إذا كنت تشرب الكحول، فمن المحتمل أنك على علم ببعض تأثيرات السُّكْر.
الصداع والغثيان والإعياء ليست سوى بعضٍ من تجارب غير سارّة ولكنها شائعة في الصباح التالي.
هل تساءلت يومًا كيف يمكن أن يؤثر السُّكْر على أفكارك وسلوكك؟
يُظهر بحثنا أن السُّكْر قد يؤثر على الوظائف المعرفية الأساسية التي تعتبر مهمة للحياة اليومية.
وجدنا أدلة على وجود ضعف في الذاكرة (على المدى القصير والطويل)، وخلل في الحفاظ على الانتباه والمهارات النفسية الحركية.
لكن الأداء في بعض أنواع عمليات التفكير -مثل القدرة على توزيع الانتباه بين المهام- لم يظهر تراجعًا عامًّا بعد ليلة من الاستهلاك الشديد للكحول.
إن التدهور الذي يسببه الإفراط في شُرب الكحول له آثار على الكثير منّا -من الآباء إلى أخصائيي الرعاية الصحية والمعلمين وأصحاب الأعمال.
عند الإشارة إلى الذاكرة، يعتبر الطلاب مثالًا جيدًا للمجموعة التي تحتاج إلى الاحتفاظ بالمعلومات.
مع ذاكرة فقيرة خلال السُّكْر، قد تعتقد أنه من الحكمة أن يبتعد الطلاب عن الشُّرب في ليلة ما قبل الامتحان.
لكننا وجدنا أن الأدلة التي تقارن الأداء في اختبار الاختيار من متعدد لم تُظهر أي فرق بين درجات أولئك الذين كانوا يشربون الكحول والذين لم يشربوا.
عند دراسة هذه المادة في حالة الوعي التام، نجد أن عملية استرجاع المعلومة لا تتأثّر.
وعلى سبيل المقارنة، وجد أنه يمكن أن يكون الجانب التعليمي للذاكرة، بدلاً من التَّذكر، ضعيفًا أثناء حالة السُّكْر.
عندما طلبت الدراسات من المشاركين أن يتعلموا ويتذكروا المعلومات أثناء السُّكْر، كانت ذاكرتهم أكثر ضعفًا.
قد يفسر ذلك سبب عدم تأثر أداء الاختبار نسبيًا -إذ تم تعلّم المعلومات بالفعل.
كما يفضل عدم شرب الكحول قبل محاضرة مهمة.
القدرة على التركيز على مهمة واحدة، أو الحفاظ على الانتباه، أمر مهم في كثير من الظروف، فأي شخص يحتاج إلى الحفاظ على ذكائه والانتباه للجرس ولكنه قد يجد هذا صعبًا بعد شُرب الكحول.
قد يكون انخفاض الانتباه المستمر بعد استهلاك الكحول بسبب التعب -من الأعراض الرئيسية والشائعة للسُّكْر.
يمكن أن يؤثر التعب على قدرتنا على الحفاظ على التركيز وخفض الفعاليات العقلية لدينا، ما يجعل الانخراط في المهام أكثر صعوبة.
الحفاظ على الانتباه هو جانب هام من جوانب القيادة
من 19 دراسة راجعناها، ثلاثٌ فقط حددت القدرة على القيادة. نظر أحدهم إلى السرعة التي قضاها الناس أثناء السُّكْرْ ولم يجدوا أي تأثير. لكن دراستين وجدتا ضعفًا في قدرة الفرد على التعامل مع السيارة أثناء الشرب، وقارنت إحدى الدراسات مستوى التدهور عندما يكون الناس ثملين بالنسبة إلى كونهم تحت تأثير الكحول.
وأفاد الباحثون أن تدهورات القيادة المتعلقة بالثمالة تعادل وجود تركيز كحول في الدم يتراوح بين 0.05% و 0.08% (BAC)
إن حدود القيادة تحت تأثير الكحول في معظم الدول الأوروبية هي 0.05% وفي المملكة المتحدة 0.08%.
وهذا يعني أن التدهور المتعلق بالثمالة قد يكون في مستوى غير مقبول حاليًا بموجب القانون أثناء شرب الكحول المفرط.
كما أن اكتشافنا لانخفاض المهارات النفسية الحركية خلال الثمالة قد يسهم أيضًا في إعاقة القيادة بعد تجربة تناول الكحول بكميات كبيرة.
ردود الفعل المتأخرة
تتضمن المهارات النفسية الحركية معالجة المعلومات المتعلقة بالحركة، مثل التنسيق بين اليد والعين.
عندما جمعنا جميع الدراسات في مراجعتنا التي حققت في المهارات النفسية الحركية وجدنا أن زمن الاستجابة قد انخفض خلال فترة الثمالة.
يمكن أن يساهم ذلك في تأخير تصحيح انحراف السيارة أو الاستجابة لسائقين آخرين.
وقد أوضحت مراجعتنا أن نشاطات الدماغ الأساسية لمعالجة المعلومات تتعطل في حال الثمالة.
ولكن ماذا عن عمليات التفكير العليا مثل اتخاذ القرار أو التثبيط أو القدرة على إدارة مزاجنا؟
هنا توجد فجوة خطيرة في الكتابات العلمية، فعلى الرغم من الدعوات لمزيد من البحث لدراسة ضعف عمليات التفكير العليا التي ينطوي عليها إكمال الأهداف (الوظائف التنفيذية) قبل عشر سنوات، فإن القليل من الدراسات قد استكشفت هذا المجال.
إن فهم هذه العمليات يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة لما يقرره بعض الأشخاص من عدم الذهاب للعمل مع آثار الثمالة، أو لماذا يرتبط الجوع بزيادة الصراع مع المشرفين والزملاء وأداء أقل.
من المقدر أن تكلف قيمة الكحوليات من الاقتصاد البريطاني حوالي 2 مليار جنيه استرليني (2.6 مليار دولار أمريكي) سنويًا في حال التغيب وفقدان الإنتاجية، لذا فهذا بالتأكيد شيء يستحق أن نعرفه.
- ترجمة: كنان مرعي
- تدقيق: شادي الباقوري
- تحرير: صهيب الأغبري
- المصدر