أصبح ابتكار أنواع جديدة من عمليات زراعة الأعضاء محط اهتمام الكثير من العلماء في وقتنا الحالي، فعلى الرغم من غرابة بعض تلك العمليات -على سبيل المثال عملية زراعة الرأس المنتظرة خلال الفترة المقبلة – يمكن لبعض العمليات أن تكون بداية لعصر جديد من عمليات زراعة الأعضاء.
عمل الباحثون الصينيُّون على ابتكار عملية جديدة تتضمن زراعة أعضاء معدلة وراثياً إلى أجسام بشرية ومن المتوقع أن يكون ذلك النوع من العمليات متاحاً خلال العامين المقبلين.
تعتبر أعضاء حيوان الخنازير الأفضل من حيث قابليتها للزراعة في أجسام البشر وذلك لأن تلك الأعضاء هي الأقرب للأعضاء البشرية من ناحية الحجم وعمليات الأيض، ويعرف ذلك النوع من العمليات باسم “Xenotransplantation”.
تضمنت تلك العمليات نجاحات متميزة ولعلَّ من أبرزها عملية نقل قلب خنزير إلى حيوان بابون ووصل معدل نجاته إلى ما يقارب الثلاثة أعوام.
ومن أجل تأكيد ذلك النوع من العمليات طالب عدد من الباحثين الصينيَّين الذين يعملونَ في أكثر من 10 معاهد بحثية ، بالموافقة على بدء التجارب على البشر واستخدام أعضاء معاد تعديلها وراثياً من حيوان الخنازير لزراعتها.
تعد تلك التجارب جزءاً من المشروع القومي لزراعة الأعضاء والذي تم تأسيسه بواسطة الحكومة المركزية الصينية.
بنك الأعضاء الخنزيرية:
تعتبر الصين من الدول الرائدة في ذلك المجال فقد أنتجت أعضاءً معدلةً وراثياً مأخوذة من خنازير أكثر من أي دولة أخرى ولكي تعمل تلك الأعضاء في أجسام البشر يجب تعديلها جينياً عن طريق نزع بعض الجينات منها حتى لا يقوم الجهاز المناعي لمُستَقبِل العضو برفضه.
أفادت جريدة (ساوث شاينا مورنينج بوست) أن مزارع التعديل الجيني تقوم بإنتاج قرابة 1000 حيوان خنزير معدل جينياً كل عام.
يمكن أن يشكل ذلك بنكاً هائلاً من الأعضاء القابلة للزراعة وبالرغم من أنَّ الحكومة تتولى الآن الموافقة على بدء التجارب البشرية يرى (زاو زيجين) – مدير مركز أبحاث أمراض الأيض في جامعة جايانغسو الطبية – أنَّ الحكومة تستغرق وقتاً أكثر من اللازم.
و صَّرح زاو – الذي يعتبر عالماً رفيع المستوى في هذا المجال- لنفس الجريدة
“هناك العديد من المرضى يموتون كل عام بسبب فشل أعضائهم الداخلية وهناك أقرباء يتوسلون من أجل أحبائهم لمنحهم فرصة للحياة، ولكن عندما توجهنا للسلطات المسؤولة عن كل ذلك لم نجد جواباً سوى الصمت، نحن نتفهم أنه ليس من السهل على الحكومة اتخاذ قرارٍ مثل هذا ولكن حان وقت الاستجابة ”
يمكن أن تسرع أعضاء الخنازير من عملية زراعة الأعضاء، ففي الصين وحدها علي سبيل المثال يحتاج أكثر من 300000 مريض لزراعة أعضاء رغم أن عدد عمليات التبرع لا تتعدي الرقم 10000 خلال العام الواحد.
ومن أجل المضي قدماً فإننا سنحتاج حتماً إلي تقديم مبادرات.
يقول زاو زيجين: “يجب على أحد أن يأخذ الخطوة الأولى سواءً كانت منظمة إدارة الأدوية والغذاء الأمريكية أو المنظمة الصينية لإدارة الغذاء والدواء”.
- ترجمة: دافيد الشايب شوقي.
- تدقيق: هبة ابو ندى.
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر