في حادثة تُعد الأولى من نوعها، اتهم بالخطأ موقع إخباري محلي مثير للجدل يعمل بالذكاء الاصطناعي المدعي العام الإقليمي بالقتل!

ظهر في وقت سابق من هذا الشهر مقال على موقع هودلاين سان جوسيه -أحد مواقع الأخبار المحلية التي تتبع الشبكة الإعلامية وتنتشر في الولايات المتحدة- بعنوان مروع: «المدعي العام في مقاطعة سان مونتيه مُتهم بالقتل، وجار البحث عن رفات الضحية».

عنوان قاتم للغاية، ناهيك بأن جريمة كهذه ستتصدر غالبًا عناوين الأخبار والصحف الوطنية. يوجد سبب وجيه لعدم انتشارها على نطاق واسع، هناك جريمة قتل بالفعل، لكن المدعي العام لم يرتكبها. ما حدث أن المدعي العام وجه الاتهام لشخص آخر.

ذكر موقع تيك ديرت أن الذكاء الاصطناعي الخاص بموقع هودلاين أخذ منشورًا سابقًا على تويتر، ذكر فيه الحساب الرسمي لمكتب المدعي العام رجلًا محليًا وجه إليه مكتب المدعي العام التهمة. حُرف البيان بشدة لدرجة أنه قال إن المدعي العام نفسه هو الفاعل.

بعد انتقاد الخطأ الكارثي الصادر من موقع هودلاين، عُدل المقال فورًا وظهرت ملاحظة من المحرر أعلى المقال، عزا فيها الخطأ الصادر إلى «وجود خطأ كتابي غيّر المضمون، ما أدى إلى حدوث التباس بين المدعي العام والشخص المتهم في الجريمة، مع أنهما شخصان مختلفان».

من الوارد حدوث بعض الأخطاء في الصحافة، لكن أخطاء الصحفيين لم تبلغ من قبل حد اتهام شخص بريء بجريمة قتل، ناهيك بتوجيه التهمة إلى مسؤول عالي المكانة.

موقع هودلاين، المملوك حاليًا لشركة إعلامية غامضة تُسمى إمبريس 3، تستخدم الذكاء الاصطناعي علنًا لإيجاد محتوى إخباري وعمل مقالات إخبارية، وهذا هو أحدث خطأ ترتكبه مؤسسة إعلامية تحاول استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى رخيص.

يتناقض ذلك مع ما ذكره موقع هودلاين من قبل، أن المحتوى التحريري الخاص بهم يخضع لنسبة من الإشراف البشري.

زعمت الشركة من قبل أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول: «نعد الصحافة علمًا وفنًا إبداعيًا يتطلب بالتأكيد لمسة بشرية. في سعينا لتقديم محتوى إعلامي جذاب، ندمج الذكاء الاصطناعي لدعم وتعزيز عمليات التحرير لدينا».

نُسبت المقالة إلى إيلين فارغاس، وهو أحد الشخصيات العديدة المزيفة التي أنشأها الموقع بواسطة الذكاء الاصطناعي، أثار وجود حشد من الصحفيين المزيفين في موقع هودلاين اهتمامًا واسع النطاق بسبب التنوع العرقي المزيف، إذ يسيطر على الشركة في الواقع أغلبية من الذكور البيض.

قد تنشأ بعض التداعيات على جوجل، إذ تتعامل مع تطبيقات إخبارية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وفقًا لموقع تيك ديرت، اكتُشف المقال الخاطئ عندما ظهرت المقالة في علامة التبويب الخاصة بجوجل نيوز. وكما ذكرنا، مع أن وجود أخطاء هو أمر شائع في مجال الصحافة، فأن تسمح منصة خوارزمية جوجل بترويج اتهامات خاطئة بالقتل هو أمر مثير للدهشة.

يطرح ذلك العديد من التساؤلات. مثلًا، ما القيود التي ينبغي أن تُطبق على موقع إخباري يستخدم معايير تحريرية منخفضة بوضوح، تعتمد على الذكاء الاصطناعي؟ وهل بوسعنا أن نثق في خوارزميات فرز الأخبار لتنقية الموجة القادمة من المحتوى الإخباري المعتمد على الذكاء الاصطناعي؟

من المؤكد أن خطأ كهذا، من غير المحتمل أن يرتكبه مراسل بشري في أثناء تحريره لمقالة، من المحتمل جدًا أن يكون شائعًا في المستقبل، في ظل أن الناشرين يعطون السيطرة الكاملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الرخيصة غير الخاضعة للإشراف تقريبًا.

اقرأ أيضًا:

الناس يقعون في حب الذكاء الاصطناعي، هل يجب القلق؟

هل يمثل الذكاء الاصطناعي خطرًا على البشرية؟

ترجمة: محمد إسماعيل

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر