نقص الحس هو المصطلح الطبي للخَدَر الذي يُعرف بأنه فقدان الإحساس. قد ينطوي أيضًا على إحساس بالوخز كالإبر، وله أسباب متعددة تتضمن بعض الأمراض العصبية والآثار الجانبية للأدوية ونقص المغذيات.
يشير نقص الحس إلى فقدان جزئي أو كلي للإحساس في جزء من الجسم، وقد لا يشعر المريض بوضع الجزء المخدر من الجسم وموقعه بدقة، وقد لا يشعر أيضًا بما يلي:
- الألم.
- درجة الحرارة.
- الاهتزاز.
- اللمس.
ينتج نقص الحس عمومًا عن إصابة في الأعصاب أو تهيّجها، وقد ينتج هذا الضرر عما يلي:
- رضّ من ضربة أو سقوط.
- اضطرابات استقلابية وغديّة، مثل مرض السكري.
- الضغط الذي يسبّب تورمًا.
- الضغط على العصب، من الحركات المتكررة، أو في أثناء الجراحة، أو من الورم.
- العدوى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض لايم.
- التخدير الموضعي في إجراءات طب الأسنان.
- بعض الأدوية أو السموم.
- اضطرابات الأعصاب الوراثية.
- انخفاض تروية الأعصاب.
- حقن إبرة حول العصب.
قد يشير نقص الحس أحيانًا إلى حالة كامنة خطيرة مثل مرض السكري أو اعتلال الأعصاب، لكنّه غالبًا ما ينتج عن أسباب بسيطة غير خطيرة، مثل الجلوس مع تقاطع الساقين لفترة طويلة. وينبغي طلب الرعاية الطبية الطارئة فور ظهور أعراض التنميل المفاجئة، أو إذا ظهرت أية أعراض أخرى مثل صعوبة التنفس.
ما الذي يسبّب نقص الحس؟
قد تؤدي مجموعة واسعة من الحالات إلى نقص الحس في جزء من الجسم. سنورد هنا بعض الأسباب الشائعة أولًا ثم الأقل شيوعًا ثم النادرة.
مرض السكري:
قد يكون التنميل مؤشرًا على اعتلال الأعصاب السكري (خاصة في القدمين). إذا كان الشخص مصابًا بداء السكري ولم تُراقب نسبة السكر في الدم، فقد يتسبّب ذلك في نقص الحس في:
- الأصابع.
- اليدين.
- القدم.
- أصابع القدم.
يؤدي التنميل في القدمين إلى فقدان التوازن أو إصابتهما برضوض دون الشعور بالضّرر. من المهم تدبير مرض السكري حتى لا يصل إلى مرحلة اعتلال الأعصاب.
التصلب المتعدد
التنميل هو أحد الأعراض الشائعة للتصلب المتعدد، ويُعتقد أن مرض التصلب العصبي المتعدد ينجم عن تلف غمد المايلين الذي يحمي الألياف العصبية. قد يكون التنميل في الذراعين أو الساقين أو جانب واحد من الوجه من الأعراض المبكرة لمرض التصلب العصبي المتعدد.
التهاب المفاصل
يصيب التهاب المفاصل عادةً المفاصل بين العظام، ولكن بعض أنواع التهاب المفاصل قد تضغط على الأعصاب في اليدين والمعصمين مسببة التنميل والتيبس.
وداء الفقار العنقي (التهاب المفاصل في الرقبة) هو حالة شائعة تنجم عن التنكّس التدريجي للغضاريف والعظام في مفاصل العمود الفقري الرقبي، وقد يسبّب خدر في الكتفين والذراعين. ويعاني ما يقرب 90% ممن بلغوا الستين درجةً معينةً من داء الفقار العنقي، لكن ليس جميعهم على دراية بالأعراض.
متلازمة النفق الرسغي
تحدث متلازمة النفق الرسغي عندما يزيد الضغط على العصب الناصف (المتوسط) في المنطقة التي يمر فيها عبر المعصم من جهة راحة اليد، وهو العصب الذي ينقل الإحساس من الأصابع والإبهام؛ لذا قد يشعر المريض بالخدر والألم في يده المصابة. وقد تنتج أذية العصب المتوسط عن:
- حركة متكررة من المعصم.
- وضعية سيئة للمعصمين في أثناء استخدام لوحة المفاتيح.
- الاستخدام الطويل للأدوات التي تسبب الاهتزاز، مثل آلات ثقب الصخور.
ترتبط متلازمة النفق الرسغي أيضًا ببعض الحالات الطبية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
متلازمة النفق الزندي
قد يؤدي الضغط الإضافي على العصب الزندي المارّ من العنق إلى المعصم إلى نقص الحس. عادةً ما يكون هذا نتيجة حركة الذراع أو اليد المتكرّرة أيضًا.
عندما يُضغَط العصب بالقرب من المرفق، فإنه يعرف باسم متلازمة النفق المرفقي، أما إذا كان الضغط من جهة المعصم، فإنه يعرف باسم متلازمة النفق الزندي.
ظاهرة رينود
تتضمن ظاهرة رينود حصر تدفق الدم إلى أصابع اليدين أو أصابع القدمين أو الأذن أو الأنف. عندما تتقبّض الأوعية الدموية، قد تتحول الأطراف إلى اللون الأبيض وتصبح باردةً، وقد تفقد الشعور. ويوجد نوعان من رينود:
- البدئية: عندما تكون حالة رينود لوحدها، وليست تظاهرًا عن مرض آخر.
- الثانوية: التي ترتبط بحالات أخرى مثل:
- قضمة الصقيع (التثليج).
- التهاب المفاصل.
- أمراض المناعة الذاتية.
- مذل الفخذ العصبي
هو حالة تسبب التنميل والوخز في الفخذ، ينتج عن انضغاط العصب الجلدي الفخذي الوحشي الذي يعصّب سطح الفخذ الخارجي حسيًا، وتُسمّى أيضًا بمتلازمة برنهارد روث. وقد يكون سبب هذا الانضغاط:
- الرض.
- ارتداء ملابس ضيقة.
- الحمل.
- الوقوف لفترات طويلة.
- الكيسة العقدية
الكيسة العقدية هي تبارز على وتر أو مفصل تحت الجلد، تكون مليئةً بالسوائل وعادة ما توجد على اليد أو المعصم. وهي حالة شائعة وغير سرطانية. إذا كانت قريبةً من العصب، فقد تضغط عليه مسببةً الخدر.
الأورام
قد تسبّب الأورام التي تضغط على الأعصاب نقص الحس في المنطقة المصابة. ومن الأمثلة:
- الأورام التي تؤثر في الأعصاب القحفية قد تسبب خدرًا في الوجه.
- الأورام التي تؤثر في الحبل الشوكي قد تسبب خدرًا في الذراعين والساقين.
- الأورام في القشرة الدماغية قد تسبب نقص الحس على جانب واحد من الجسم.
ومن الأسباب الأقل شيوعًا
الآثار الجانبية للمخدرات والأدوية
قد تسبب بعض الأدوية نقص الحس في جزء من الجسم، تشمل الأمثلة:
- أدوية القلب وضغط الدم مثل الأميودارون.
- أدوية السرطان مثل سيسبلاتين.
- أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.
- المضادات الحيوية مثل: ميترونيدازول، الفلوروكينولونات.
- مضادات الاختلاج مثل الفينتوئين.
- بعض أدوية التخدير.
- إجراءات طب الأسنان
قد ينجم الخدر أحيانًا بوصفه أثرًا جانبيًا لإجراءات الأسنان التي تتطلب التخدير، تكون أذية الأعصاب والخدر الناتج بسبب حقن الإبرة أو التخدير، وقد يتسبب نوع التخدير الموضعي المستخدم في نقص الحس.
داء هبوط الضغط الجوي
يحدث داء هبوط الضغط عندما ينخفض الضغط الجوي المحيط بالجسم بسرعة. يؤدي هذا إلى نشوء فقاعات هواء في الدم، تسبب تخربًا في الأوعية الدموية والأعصاب. ويتعرض لذلك الفئات التالية:
– الغواصون في أعماق البحار.
- متسلّقو القمم العالية.
- رواد الفضاء الذين يغيرون بيئات الضغط بسرعة كبيرة.
من المهم الحصول على المساعدة الطبية في أقرب وقت ممكن إذا كان الشخص يشكّ في داء هبوط الضغط.
- نقص فيتامين ب 12.
- نقص المغنيزيوم.
- نقص الكالسيوم.
- لدغات الحشرات.
- مرض شاركو ماري توث.
هو اضطراب عصبي وراثي في الجهاز العصبي المحيطي، تؤثر أعراضه الرئيسة في الساقين والقدمين. وتظهر الأعراض عادةً في سنوات المراهقة.
متلازمة مخرج الصدر
المخرج الصدري هو المنطقة الواقعة بين عظمة الترقوة والضلع الأول، تسبب متلازمة مخرج الصدر نقص الحس في الذراعين والأصابع، وينتج عن ضغط الأعصاب أو الأوعية الدموية في الرقبة وأعلى الصدر.
ومن الأسباب النادرة
ورم العصب السمعي
هو ورم دماغي نادر وحميد قد يسبب ضغطًا على الأعصاب القحفية، قد تشمل الأعراض المحتملة ألمًا في الأسنان وشعورًا بالخدر والتنميل.
الآثار الجانبية للجراحة
أُبلغ في بعض الحالات عن نقص الحس بوصفه أثرًا جانبيًا غير شائع في أنواع معينة من الجراحة، ومنها:
- وضع صفيحة لكسور الترقوة.
- ترقيع الأنسجة في الرباط الصليبي الأمامي للركبة.
- جراحة الكتف التنظيرية.
اقرأ أيضًا:
متلازمة النفق الزندي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الحس المرافق: حين تسمع الألوان وترى الأصوات وتتذوقها!
ترجمة: لمك يوسف
تدقيق: ألاء ديب
مراجعة: محمد حسان عجك