إن بعض السلوكيات المحددة التي تتضمن السائل المنوي الذكري المقذوف تعتبر مثيرة للبعض ومنفرة للبعض الآخر. هذه السلوكيات قد تتضمن القذف على وجه شريكك خلال الجنس (هذا التصرف يدعى “وجهي Facial” في الأفلام الإباحية)، أو في فم شريكك مع أو بدون ابتلاع السائل المنوي.
الحالة الآخيرة قد تحدث خلال الإثارة الفموية للقضيب إن لم يتم سحبه من الفم خلال النشوة الجنسية لكن الشريك قد يختار إما أن يبلع السائل المنوي أو يبصقه خارجًا.
يعتبر هذا الأمر خيارًا شخصيًا بالكامل، لكن من خلال ممارسات الجنس الآمن والتواصل مع شريكك والتجربة قد تكوِّن آراءك الخاصة حول بلع سوائل شريكك الجنسي المقذوفة.
هل يمكنني حقًا بلع السائل المنوي المقذوف؟
نعم يمكنك، ولكن قبل أن تفعل ذلك أو قبل أن تمارس الجنس الفموي نحن ننصح بأن تقوم أنت وشريكك بالخضوع للفحص للتأكد من عدم وجود إصابة بالأمراض المنقولة بالجنس.
إن كنت أو شريكك غير مفحوصين فنحن ننصح أيضًا باستخدام الموانع المخصصة للجنس الفموي (كالواقي الذكري) والامتناع عن لمس السائل المنوي المقذوف بأي شكل كان.
يتكون السائل المنوي بمعظمه من الماء. كما يحتوي السائل المنوي على حموض أمينية وبروتينات وسكريات كالفركتوز والجلوكوز وأملاح معدنية كالزنك والكالسيوم ويحتوي على فيتامين C و بعض المواد المغذية الأخرى.
إن الحيوانات المنوية تشكل أقل من 1% من السائل المنوي وهي غير موجودة عند الشخص الذي خضع لعملية قطع القناة الدافقة. يعتبر السائل المنوي قابلًا للأكل وإذا تم ابتلاعه فسوف يعبر المريء ليصل إلى المعدة حيث يُهضَم بنفس الطريقة التي يُهضَم الطعام بها.
ذهب بعض الناس إلى حد كتابة كتب وصفات طبخ وصفات مشروبات كحولية تحوي السائل المنوي كأحد المكونات لكن هناك من يشتكي أن بلع السائل المنوي يسبب لهم إزعاجًا، وفي بعض الحالات النادرة قد يكتشف الشخص أنه يملك حساسية تجاه البروتينات الموجودة في السائل المنوي وهي حالة تعرف باسم الحساسية الفائقة للسائل المنوي.
تساهم الخصيتين بحوالي 5% تقريبًا من حجم السائل المقذوف وهذا يتضمن السائل الذي يحيط بالحيوانات المنوية.
يمكننا أن نقوم بحساب كم تحديدًا تشكل الحيوانات المنوية من حجم السائل المنوي عن طريق افتراض حجم حيوانات منوية حية يقارب 2.2×〖10〗^(-11) مل و كثافة سائل منوي تعادل 1جم/مل وكثافة عدد حيوانات منوية حية ليست أعلى من 375 مليون/مل و نفترض كثافة حيوانات منوية حية تماثل كثافة الماء (1 غ/مل) مما يجعل تقدرينا لحجم الحيوانات منوية ب 1% صحيحًا بالحجم و الكتلة.
ما هو مذاق السائل المنوي؟
يختلف مذاق السائل المنوي بشكل كبير من شخص لآخر ويخضع لعوامل أخرى للشخص ذاته كذلك.
إن قلوية السائل المنوي قد تمنحه مذاقًا مرًا و لكن احتوائه على سكر كالفركتوز يدعم الاعتقاد أن مذاقه حلو (يكون السائل المنوي المقذوف من رجل مصاب بمرض السكري غنيًا بالسكريات) و إن احتواء السائل المنوي على الزنك يدعم الاعتقاد أن مذاقه معدني بينما يدعي بعض الناس أن مذاق السائل المنوي مالح.
بِناءً على الأدلة المعتمدة على أقوال الناس فيجب أن يتوقع الشخص أن مذاق السائل المنوي قد يتراوح من شهي إلى عديم الطعم إلى مقرف.
هناك طريقة واحدة فقط لمعرفة الأمر ألا وهي تجربته، كما أن الرجال يستطيعون تذوق مذاق سائلهم المنوي إن كانوا فضوليين.
الطريقة الرئيسية للتحكم بمذاق السائل المنوي هي الحمية الغذائية وبينما الإرشادات قد تنصح بالتركيز على أطعمة محددة تبقى الطريقة الأفضل لتحديد المذاق المرغوب هي التجربة.
قم بالانتباه إلى الحمية الغذائية وإن لم تكن تتذوق سائلك المنوي فقم بالتواصل مع شريكك الجنسي لمعرفة متى يكون مذاقه أفضل أم أسوء.
أنواع الأطعمة وتأثيرها على مذاق السائل المنوي
- الأطعمة التي تعطي السائل المنوي مذاقًا مرًا: القهوة والكحول والتدخين والمارجوانا (قد يكون تاليًا لإنتان بولي أو التهاب بروستات).
- الأطعمة التي تعطي السائل المنوي مذاقا لاذعا: اللحم الأحمر والطعام الدسم ومنتجات الحليب والشوكولا والهليون والبروكلي والسبانخ.
- الأطعمة التي تعطي السائل المنوي مذاقا معتدلا: عدم وجود أي عامل من عوامل المذاق المر و فقط واحد أو اثنين من عوامل المذاق اللاذع.
- الأطعمة التي تعطي السائل المنوي مذاقا خفيفا: الخضار والفواكه (خاصة الأناناس والتفاح) والبقدونس والكرفس والنعنع والفلفل.
- الأطعمة التي تعطي السائل المنوي مذاقًا حلوًا: المشروبات المخمرة طبيعيًا أو شخص مصاب بالسكري أو عدم تحمل السكر.
بعض النصائح لتحلية طعم السائل المنوي تتضمن تناول أو شرب الأطعمة التي تحتوي نسبة عالية من السكر كالفواكه والأناناس بالتحديد وعصير الفواكه.
نصائح آخرى لتحسين الطعم تتضمن تقليل تناول اللحوم وتناول القرفة والليمون والشاي الأخضر.
يوجد بعض المنتجات التي تُسَوَّق تحديدًا لتحسين طعم السائل المنوي عند تناولها ولكن كما هو الحال مع جميع نصائح الحمية التي ذكرت فإن تجربتك الشخصية قد تختلف.
وأخيرا يمكن أن يستخدم الشخص مزلقا حلوًا للتغطية على طعم السائل المنوي أو أن يستخدم واقيًا ئكريًا منكهًا كي لا يحدث أي تلامس مع السائل المنوي على الإطلاق.
ماذا عن الحجم و الكثافة؟
إن الحجم المتوسط للسائل المنوي عند القذف يتراوح بين 2 إلى 5 ملليتر.
بشكل عام يزداد حجم السائل المنوي المقذوف كلما زاد الوقت منذ آخر قذف و كلما كانت تغذية الجسم بالسوائل كافية.
إذا كان السائل مقذوفاً منذ فترة قريبة فتوقع أن يكون السائل متخثراً يمتلك حرارة الجسد و يتمتع بلزوجة زيت محرك موضوع في حرارة الغرفة و يتمتع بكثافة الحليب.
هل فوائد بلع السائل المنوي حقيقية؟
تدعي العديد من المصادر أن لبلع السائل المنوي فوائد صحية لكن أغلب هذه “الفوائد” تأتي من الخرافات والتفسير الخاطىء للدراسات العلمية.
تدعي بعض الخرافات أن للسائل المنوي فعالية في تبييض الأسنان (على الأغلب بسبب احتوائه نسبة عالية نسبيًا من الزنك)، وهو مصدر جيد للبروتين (1/20 من السائل المقذوف هو بروتين) أو أنه منتج غذائي صحي.
لا يقوم السائل المنوي بتبييض الأسنان وإن لم يُتناوَلْ بكميات كبيرة جدًا فمن غير المتوقع أن تناول السائل المنوي يملك أي تأثير على الصحة الغذائية حيث إن السائل المنوي المقذوف الاعتيادي يملك فقط 1 أو 2 سعر حراري وأقل من ½ غرام من البروتين.
اقترحت دراسة معتمدة على الشهادات أجريت عام 2002 أن السائل المنوي قد يكون عاملًا مضادًا للاكتئاب عند امتصاصه في المهبل بينما ربط آخرون بين التعرض للسائل المنوي ومستويات أقل من سرطان الثدي وصحة أفضل بشكل عام بالنسبة للنساء المغايرات جنسيًا. لكنيجب الحذر من التأويل السريع لهذه الاستنتاجات.
اعتمدت هذه الدراسة والعديد من الدراسات المماثلة على الارتباط الإحصائي بين أجوبة المسح الاستصقائي وباستخدام طرق مختلفة من وسائل منع الحمل بدل التعرض للسائل المنوي وقاموا بحصر استنتاجاتهم على العلاقة الجنسية بين المغايرين جنسيًا.
تم اقتراح عوامل بديلة هي سبب ميزات السائل المنوي حيث إن العديد من النساء اللاتي لا تستخدم الواقي الذكري خلال الجنس تكون في علاقة طويلة الأمد أكثر إرضاءً وربما تستخدم وسيلة مختلفة لمنع الحمل أو تتلقى تحريضًا جنسيًا أكثرَ إرضاءً ويحققن نشوة جنسية أفضل.
أما الرجال المثليين جنسيًا واللذين يتعرضون أيضا للسائل المنوي ولابتلاعه يملكون نسبة أعلى من الاكتئاب.
اقترحت إحدى الدراسات أن تاُثير السائل المنوي المضاد للاكتئاب محصور على النساء ولكن هكذا تقييد يجب أن يشجع على الأقل تشكيكنا بخصائص السائل المنوي المضادة للاكتئاب.
هناك ادعاء أخير ولكن مدعوم أكثر علميًا أن التعرض للسائل المنوي الخاص بالأب خلال الحمل يفيد في نجاح الحمل عن طريق تعديل الجهاز المناعي للأم ليتحمل نتاج الحمل بشكل أفضل.
كما أن ادعاء أن بلع السائل المنوي يملك هذه الميزة أيضًا، لكن الأمر يتطلب بحثًا أكثر حول هذا الموضوع لإيضاح كيفية الامتصاص الفموي لمكونات السائل المنوي إلى دم الأم.
في النهاية وباستثناء الأزواج الذين حملوا مؤخرًا فإن أي فائدة صحية قد نجمت عن بلع السائل المنوي هي على الأغلب من منشأ نفسي بالكامل (تأثير بلاسيبو ربما) أو ترتبط على الأقل بالفوائد الصحية للجنس بشكل عام.
تقول بعض المصادر إن السائل المنوي المقذوف يعطي 5-20 سعرة حرارية لكن كي تكون المعلومة هذه صحيحة علينا ببساطة أن نعتبر أن السائل المنوي يملك كثافة وطاقة أكثر بعدة مرات من الحليب (وهذا خاطىء بالتأكيد).
إن حساب المحتوى الحراري للسائل المنوي بِناءً على المغذيات الكبيرة كما فعلت تريسي موريسي Tracie Morrissey و دمج التأثيرات الصغيرة للحموض العضوية ما زال يعطي قيمة تقارب 0.8 سعر حراري لكل 3.4 مل من السائل المنوي المقذوف.
- ترجمة: سيمون العيد
- تدقيق: محمد نور
- تحرير: ندى ياغي
- المصدر