لقاح الانفلونزا الجديد الحاوي على جينات فيروسيَّة موروثة هو لقاح واعد في تأمين حماية ضدّ سلالات مختلفة من الأنفلونزا حسب دراسة جديدة على الحيوانات.
عندما أعطى العلماء اللقاح الجديد للفئران، ساهم في حماية 100% من الفئران التي نجت من الموت بعد إعطائها جرعات قاتلة من ثمانية أنواع مختلفة من فيروسات الأنفلونزا. لم يمرض الفئران الملقّحون بجرعات عالية من هذا اللقاح الجديد أبدًا من تلك الجرعات العالية.
على العكس من الفئران الملقَّحة باللقاح التقليدي للأنفلونزا التي مرضت وماتت عند التعرُّض للجرعات المميتة.
من المبكر الجزم فيما إذا كانَ اللقاح يعمل بنجاحٍ عند البشر، لأنَّ الدراسة أُجريت فقط على الفئران.
لكنَّ الباحثين يأملون أن تقود خطوتهم إلى لقاحٍ عالميٍّ ضد الأنفلونزا يؤمّن حمايةً طويلة الأمد ضد فيروسات الأنفلونزا، يقول الباحث ايريك ويفر الأستاذ المساعد في جامعة نبراسكا-لينكولن:الهدف الجوهريّ هو القدرة على تأمين حماية طويلة الأمد.
وجد الباحثون صعوبةً في تطوير لقاحٍ ضدّ فيروسات الأنفلونزا لأنّها تتعرض للطفرات وتتبدَّل سريعًا، يطوّر الباحثون حاليًّا لقاحًا فصليًّا جديدًا كل سنة بحسب السلالة التي سيتوقعون انتشارها في الخريف والشتاء.
تحوي تلك اللقاحات نسخًا مُضعَّفةً أو ميّتةً من فيروسات الأنفلونزا وتقوم بتحريض المناعة ضد بروتينٍ يُدعَى ب”هيماغلوتينين” المستخرج من سطح فيروسات الأنفلونزا ويتألف من رأسٍ وجذع، وتحرّض لقاحات الأنفلونزا المناعة ضد رأس الهيماغوتينين بشكلٍ عامّ.
يتحرّى عددٌ من الباحثين عن خططٍ مختلفةٍ لصنع لقاحٍ عالميٍّ ضدّ الأنفلونزا بحيث يستهدف جذع بروتين الهيماغلوتينين الذي يتبدّل بشكلٍ أقلَّ من فصلٍ لآخر نسبةً إلى الرأس.
لكن في الدّراسة الجديدة، أخذ الباحثون خطوةً مختلفة، فلقاحهم يحوي جينات أنفلونزا موروثة من أربع أنواع سلالات من الأنفلونزا وهي: H1,H2,H3,H4,H5. هذه المورثات هي التي تمثّل المتتاليات الشائعة أو الموروثة المنقولة عبر العديد من فيروسات الأنفلونزا..
لإيصالِ تلك المورّثات للفئران استخدم الباحثون الفيروسات الغدّية التي تسبّب الزُّكام والذي تمَّ تعديلها حتَّى تصبح غير مؤذية وبإمكانها جمع المورّثات الأربعة.
بعد تلقيح الفئران، حقنهم الباحثون بثماني سلالاتٍ من الأنفلونزا، ومن بينها H1N1, H3N1,H5N1 من خلال جرعة قاتلة للفئران، لكن نجا 100% من الفئران من العدوى من الفيروسات الثمانية المعطيَّة بجرعاتٍ مميتة.
على أيّ حال، نحن بحاجةٍ إلى دراساتٍ مستقبليَّة على الفئران لتحديد أمان وفعاليَّة هذا اللقاح بشكل أفضل.
- ترجمة: طارق برهوم
- تدقيق: بدر افراك
- تحرير: أحمد عزب