الميلاتونين: هرمون ومكمل غذائي، يشيع استخدامه للمساعدة على النوم. يُعد الميلاتونين آمنًا، ولكن شعبيته المتزايدة أثارت بعض المخاوف. ترجع المخاوف المتعلقة باستخدام الميلاتونين إلى نقص الأبحاث حول آثاره على المدى الطويل بوصفه هرمونًا.
سنذكر في هذه المقالة الآثار الجانبية المحتملة لمكملات الميلاتونين.
ما الميلاتونين؟
هرمون عصبي تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ، خاصةً في الليل، إذ يهيئ الجسم للنوم ويسمى أحيانًا هرمون النوم أو هرمون الظلام.
تُستخدم مكملات الميلاتونين للمساعدة على النوم، وتحسين جودته، وزيادة مدته. مع ذلك، ليست فعالة مثل الأدوية المنوّمة الأخرى.
النوم ليس الوظيفة الوحيدة في الجسم التي يؤثر فيها الميلاتونين، إذ يؤدي هذا الهرمون دورًا في دفاعات الجسم المضادة للأكسدة ويساعد على تنظيم ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم ومستويات الكورتيزول والوظيفة الجنسية والمناعية.
يتوفر الميلاتونين في الولايات المتحدة من دون وصفة طبية،
ومنذ يونيو عام 2021، أصبح متوفرًا أيضًا في أستراليا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عامًا.
في معظم الدول الأوروبية، يحتاج هذا الدواء إلى وصفة طبية، ويُسمح باستخدامه فقط لكبار السن الذين يعانون اضطرابات في النوم.
هل للميلاتونين أي آثار جانبية؟
تُحقِّق بعض الدراسات عن أمان الميلاتونين، ولم تجد أي آثار جانبية خطيرة، ولم يظهر أي أعراض انحطاط أو إدمان.
قد تقلل مكملات الميلاتونين من الإنتاج الطبيعي للميلاتونين في الجسم، وهذا ما يشعر بعض الأطباء بالقلق، ولكن تشير الدراسات قصيرة المدى إلى عدم وجود مثل هذه التأثيرات.
أبلغت عديد من الدراسات عن أعراض عامة، وتتضمن: الدوار والصداع والغثيان والهيجان، وهذه الأعراض شائعة أيضًا عند استخدام العلاج الوهمي، ولا يمكن أن تُنسب إلى الميلاتونين فحسب.
عمومًا، تُعد مكملات الميلاتونين آمنة على المدى القصير، حتى عند تناولها بجرعات عالية جدًا، ولكن يجب إجراء مزيد من البحث حول استخدامه الآمن على المدى الطويل، خاصة عند الأطفال.
استخدام الميلاتونين للأطفال
أحيانًا، يعطي الآباء مكملات الميلاتونين للأطفال الذين يعانون صعوبة في النوم .مع ذلك، لم توافق إدارة الغذاء والدواء على استخدامه ولم تقيّم أمانه عند الأطفال.
في أوروبا، تُوصف مكملات الميلاتونين للبالغين فقط، ولكن سلطت دراسة نرويجية الضوء على الاستخدام المتزايد للميلاتونين عند الأطفال.
لا يوجد سبب محدَّد للقلق، إذ يتردد عديد من الخبراء في التوصية بهذا المكمل للأطفال، وينبع هذا التردد جزئيًا من آثاره المحتملة، والتي لم تُوضّح تمامًا.
يُعد الأطفال أيضًا مجموعة حساسة، إذ لا يزالون في طور النمو والتطور، ونحتاج إلى دراسات طويلة الأمد قبل إمكانية استخدام الميلاتونين بأمان تام عند الأطفال.
النعاس في أثناء النهار
إذا رغب الشخص في النوم، فيجب تناول مكملات الميلاتونين مساءً، أما عند تناولها في أوقات أخرى من اليوم، فقد تسبب نعاسًا غير مرغوب فيه.
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن النعاس هو وظيفة الميلاتونين الأساسية والمقصودة، وليس من آثاره الجانبية.
النعاس مشكلة محتملة لدى الأشخاص الذين لديهم معدل استقلاب منخفض للميلاتونين، ما يؤدي إلى إطالة الوقت الذي تبقى فيه مستويات الميلاتونين مرتفعة بعد تناول المكملات.
هذه ليست مشكلة عند معظم البالغين الأصحاء، ولكن أُبلغ عن انخفاض في معدل الميلاتونين لدى كبار السن والرضع.
إن إعطاء مكملات الميلاتونين أو حقن الميلاتونين في أثناء النهار، لا يؤثر في القدرة على الحفاظ على التركيز.
لم تجد الدراسات التي أُجريت على الأشخاص الأصحاء الذين حُقنوا بنحو 10-100 ملليغرام من الميلاتونين، أو تناولوا 5 ملليغرام عبر الفم أي تأثير في زمن الاستجابة أو الانتباه أو التركيز أو تحفيز الأداء مقارنةً بالعلاج الوهمي .
نحتاج إلى مزيد من الدراسات قبل أن يتمكن العلماء من فهم آثار مكملات الميلاتونين في النعاس في أثناء النهار.
مخاوف أخرى حول استخدام الميلاتونين
طُرحت عديد من المخاوف الأخرى، ولكن لم يُجرى بحث شامل في معظمها:
- التداخل مع الحبوب المنومة. وجدت إحدى الدراسات أن تناول الزولبيديم مع الميلاتونين أدى إلى تفاقم الآثار الضارة للزولبيديم في الذاكرة والقوة العضلية.
- انخفاض درجة حرارة الجسم. يسبب الميلاتونين انخفاضًا طفيفًا في درجة حرارة الجسم، فهي ليست مشكلة بحد ذاتها، ولكنها قد تُحدِث فرقًا عند الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الحفاظ على الدفء.
- تميع الدم. قد يقلل الميلاتونين أيضًا من تخثر الدم. لذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول جرعات عالية من الميلاتونين إذا كان الشخص يتناول الوارفارين أو غيره من مميعات الدم.
كيفية استخدام الميلاتونين
للمساعدة على النوم، تتراوح الجرعة القياسية من 1-10 ملليغرام في اليوم، ولم تُحدد الجرعة المثلى تمامًا.
يجب التأكد من اتباع التعليمات الموجودة على الملصق؛ لأن مكملات الميلاتونين ليست متشابهة جميعها. يجب الأخذ بعين الاعتبار أن جودة المكملات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لا تخضع لمراقبة السلطات الصحية.
يجب أيضًا اختيار العلامات التجارية ذات السمعة الطيبة والموثوقة، مثل: Informed Choice أو NSF International.
لا ينصح كثير من الخبراء باستخدام مكملات الميلاتونين عند الأطفال والمراهقين حتى تؤكد مزيد من الأدلة سلامة استخدامه.
ينتقل الميلاتونين إلى حليب الثدي، لذا يجب على الأمهات المرضعات الأخذ بعين الاعتبار أنه قد يسبب النعاس المفرط في أثناء النهار عند الرضع .
كيف نزيد مستويات الميلاتونين على نحو طبيعي؟
نستطيع زيادة مستويات الميلاتونين دون تناول المكملات، إذ ينبغي أن نطفئ جميع الأضواء في المنزل قبل النوم بساعات قليلة، وتجنب مشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسوب أو الهاتف المحمول.
قد تقلل الإضاءة الاصطناعية من إنتاج الميلاتونين في الدماغ؛ ما يسبب صعوبة في النوم.
نستطيع أيضًا تنظيم دورة النوم والاستيقاظ عبر التعرض لكثير من الضوء الطبيعي في أثناء النهار.
العوامل الأخرى التي تتعلق بانخفاض مستويات الميلاتونين الطبيعية هي الإجهاد والعمل بنظام الورديات.
الخلاصة
ليس للميلاتونين أي آثار جانبية خطيرة، حتى عند الجرعات العالية جدًا. مع ذلك، يتفق معظم الخبراء على وجود الحاجة إلى مزيد من البحث حول سلامة الميلاتونين على المدى الطويل.
يجب على الأفراد الحساسين، مثل الأطفال والنساء الحوامل أو المرضعات، استشارة الطبيب قبل تناول الميلاتونين.
يتمتع الميلاتونين بأمان ممتاز و يساعد على النوم بفعالية كبيرة. لذلك، إذا كان الشخص يعاني قلة النوم، فإن الأمر يستحق المحاولة.
اقرأ أيضًا:
الميلاتونين قد يساعد في علاج التصلب اللويحي
مخاطر تناول الميلاتونين للمساعدة على النوم
ترجمة: شهد شيخ قروش
تدقيق: لين الشيخ عبيد
مراجعة: عبد المنعم الحسين