وُلِدَ إيلون ريف ماسك من أم كندية وأب جنوب أفريقي في عام 1971 في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا وترعرع فيها.
امتلك أول حاسوب له عندما كان في سن العاشرة من العمر.
قام إيلون الصغير بالاعتماد على نفسه في تعلّم البرمجة، وقام ببيع أول برنامج حاسوبي له (لعبة تدعى بلاستار) عندما كان عمره 12 عامًا.
في سن الـ17 من عمره في عام 1989، انتقل إلى كندا لكي يدرس في جامعة الملكة، لكنه تركها في عام 1992 لكي يدرس التجارة والفيزياء في جامعة بينسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تخرّج من الجامعة المذكورة بشهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وبقي فيها ليحصل على شهادة بكالوريوس ثانية لكن هذه المرة في الفيزياء.
بعد ذلك قام إيلون بمغادرة بينسلفانيا واتجه إلى جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا ساعيًا لنيل الدوكتوراه في فيزياء الطاقة.
ورغم ذلك، فإن انتقاله هذا تواقت مع ظهور الإنترنت، لكنه ترك أيضًا جامعة ستانفورد بعد يومين من الدوام فقط ليصبح جزءًا منها بإطلاقه أول شركة له برعاية الجامعة (شركة زيب 2 “ZIP2”).
“زيب 2″، بكونه عبارة عن دليل المدينة على الإنترنت، كان يوفّر المحتوى للمواقع الجديدة حينها كجريدتي النيويورك تايمز والشيكاغو ترايبيون، وفي عام 1999 قام قسم من شركة حوسبة بشراء “زيب 2” مقابل مبلغ وصل إلى 307 مليون دولار نقدًا وما يعادل 34 مليون دولار من الأسهم.
مقاول مجتهد:
أيضًا في عام 1999، قام ماسك بالمشاركة بتأسيس موقع “X.com” وهي شركة خدمات ومدفوعات مالية على شبكة الإنترنت.
وفي العام التالي دخلت “X.com” بعملية استحواذ كان نتاجها شركة PayPal الشهيرة، والتي تم بدورها الاستحواذ عليها من قِبَل شركة “eBay” مقابل 1.5 مليار دولار من الأسهم، حيث أنه قبل عملية الاستحواذ كان ماسك يمتلك 11% من أسهم PayPal.
مما قاله مُسك: “إذا كنت أحاول حل مشكلة ما، وشعرت بأنني اقتربت من الوصول إلى حل بعض من عناصر هذه المشكلة، عندها أمضي ساعات متواصلة للتفكير في هذا الحل”.
لم يكن مُسك من الأشخاص الذين يكتفون بالعظمة التي حققوها، بل قام بتأسيس شركته الثالثة “شركة تقنية استكشاف الفضاء” أو “سبيس إكس Space X” في عام 2002 بنيّة بناء مركبات فضائية للسفر الفضائي التجاري.
وبحلول عام 2008 كانت “Space X” قد وطّدت أركانها، فمنحتها ناسا عقدًا للتعامل مع نقل الحمولة إلى محطة الفضاء الدولية مع احتمال إضافة نقل رواد الفضاء للعقد في المستقبل، وذلك في محاولة لاستبدال مهمات مكوكات ناسا الفضائية.
وتستمر إنجازات “Space X” العديدة حتى يومنا هذا كما رأينا جميعنا عملية إطلاق صاروخ “فالكون 9” إلى محطة الفضاء الدولية حاملًا إمدادات لها وعودته من الفضاء وهبوطه على المنصة الخاصة به على الأرض لأول مرّة في التاريخ.
الإمكانيات المستقبلية اللامحدودة لاستكشاف الفضاء وعملية الحفاظ على مستقبل الجنس البشري قد أصبحا عماد الأساس لاهتمامات مُسك الثابتة والدائمة بالإضافة طبعًا لرغبته في تحسين الواقع البشري والعمل من أجل الوصول إلى مجتمع بشري واحد علمي متطور ومستمر، ولأجل ذلك أوجدَ مُسك “مؤسسة مُسك” المكرّسة لاستكشاف الفضاء واكتشاف مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، كما أنه مستثمر كبير جدًا في العلوم المختلفة ومراكز الأبحاث والجامعات حول العالم وداعم كبير لها حيث تصل ثروته حاليًا إلى ما يقارب 14.3 مليار دولار تقريبًا.
كما قام بتأسيس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية في عام 2003 والتي تُعنى بتصنيع سيارات كهربائية حديثة تضاهي نظيراتها التي تعمل على الوقود الأحفوري من حيث الميزات والسمات إلا أنها صديقة للبيئة، بالإضافة لتصنيع كافة مستلزمات منتجاتها من السيارات الكهربائية (محطات شحن كهربائية وغيرها).
استمر مُسك في محاولاته لتحويل أفكاره إلى حقيقة، فقام بالاستثمار في فكرة مشروع “الحلقة الفائقة Hyperloop” التي تسعى إلى وصل المدن الرئيسية ببعضها البعض بشبكة مواصلات تخفّض من وقت السفر بشكل جذري وتسهل منه، ورغم التحديات والتشكيكات بإمكانية نجاح هذه الفكرة إلا أن إيلون مُسك تابع فيها بشجاعة ولا زال مصرًا على تحقيقها.
إن إيلون ماسك هو قصة نجاح حقيقية، تفانيه لتوفير مستقبل أفضل للبشرية عبر أفكاره وعلمه وعقله كان طاغيًا على جميع العقبات التي واجهها، وعندما ننظر إليه الآن نرى أنه عقلٌ علميٌ مبدع وشخصٌ ذو إنسانية عالية وطموح كبير وإصرار ثابت.