لن تكون ممارسة الجنس بكثرة الأكثر كفاءة عند البحث عن وسيلة لتعزيز مستوى السعادة؛ إذ توصلت دراسة بحثية جديدة إلى وجود رابط عكسي بين كثرة ممارسة الجنس ومعدل سعادة الفرد في ظروف معينة.
قسم الباحثون الأزواج المشاركين بدراسة استمرت ثلاثة أشهر إلى مجموعتين؛ مجموعة يجب عليهم مضاعفة معدلات ممارستهم الجنس أسبوعيًا، بينما ظلت المجموعة المرجعية على حالها. لاحظ الباحثون انخفاض معدل سعادة الأزواج بالمجموعة الأولى بحلول نهاية مدة الدراسة، مقارنة بحالهم عند بدايتها.
وهو ما عبر عنه أستاذ الاقتصاد وعلم النفس في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبرغ، جورج لوينشتاين، والباحث الرئيسي في الدراسة بقوله: «أمر مفاجئ ومخيب للآمال؛ إذ توقعنا تحمس الأزواج لفكرة ممارسة الجنس بكثرة والاستمتاع به، والنظر إليه كوسيلة لتقوية العلاقة بينهم. ولكن على النقيض من ذلك، لاحظنا أن المجموعة التي مارست الجنس بكثرة وجدت به متعة ضئيلة وتمنت لو أنها لم تمارسه بهذا القدر، بل أبلغوا عن شعورهم بسعادة أقل».
وضح لوينشتاين أنه لا ينبغي الإسراع في استنتاج أن كثرة ممارسة الجنس تجعل الفرد أقل سعادة، فقد يكمن السبب في أنهم وُجهوا للقيام بذلك، ما أفسد متعته.
يوضح لوينشتاين أيضًا: «ممارسة الفرد بالشيء بناءً على رغبته يختلف عن تلقيه أمرًا به؛ إذ يتدخل ذلك في قدر المتعة التي يلقاها منه لدرجة كبيرة».
هناك عدد لا يحصى من الدراسات التي سجلت وجود رابط بين ممارسة الجنس ومعدل سعادة الفرد. منها دراسة تحليلية أجريت على 16000 ألف بالغ أمريكي أعرب منهم من مارس الجنس مرات عدة عن كونه أصبح أكثر سعادة. وبدراسة أخرى وُجد رابط بين الشعور بالسعادة في العلاقة عامةً، وبين كثرة النشاط الجنسي.
تظل هذه الأبحاث ارتباطية؛ فمن غير الواضح ما إذا كان الجنس هو مصدر هذه السعادة كليًا أو ما إن تدخلت عوامل أخرى في ذلك، مثل الحالة الصحية للفرد وطبيعة شخصيته.
حاول الباحثون أن يكونوا أكثر تحديدًا في الدراسة الحديثة باستنباط وجود رابط بين معدل النشاط الجنسي وسعادة الفرد. فاختاروا من بين الأزواج الذين يتمتعون بحالة صحية جيدة 128 فردًا، تراوحت أعمارهم بين الـ 35 والـ 65 عامًا، للمشاركة في عدد من الاستبيانات التي تناولت مسوحات للشخصية والمشاعر والرغبة الجنسية في بداية الدراسة ونهايتها، بالإضافة إلى استقصاء يومي لمساعدة الباحثين على مراقبة التغيرات الطارئة طوال فترة البحث.
جاءت النتائج معاكسة لتوقعات لوينشتاين؛ إذ شعر الأزواج الذين تلقوا تعليمات لممارسة الجنس بكثرة بسعادة أقل بحلول نهاية الدراسة.
يظل الجنس أمرًا جوهريًا لعلاقة زوجية ناجحة وصحية، وهو ما صرح به لوينشتاين.
وأضاف: «صنف العديد من الأفراد الجنس على أنه أكثر الأنشطة متعةً، إضافةً إلى أنه مفيد للصحة ويساعد على حرق بعض السعرات الحرارية».
اقرأ أيضًا:
هل تشعر بالسوء بعد ممارسة الجنس؟ دراسة جديدة عن انزعاج ما بعد الجماع
لماذا شعور ما بعد ممارسة الجنس أفضل من الممارسة ذاتها؟
ترجمة: سامية الشرقاوي
تدقيق: بشير حمّادة