منذ نحو عام ونصف، أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن مهمة طموحة في الفضاء السحيق لاستكشاف حزام الكويكبات بهدف زيارة سبعة كويكبات مختلفة.
تهدف الإمارات، بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر إلى إطلاق المهمة بحلول عام 2028، وتصورت أن المسبار متابعة مناسبة للإطلاق الناجح والتحليق للبعثة الإماراتية لاستكشاف المريخ، التي وصلت إلى مدار حول المريخ في أوائل عام 2021 لدراسة الغلاف الجوي الرقيق للكوكب الأحمر والتغيرات المناخية الموسمية.
قالت سارة الأميري، رئيسة وكالة الفضاء الإماراتية، عند الإعلان عن المهمة الثانية في البلاد بين الكواكب: « تأخذنا المهمة الجديدة التي نقوم بها لاستكشاف حزام الكويكبات إلى مستوى آخر من التعقيد وتطوير القدرات، وتمثل نقلةً نوعية إلى الأمام لتطوير قطاع الفضاء الإماراتي».
ومع ذلك، لم تذكر بالتفصيل الكويكبات التي زارتها البعثة في عام 2021.
لكن الآن، سنعلم ذلك بفضل الملصق الذي سيُعرض الشهر المقبل في مؤتمر الكويكبات والمذنبات والنيازك في أريزونا.
بعد القيام برحلات جوية بمساعدة الجاذبية لكوكب الزهرة والأرض والمريخ، ستزور المركبة الفضائية سبعة كويكبات من الحزام الرئيسي، ستة منها ستكون مواجهات عالية السرعة قبل الالتقاء في نهاية المطاف بالكويكب 269 جوستيتيا.
- التحليق قرب: 10253 ويستيروالد
- التحليق قرب: 623 شيما ايلا
- التحليق قرب: 13294 روكوكس
- التحليق قرب: 88055
- التحليق قرب: 23871
- التحليق قرب: 59980
- التقاء بالكويكب: 269 جوستيتيا
الكويكب المسمى 269 جوستيتيا كبير نوعًا ما، ويبلغ قطره نحو 53 كيلومترًا.
ولعل الأمر الأهم أن لون الكويكب ضارب إلى الحمرة، كما اكتشفه علماء الفلك قبل عامين فقط بواسطة مرفق تلسكوب الأشعة تحت الحمراء والمرصد الفلكي لجامعة سيول الوطنية.
من المحتمل أن يكون هذا اللون بسبب وجود مركبات عضوية تسمى الثولين على سطحه.
يوجد الثولين بوفرة على بلوتو والأجسام الجليدية الأخرى في النظام الشمسي الخارجي، ومن المحتمل أن 269 جوستيتيا قد تشكل خارج نبتون قبل أن يلتقطه النظام الشمسي الداخلي.
يقول مؤلفو ورقة بحثية مماثلة :«إذا تشكلت جوستيتيا بالفعل في أبعد مناطق النظام الشمسي، فإن البعثة ستوفر لنا مقعدًا في الصف الأمامي لما تبدو عليه الأجسام الكبيرة الموجودة حاليًا خارج نبتون».
تدعو الخطة الحالية إلى حدوث أول تحليق بالقرب من كويكب في عام 2030، مع خمس رحلات طيران إضافية قبل الالتقاء مع 269 جوستيتيا في أبريل 2034.
في هذه المرحلة، ستحدد المركبة الفضائية، باستخدام نظام الدفع الشمسي الكهربائي، تكوين السطح والجيولوجيا، ومجال جاذبية جوستيتيا من خلال مدارات متعددة ذات ارتفاعات متفاوتة.
من وجهة نظر علمية، تسعى مهمة الكويكبات الإماراتية إلى شرح أصل الكويكبات الغنية بالمياه وتطورها على نحو أفضل، وفهم إمكاناتها على أنها مستودعات للموارد لبعثات استكشاف الفضاء السحيق المستقبلية.
إضافةً إلى الإجراء العلمي، هناك هدف آخر وهو المشاركة العامة.
يأمل المسؤولون الإماراتيون أن يلهم هذا المسبار والمهمة السابقة إلى المريخ الجيل الجديد من العلماء والمهندسين في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا:
قد يكون خطر اصطدام كويكبات عملاقة بالأرض أكثر بكثير مما توقعناه
كويكبات حمراء نادرة حول نبتون قد تكشف لنا أسرار نشأة النظام الشمسي
ترجمة: روان علي
تدقيق: باسل حميدي