ربما كان نزع مخالب القطط المنزلية لمنعها من خدش الأشخاص وأثاث المنزل أمرًا مثيرًا للجدل، وقد حُظر نزع مخالب القطط في بعض البلدان وبعض مناطق الولايات المتحدة.
لم تقتصر تلك العملية على القطط المنزلية فحسب، إذ أجرى الباحثون دراسة جديدة على تأثير نزع المخالب في أنواع القطط الكبيرة مثل الأسود والنمور وغيرها، ووجدوا أن إزالة مخالبها بالطريقة الخاطئة قد يؤثر سلبًا في قدرتها العضلية، مقارنةً بأقرانها الأصغر حجمًا.
قد يسبب نزع المخالب آلامًا في المخالب، وآلامًا في الظهر، والإصابة بالعدوى ونخر الأنسجة، وقد تكون سببًا في جعل مشية القطط عرجاء. أيضًا، فإنها تغير الطريقة التي تلامس بها قدم القط الأرض، وتسبب ألمًا يشبه ارتداء أحذية غير مناسبة.
أيضًا، تؤدي إزالة المخالب بصورة غير صحيحة إلى نموها من جديد مسببةً تلفًا في الأعصاب ونتوءات في العظام.
مع أن التعديل الجراحي على الحيوانات يُعد إجراءً غير قانوني في الولايات المتحدة، فإن نزع المخالب ما زال يُجرى على القطط الكبيرة مثل الأسود والنمور، ذلك من أجل إتاحة التعامل مع الأشبال على نحو آمن عندما تسمح الفرصة لالتقاط الصور، أو لأغراض ترفيهية.
جاء في البحث: «قد لا يدرك بعض الأشخاص أن نزع مخالب القطط لا يشبه تقليمنا لأظفارنا، إذ يتكون كل إصبع من أصابع القط من ثلاث عظام، تمامًا كما في أصابع الإنسان، ويُعد نزع المخالب في الواقع قطعًا للعظمة الثالثة من إصبع القط حيث المفصل».
درس الباحثون التشريح العضلي لنحو عشرة أنواع من القطط، وتشمل قط البوبكات «الوشق الأحمر» وقط السيرفال والقط الأمريكي «الأوسلوت»، وصولًا إلى الأسود والنمور، لتحديد تأثير نزع المخالب في عضلات قوائمها.
قاس الباحثون كثافة العضلات وكتلتها، وفحصوا ألياف العضلات لدى أنواع القطط الهجينة ذات المخالب وأخرى منزوعة المخالب. وجدوا أنه في الأنواع الأكبر حجمًا، أدى نزع المخالب إلى ضعف عضلاتها بنسبة 73٪، في العضلات التي تثني الساعد، إذ تساعد هذه العضلات على إخراج المخالب.
وجد الباحثون أيضًا أن قوة القائم الأمامي عمومًا انخفضت بنسبة 46% إلى 66%، اعتمادًا على حجم الحيوان، وأن العضلات الأخرى لا تعوض هذا الانخفاض.
قالت لارا مارتينز، الباحثة في جامعة كارولينا الشمالية، المؤلفة الرئيسية للبحث: «عند التفكير بشأن ما قد يسببه نزع مخالب القطط المنزلية وظيفيًا، ستسمع عن التغيرات التي تطرأ على تحركات القطط، مثل الخدش أو المشي أو استخدام صندوق الفضلات، لكن عندما يتعلق الأمر بالقطط الكبيرة، فإن مزيدًا من القوة تكمن في مخالبها، فإذا حاولنا تغييرها فمن المحتمل أن تكون التأثيرات أخطر».
تزداد مساحة منطقة القدم بمعدل أبطأ من كتلة الجسم -التي تتناسب مع الحجم- ما يعني أن حجم المخلب وكتلة الجسم لا يتزايدان بنسبة متماثلة. لذا فإن القطط الأكبر حجمًا لها أقدام أصغر مقارنةً بحجم الجسم، ومن ثم تتحمل أقدامها ضغطًا أكبر.
أضافت مارتينز: «من الناحية الميكانيكية الحيوية، فإن نزع المخالب له تأثير أخطر من الناحية التشريحية في الأنواع الأكبر حجمًا، إذ تعتمد القطط الكبيرة أساسًا على أطرافها الأمامية، فهي تتحمل معظم وزنها وتستخدمها في قتالها مع فريستها، التي تكون غالبًا أكبر حجمًا».
جاء في البحث: «إن واجبنا بوصفنا علماء، توثيق آثار هذه الجراحة على الحيوانات على نحو موضوعي، لكن من الصعب تجاهل الطرق الوحشية التي تتم بها تلك العمليات، وينبغي ألا نسمح بإيذاء تلك القطط وغيرها من الحيوانات الرائعة بهذه الطريقة».
اقرأ أيضًا:
داء خدش القطط: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
تشكّل كرات الشعر في بطن القطط: الأسباب والأعراض والعلاج
ترجمة: ياسين أحمد
تدقيق: ريمي سليمان
مراجعة: أكرم محيي الدين