انتشر مكعب روبيك عام 1980 في كل مكان، ولا يزال هناك الكثير من الناس المهووسين بذلك الغز الملوّن حتى الآن.
ليحل الإنسان لغز مكعّب روبيك يحتاج لـ 5.55 ثانية كرقم قياسي، بينما يمكن للروبوت أن يفعل ذلك في غضون 3.253 ثانية كما استغرق زعيم حزب العمال (إد ميليباند (Ed Miliband- حوالي الدقيقة والنصف لتركيبها على النحو الصحيح .
معظم الناس لم يتمكنوا من تركيبها على الرغم من أنهم يحاولون حل اللغز مستغرقين بذلك ساعات أكثر.
بعد أربعين عامًا من نشأة هذه اللعبة، لا يزال مكعب روبيك يُشعر الناس بالضيق والإحباط مثل (Walkman -Filofax ) لأنهم لايستطيعون حلّ اللغز بسهولة.
في ذروة الثمانينات كانت المدارس مليئة بالأطفال المنشغلون بحل لغز هذه المربعات الملونة الزاهية.
اختُرِع هذا المربع السحري عام 1974 من قبل أستاذ الهندسة المعمارية الهنجاري الجنسية الدكتور (إيرنو روبيك – Ernő Rubik)، وبِيعت حوالى350 مليون نسخة منها، ثم أعيد إنتاجها عام 1980.
مكعّب روبيك لعبة ساحرة و عليك أن تتحلّى بالصبر والذكاء إن أردت حل اللغز، فهي ليست لأي شخص على أية حال.
يحتوي ذلك المكعب فى الحالة العادية على ستة أوجه، وكل وجه يحتوي على ثلاث مربعات بالطول وأخرى بالعرض.
وكل وجه له لونه المختلف مثل (الأبيض والأحمر والأزرق والبرتقالي والأصفر).
تخلط هذه الألوان، والتحدي هنا هو إرجاع كل وجه إلى لون واحد فقط.
كل ذلك يعتمد على محور داخلي هندسي مثير للإعجاب يسمح لكل من الصفوف والأعمدة بالدوران.
انه لصعب للغاية حل هذا اللغز الشيطاني، فإن عدد الاحتمالات هو 43 كونتيليون تبديل.
يتوفر اليوم العديد من دروس اليوتيوب التى سهلت حل هذا اللغز باختصارات وخطوات بسيطة.
وذلك عندما تعلم الفتى المدرسي (ميليباند – Miliband) هذه الاختصارات التي لم تكن موجودة من قبل ونشرها في دروس على موقع اليوتيوب.
ويرى البعض أنها تحدٍ – مثل السباحة عبر قناة أو تسلق جبل إيفريست – التي يجب التغلب عليها.
كما قام (غراهام باركر- Graham Parker) عامل بناء في (هامبشاير- Hampshire) بحلها عام 2009 بعد 26 عامًا من المحاولات، لقد بكى بعد الانتهاء من حلّها، واعترف أن المكعّب هذا قد سبب له الآلام في ظهره وضغوط فى حياته الزوجية.
لعديد من المشجعين اليوم لم يكونوا على قيد الحياة أيام الثمانينات، على سبيل المثال: (كونور أولبرايت- Connor Albright)، هو طالب في المدرسة الثانوية في (لاس فيغاس-Las Vegas) يكرس الكثير من الوقت لممارسة هذا اللغز ولديه من 20 إلى 30 مكعب ويحلها بغضون الـ 20 ثانية.
لوحِظ ارتفاع في مبيعات مكعّب روبيك في الولايات المتحدة في عام 2006، ويرجع ذلك إلى فيلم ويل سميث (Pursuit of Happyness )، والذي أدى فيه ويل سميث شخصية مشرد يحل مكعب روبيك ويعجب به رجل أعمال.
لدى (كارينا فيرموتن- Carina Vermooten)، مديرة الوحدة الرقمية في بريتوريا، مبدأها الخاص حيث قالت: (كلما كان لدي وقت فراغ أو كنت انتظر في صف، ألعب بها بدلًا من العبث بهاتفي، لقد حللت اللغز فعلًا) كما لديها طفل يقول لقد أكملتها عن طريق المصادفة!.
يجد الهواة أن استكمال حل اللغز أمر سهل.
مثل تركيزهم على السرعة، والقدرة على التحمل أو التغلب على عقبات إضافية مثل حلها وهو معصوب العينين.
سُجّل الرقم القياسي العالمي للسرعة لمحاولة حل اللغز بغضون 5.55 ثانية، التي وضعها الهولندي (ماتس فالك-Mats Valk) العام الماضي.
يتم تحديد بطولة العالم من خلال متوسط ثلاث محاولات.
يذكر أن البطل الحالي هو (فيليكس زيمديج-Feliks Zemdeg) البالغ من العمر 18 عامًا والذي استغرق متوسط حله للغز 8.18 ثانية فى العام الماضي.
عدد المرّات التي قام المجري (ميلان باتيكز-Milán Baticz) فيها بحل لغز مكعب الروبيك خلال الـ 24 ساعة هو 4,786.
لم يكن لدى (بيلي جيفس-Billy Jeffs)، وهو موظف في قسم تقنية المعلومات ويعيش في (هيرتفوردشاير-Hertfordshire)، أي اهتمام باللعب بمكعب الروبيك حتى حصل على واحدة من (سانتا السري-Secret Santa) في العمل قبل أربع سنوات.
وكان قد راهن على 20 جنيه استرليني إن لم يتمكن من حلها بحلول صباح اليوم التالي.
فعاد إلى المنزل وشاهد مقطع فيديو على يوتيوب. وبعد ساعات قليلة انتهى.
وقال :(عندما تتعلم حلها للمرة الأولى، إما أن تدرك اللغز أو لا). الآن يمكن لبيلي أن يفعل ذلك في غضون 10.15 ثانية.
تعلم المتخصصون في ذلك المكعب المئات من الخوارزميات ومجموعة من التحركات.
وعليهم أيضًا أن يتعلموا أن يلعبوا بسرعة فائقة. عندما يراقب رجل عادي خبير أثناء حل مكعب سوف يلاحظ أنه بدلًا من استيعاب هذا حقًا، فإنها تبدو تقريبًا كنفض الغبارمن على المكعب أثناء تدويره من شدة سرعته.
تفوق (جيفس-Jeffs) فى حل لغز المكعّب وهو معصوب العينين.
تبدأ اللعبة حين يُعطى لكل متسابق مكعب ويجب عليه أن يتذكره.
توضع عصبة العين ويمكن للمنافسين أن يبدؤوا بحلها.
تمكن (جيفس-Jeffs) من إكماله في 90 ثانية، مما جعله سادس أسرع متنافس في المملكة المتحدة.
سجّل (زيمديغس-Zemdegs ) رقم قياسي عالمي بحل اللغز بيد واحدة في غضون 9.03 ثانية.
كما سجّل (فخري ريهان-Fakhri Raihaan) من أندونيسيا رقمًا قياسيًا بحل اللغز مستخدمًا القدمين فقط في غضون 27.93 ثانية.
ويعترف (جيفس-Jeffs) بأنه متعلق بمكعباته جدًا: «من الصعب جدًا مغادرة المنزل من دون أن آخذ معي مكعبًا، ولدي ثلاثة في حقيبتي».
لكل منها حجم مختلف منها ما هو 5×5 و 4×4 وكذلك 3×3 التقليدية.
لدى (فيليب درنوفسيك زوركو-Filip Drnovsek Zorko)، وهو سلوفيني يدرس في جامعة كامبريدج، 12 مكعب في غرفته وهناك تباين كبير في جودة المكعّبات.
كما قال: «يمكن للشخص الحصول على مكعب سَلِسْ حقًا ولقد حصلت على واحد شحنتها شركة في الولايات المتحدة التى تفحصها وتوصلها، إنها المفضلة لدي، ومن الواضح حقًا أن أي شخص يحاول الحصول على مكعب ذو جودة عالية، فإنه يتقدم بشكل أفضل عن الآخرين».
وقال (درنوفسك زوركو-Drnovsek Zorko)، الذي كان في وقت سابق من هذا الشهر في فريق التحدي الجامعي الفائز، أن أصدقائه يصنعون له واحدًا أحيانًا في التجمعات الاجتماعية.
(إنها خدعة رائعة)، كما يقول. ولكن الأمر أكثر من ذلك. (أحب أن أفعل شيئًا بيدي عندما أشاهد فيلمًا أو أتابع أي برنامج تلفزيوني، ويمكنك الاستمرار في لفه حتى ولو بدون تركيز).
وتقول (فيرموتن-Vermooten ): «وصعوبتها هي جزء من جاذبيتها، وقد حاولت الاستفادة من الدروس على الانترنت دون جدوى، مستحيلة، إنها واحدة من أكبر الأسرار في العالم، وأنا أحب حقيقة أنها تقريبًا سر غامض.»
- ترجمه: أحمد طه المكّاوي
- تدقيق: أسمى شعبان
- تحرير: جورج موسى
- المصدر