هل البروتين الحيواني يقود إلى معدل وفيات أكبر؟
ارتفاع استهلاك البروتينات الحيوانيّة مرتبط بارتفاع معدل الوَفَيَات، بينما الاستهلاك العالي من البروتينات النباتية على العكس من ذلك.
في أكبر دراسة اُجرِيَت مؤخّرًا، لدراسة الآثار المترتبة على تناول مصادر مختلفة من البروتين، وُجِدَ أنّ الوَجَبَات التي تحتوي على بروتينٍ من مصادرّ حيوانيّة (خاصّة اللحوم الحمراء المصنّعة وغير المصنّعة) ارتبطت بارتفاع معدل الوَفَيَات، بينما تناوُل كمياتٍ ضخمة من البروتين من مصادر نباتيّة كان على العكس من ذلك. وذلك وفق دراسة نُشرت في مجلّة جاما للأمراض الباطنيّة.
إنّ النتائج التي وصل إليها الباحثون في هذه الدراسة، تُظهر أهمية مصدر البروتين للحصول على حياة صحيّة على المدى الطويل، فالدراسات السابقة ركزت على كمية البروتين المُتناوَل، وهي مهمة من المنظور الواسع للتغذية، ولكن الأطعمة التي يتناولها الناس للحصول على هذا البروتين أيضًا مهمة.
بعض الدراسات اقترحت سابقاً استبدال الكربوهيدرات بالبروتينات، ضمن الوجبات، للحصول على نتائج صحية أفضل؛ منها تقليل ضغط الدم، وغيرها من أمراض القلب، إضافة للتّحكّم بوزن الجسم. ولكن، قلّة من هذه الدراسات تحرَّت مصدر البروتين. ولكن، في هذه الدراسة، بعد تعديل نمط الحياة والغذاء لمشاركين يبلغ عددهم أكثر من 170000 على مدى ثلاثين عامًا، وجد الباحثون أنّ استهلاك كميات كبيرة من البروتين من أصلٍ حيوانيّ؛ مثل اللحم الأحمر والبيض ومنتجات الألبان، كان له دورًا في زيادة معدل الوفيات، مقارنة باستهلاك كميات كبيرة من بروتين ذي أصل نباتيّ، مثل الحبوب، والمعكرونة، والمكسرات، الّتي ارتبطت بانخفاض معدل الوفيات.
وكشف تحليلٌ أدقّ، أنّ ارتباط البروتين الحيوانيّ بارتفاع معدّل الوفيات، كان متلازمًا مع نمط حياة غير صحّيّ، مثل السّمنة، أو التدخين، أو قلّة النّشاط البدنيّ، أو استهلاك الكحول بكمّيّات كبيرة، حيث إنّ التّحليل هذا أشار إلى أنواعٍ محددة من البروتين الحيواني، تتضمّن اللحوم الحمراء المصنّعة وغير المصنّعة، ولا تشمل هنا لحم الدّجاج والأسماك. وتشير النتائج هنا أنه يجب استهلاك البروتين النباتي أكثر من الحيواني، وفي حال استهلاك البروتين الحيوانيّ، من المفضل اختيار الأسماك والدّجاج عوضًا عن اللحوم الحمراء.
المترجم: أمين السيد
تدقيق: أحمد الرّاعي
المصدر