في حين نبذل وسعنا لمكافحة انتشار جائحة كوفيد-19، ما زلنا نتطلع إلى البعثات الفضائية القادمة، وأهمها هذا الصيف المروحية التي سترسلها ناسا إلى سطح المريخ على متن المركبة برسيفيرانس.
لكن لا تتخيل مروحية بالحجم المعروف، فهي مركبة قابلة للتحكم من بُعد، يبلغ قطر مروحتها 1.2 متر فقط، ومن المقرر أن تُجري خمس جولات طيران في أثناء البعثة التي ستستمر 30 يومًا. وفي حين سترافق المروحية المركبة الجوالة برسيفيرانس في استكشاف المواقع الهامة، تظل مهمتها الأساسية هي إثبات إمكانية تطبيق هذه التقنية، إذ ستكون أول جسم طائر أثقل من الهواء يحلق على كوكب آخر.
أدلى كبير مهندسي المروحية بوب بالارام حديثًا عن تحول المشروع من فكرة خيالية إلى واقع، إضافةً إلى ما واجه الفريق من تحديات حتى هذه المرحلة، وما سيواجهه منها لاحقًا.
وصرحت مديرة المشروع ميمي أونغ: «إن بوب هو مخترع مروحيتنا المريخية، لقد ابتكر تصميمها وعمل على تنفيذه، وأشرف على شتى مراحل التصميم والتطوير والاختبار، وكلما واجهتنا عقبة تقنية -وهذا حدث كثيرًا- لجأنا إلى مساعدته، ولم تخل جعبته من الحلول الممكنة للمضي قدمًا، ولم تستعص عليه أي مشكلة حسبما أذكر».
زُودت المروحية بألواح شمسية لشحن بطاريات أيون الليثيوم فيها، وبسخان لتدفئتها في البرد القارس ليلًا، إذ ستحلق وحدها في ظروف لم تمر بها أي مركبة طائرة على الأرض قط. للمقارنة، يبلغ الضغط الجوي على سطح المريخ 1% فقط من الضغط الجوي للأرض، لذا فالطيران فوقه بأمتار قليلة سيشبه الطيران على ارتفاع 30 كيلومترًا فوق سطح الأرض.
ستنطلق البعثة من خليج كيب كانافيرال بولاية فلوريدا في يوليو المقبل، ويُتوقَع أن تصل إلى الكوكب الأحمر في فبراير التالي له، حيث ستهبط في فوهة جيزيرو الصدمية. لكنها لن تبدأ جولتها الأولى مباشرةً، بل ستمر بمرحلة تحضيرية تمتد نحو شهرين ونصف الشهر، قبل أن تحلق للمرة الأولى فوق سطح المريخ.
اقرأ أيضًا:
ناسا تعلن عن بعثة (المريخ 2020).. والتفاصيل مثيرة للاهتمام!
تربة المريخ غريبة جدًا، مشهد من جهود مسبار الخلد
ترجمة: طارق سراي الدين
تدقيق: إبراهيم قسومة
مراجعة: أكرم محيي الدين