هل حدث لكِ من قبل عندما تنظرين إلى مرآتكِ، أن تلاحظي تجاعيد أو ترهلًا في بشرتكِ؟

إذن، ما القصة؟ هل نقص مادة الكولاجين في الجلد هو السبب وراء مظهر بشرتكِ غير المثالي؟

قالت طبيبة الأمراض الجلدية شيلبي كيتاربال: «الكولاجين هو البروتين الهيكلي الرئيس في الجلد، يحافظ هذا البروتين على نضارة البشرة ومرونتها. ويوجد في عدة أماكن من الجسم، مثل العظام، والأوتار، والغضاريف».

في مرحلة العشرينيات من العمر، تقل كمية الكولاجين الطبيعي تدريجيًا وبصفة مستمرة، ويعتمد مقدار هذا النقص وسرعته كثيرًا على عوامل بيئية مثل التعرض لأشعة الشمس، والتدخين، والتلوث. وكلما قلت كمية الكولاجين، أصبحت البشرة أكثر جفافًا وتجعدًا.

إذن، ما الحل؟ هل يجب أخذ مكملات الكولاجين؟

تأتي مكملات الكولاجين -التي يروج لها المؤثرون والمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي- بأشكال مختلفة: مسحوق أو كبسولات أو علكة. ولكن لا بد من التفكير جيدًا قبل إدراجها في الروتين اليومي.

شرحت الدكتورة كيتاربال إمكانية ملاحظة فرق ملحوظ عند استخدام مكملات الكولاجين، وقد عرضت أيضًا بعض الطرق الأخرى للحفاظ على صحة البشرة والوصول بها إلى أفضل حال.

هل تنجح مكملات الكولاجين حقًا؟

لا تعد مكملات الكولاجين الخيار الأفضل لتحسين مظهر البشرة ومعالجتها؛ والسبب الرئيسي هو عدم وجود أساس علمي لفاعليتها أو كونها آمنة على البشرة.

لاحظت الدكتورة كيتاربال أن عددًا قليلًا من الدراسات أظهر تحسنًا محدودًا في ملمس الجلد عند استعمال مكملات الكولاجين. ولكن لا بد من التنويه بأن هذه الدراسات جميعها برعاية الشركات المصنعة. ولسوء الحظ، فإن صناعة هذه المكملات غير منظمة، ولها تاريخ سيئ في التغليف غير الدقيق والتلوث الذي قد يصيب المنتجات.

توجد تساؤلات بشأن عدم رواج هذه المكملات، فتقول الدكتورة كيتاربال إن معظم مكملات الكولاجين تُمتص بواسطة الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الكولاجين عبر مجرى الدم إلى الشعر والأظافر والجلد.

يوجد عامل آخر، وهو أن معظم هذه المكملات تُصنع من الكولاجين الحيواني، ومن غير الواضح كون هذا النوع من الكولاجين مشابهًا كفايةً للكولاجين البشري ليكون مفيدًا لنا أم لا.

بعض الفوائد المحتملة لمكملات الكولاجين:

يزعم مستخدمو مكملات الكولاجين أنه قد:

  •  يرطب البشرة.
  •  يحسن مرونتها.
  •  يزيد من سرعة نمو الشعر والأظافر.
  •  يقوي العظام والعضلات.
  •  يخفف من آلام المفاصل.

ولكن لا تدعم الأبحاث بالضرورة فوائد مكملات الكولاجين. لذلك، كم من الوقت ستستغرق مكملات الكولاجين لتعمل؟

عند اختيار استعمالها، فينبغي عدم رفع سقف التوقعات، إذ يمكن أن يستغرق الأمر من 3 إلى 6 أشهر من الاستخدام إلى أن تظهر نتيجة.

هل مكملات الكولاجين آمنة؟

يأتي الشكل العلاجي للكولاجين، الذي يمكن تسميته بببتيدات الكولاجين، من أنسجة الحيوان التي يتخلص منها منتجو اللحوم. تُطحن هذه المادة وتُحول إلى جيلاتين أو مسحوق وتُوضع في كبسولات، أو أقراص تُمضع، إضافةً إلى بعض المنتجات الثانوية الأخرى التي قد لا يُكشف عنها. ومع تزايد عدد حالات الحساسية الغذائية اليوم، يُعد هذا أمرًا بالغ الأهمية للنظر فيه.

الآثار الجانبية لمكملات الكولاجين:

يجب الحذر من أي أعراض جانبية عند استعمال مكملات الكولاجين، وهي قليلة عمومًا، مثل:

  •  الصداع.
  •  الدوخة.
  •  الإسهال.

كيفية استعمال هذه المكملات:

يوجد عدد لا يحصى من خيارات ومنتجات الكولاجين المتاحة. يجب عليك اتباع تعليمات التصنيع المرفقة. ويمكن أن تكون الجرعة اليومية من 2.5 إلى 15 غرامًا.

يمكن أن يُضاف مسحوق الكولاجين إلى الوجبات الخفيفة التي تحتوي على البروتين، أو إلى القهوة أو حتى إلى العصائر.

ينبغي أخد سعر هذه المكملات في الحسبان؛ لأن هذه التجربة قد تكون مكلفةً لكن دون نتائج ملحوظة أو ذات أهمية.

الخلاصة:

قد لا تكون مكملات الكولاجين الخيار الأفضل لجعل البشرة تبدو في أحسن شكل لها. ولكن الدكتورة كيتربال تقول إن هناك عدة خيارات أخرى مثل الإبر المجهرية التي يقوم بها أطباء الجلدية المعتمَدون لتحفيز إنتاج الكولاجين.

قد يقترح طبيب الجلدية أيضًا استخدام المستحضرات القائمة على فيتامين A، مثل التريتينوين (ريفيسا، رينوفا وريتين-أ)، التي أظهرت الدراسات العلمية والممارسة المطولة أنها فعالة. والأكثر أهمية من هذا هو وجود إجراءات صغيرة يمكن القيام بها يوميًا لحماية البشرة.

نصحت الدكتورة كيتاربال قائلة: «فمثلًا، إذا كنتِ ترغبين في إبطاء عملية فقد الكولاجين الطبيعي من جسمك، من الضروري أن تتجنبي المخاطر البيئية التي تساهم في ذلك. ومن المخاطر التي يجب تجنبها، التدخين، ومسببات التلوث الأخرى، يمكنكِ أيضًا استخدام واقي الشمس، وارتداء القبعات والملابس الواقية في أثناء وجودك خارج المنزل».

من المفيد أيضًا استخدام مضادات الأكسدة مثل فيتامين سي وإي للحماية ضد الملوثات. وأخيرًا، من الضروري إبقاء البشرة رطبةً بالإكثار من شرب الماء. هذا يعني شرب ما لا يقل عن 64 أوقية من السوائل يوميًا.

اقرأ أيضًا:

هل تفيد مكملات الكولاجين؟ وما الأطعمة التي تساعد الجسم على إنتاجه؟

ما هو علاج تحفيز الكولاجين (الإبر المجهرية)؟

ترجمة أسماء خالد

تدقيق: تسنيم المنجد

المصدر