي العادي أكثر من ضعف هذه الكمية (حوالي 3400 ميللي غرام في اليوم)، لكن المراجعة الشاملة التي نُشرت الشهر الماضي تضع هذه التوصيات موضع تساؤل.
بحثت المراجعة التي نُشرت في JAMA Internal Medicine عن دليل يُثبت أنه يمكن لحمية قليلة الصوديوم أن تُحسّن من صحة البالغين الذين يعانون من فشلٍ قلبيّ. وجد الباحثون تسع دراسات تقصّت عن تأثيرات الحمية قليلة الصوديوم على البالغين الذين يعانون من أمراض قلبية. شملت الدراسات ما مجموعه 479 مُشاركًا، ولم تشمل كل دراسة من هذه الدراسات التسع أكثر من 100 شخص؛ وهي أرقام قليلة للغاية نظرًا لملايين الأشخاص الذين يعانون من فشلٍ قلبيّ ويتّبعون حمية قليلة الصوديوم.
في المراجعة، لم يجد الباحثون أيّ بيانات تُفيد أن تخفيف استهلاك الملح يؤدي إلى حياةٍ أطول، أو تحسين الصحة القلبية أو تجنّب الدخول إلى المُستشفى بسبب حالة القلب الصحية. تابعت أربع دراسات أشخاصًا لديهم مرض قلب خارج المُستشفى، ووجدت اثنتان منها أن الحمية قليلة الصوديوم أدت إلى بعض التحسن في عمل القلب، بينما وجدت الدراستان الأخريان أن الحمية لم تؤدِ إلى أيّ تحسن في عمل القلب.
ماذا يعني كل ذلك؟
قدّمت مؤسسة الصحة الأمريكية توصيات مدعومة ببعض الدلائل الضعيفة تمامًا. لكنَّ الدكتور كلايد يانسي Clyde Yancy، أخصائي أمراض قلبية من جامعة Northwestern University، أفاد أنه على الرغم من ذلك؛ على الأشخاص الذين يعانون من فشل قلبي بالغ أن يتجنبوا الأطعمة المليئة بالملح؛ لأن الصوديوم يدفع الجسم إلى احتباس السوائل، ما يؤدي إلى قلب ضعيف.
لكن، يحتاج المجتمع الطبي إلى اختبارات مُراقَبة عشوائية عالية الجودة تهدف إلى الحد من التحيّز تجاه نتيجة معينة عند اختبار علاج جديد لتحديد التأثيرات الحقيقية للملح على صحة القلب. ستساعد المزيد من البيانات الأطباء في تحديد كمية الملح الزائدة عن الحد، وتحديد التوصيات بما يتلاءم مع مرضى معينين أيضًا.
في غضون ذلك، وبينما لا يجوز للمريض المصاب بفشلٍ قلبيّ أن يُفرط في أكل المُخللات أو البطاطس المقلية؛ يبدو أنه يمكن للملح ألا يكون ضارًا في نهاية المطاف.
اقرأ أيضًا:
دراسة جديدة تظهر صلة بين التدخين السلبي واضطرابات نظم القلب
ترتبط تمارين القوى بتحسين صحة القلب أكثر من التمارين الهوائية
هل يمكن أن يعزز حساء العظم صحة القلب ؟
ترجمة: رؤى بركات
تدقيق: تسنيم المنجّد