أطلقت وكالة الفضاء الأميركية ناسا بالتعاون مع سبيس إكس أول رحلة خاصة إلى محطة الفضاء الدولية، وقد انطلقت هذه المهمة من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، باستعمال صاروخ من طراز سبيس إكس 9 مع كبسولة كرو دراغون إنديڤور، وطاقم مكون من 4 أفراد من شركة آكسيوم سبيس. أشادت وكالة ناسا بهذه الشراكة وأهميتها الكبيرة، إذ إنها خطوة رئيسية لتسويق هذه المنطقة من الفضاء، المعروفة باسم «المدار الأرضي المنخفض».
أشاد رئيس وكالة ناسا «بيل نيلسون» بهذه المهمة، إذ صرّح: «لا تقتصر أهداف الرحلة على السياحة وزيارة محطة الفضاء الدولية والقيام بالأبحاث العلمية، بل نعمل على نقل الأعمال التجارية من على الأرض إلى الفضاء».
أما طاقم هذه الرحلة، التي أطلقتها وكالة ناسا الفضائية بالتعاون مع سبيس إكس، فيتكون من أربعة أشخاص، إذ يتولي رائد الفضاء السابق في وكالة ناسا «مايكل لوبيز» القيادة، وهو مواطن مزدوج الجنسية، يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسبانية، وقد زار الفضاء في أربع مناسبات سابقة طوال فترة عمله التي امتدت عشرين عامًا. انضم إلى لوبيز ثلاثة من زملائه: الأميركي لاري كونر، والكندي مارك باثي، والإسرائيلي إيتان ستيب.
يبلغ سعر التذكرة لمن يريدون زيارة الفضاء على متن هذه الرحلة 55 مليون دولار، لكن هدف هذه الرحلة ليس السياحة بالكامل، بل سيُجرى العديد من الأبحاث العلمية خلال هذه المهمة، التي تنفذها وكالة ناسا بالتعاون مع سبيس إكس. من الأبحاث العلمية التي ستجرى: عرض تكنولوجي لمعهد ماساتشوستس لتكنولوجيا الطبقات الذكية، يتمثل في حشد من الروبوتات القادرة على أن تتجمع ذاتيًا في الفضاء.
وستُجرى أيضًا بعض الأبحاث الطبية، إذ ستستخدم الخلايا الجذعية السرطانية لزراعة الأورام الصغيرة، واستغلال بيئة الشيخوخة المتسارعة في الجاذبية الصغرى لتحديد التغيرات المبكرة في تلك الأورام. تُعَد هذه التجربة من أهم التجارب العلمية الطبية، التي ستساعد على تحسين آلية الكشف المبكر عن السرطان على الأرض.
صرح مدير العمليات في شركة آكسيوم سبيس «ديريك هاسمان» في مؤتمر صحفي قبيل انطلاق البعثة: «الفرق بين هذه الرحلة والرحلات السابقة إلى محطة الفضاء الدولية أن صعود رجالنا إلى هناك لن يكون بقصد السياحة والتقاط الصور ومشاهدة الفضاء فحسب، بل يوجد جدول منظم للمهام والأبحاث والتجارب التي سيجرونها».
أيضًا، يخطط المستثمر إيتان ستيب لتأبين مواطنه وصديقه إيلان رامون، الذي يُعد أول رائد فضاء إسرائيلي، والذي لقي مصرعه في كارثة مكوك الفضاء كولومبيا عام 2003.
سيعمل طاقم شركة آكسيوم سبيس مع طاقم محطة الفضاء الأميركية، المؤلف بدوره من مجموعتين: مجموعة من الجانب الأميركي مؤلفة من ثلاثة أميركيين وألماني، وأخرى من الجانب الروسي مؤلفة من ثلاثة روس.
تأسست شركة آكسيوم سبيس عام 2016، وتُعد إحدى الشركات الفضائية الطموح، وتهدف إلى إطلاق محطة فضاء خاصة بها في المستقبل القريب. تعتبر الشركة أن الرحلات التي تقوم بها بالتعاون مع وكالة ناسا الفضائية هي تمهيد لهدف أكبر.
من المقرر إطلاق الوحدة الأولى من محطة الفضاء الخاصة بشركة آكسيوم سبيس عام 2024، ومن المخطط ربط هذه المحطة بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن تحلق مستقلةً بحلول عام 2030.
اقرأ أيضًا:
المجال المغناطيسي القوي قد يكون تفسيرًا لأحد أسرار قمرنا
ترجمة: يزن دريوس
تدقيق: محمد سمير