في الحقيقة، حوالي 99% من كتلتك، كتلة الكرسي الذي تجلس عليه، كتلة الأرض، وكتلة النجوم، لا علاقة لها بمجال هيغز.
“بوزون هيغز”، “آلية هيغز”، “مجال هيغز”؛ لربّما سمعت عن هذه المصطلحات التي حصل على إثرها فرانسوا إنجلرت وبيتر هيغز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2013 بسبب اكتشاف بوزون هيغز في 4 يوليو 2012 في مصادم الهدرونات الكبير (LHC) في سيرن. في سيتينيات القرن الماضي، افترض علماء فيزياء نظرية -منهم بيتر هيغز- وجود مجال يخترق الكون. تفاعل هذا المجال (الذي سُمي بمجال هيغز) مع الجسيمات الأولية (مثل الإلكترونات) يعطيها كتلة. القوانين هنا تتنبأ بوجود جسيم – بوزون هيغز، والذي تمّ اكتشافه بالفعل وبالتالي يحلّ لغزًا كان ناقصًا في النموذج المعياري للجسيمات. مجال هيغز مسؤول عن كُتل كل الجسيمات التي تتكوّن منها الذّرات، هذا صحيح، ولكن..
الذرة تتكوّن من نواة ثقيلة يدور حولها إلكترونات، كتلة الإلكتروات لا تُذكر أمام كتلة النواة. النواة الذرية تتكون من بروتونات ونيوترونات، كلٌ منهما يحتوي على 3 كواركات (Quarks). كما ذكرنا فهيغز مسؤول عن كتلة كل هذه المكونات: إلكترونات وكواركات، مع ذلك -صدق أو لا تصدق- فهذا كله لا يُمثل إلا حواليّ 1% من كتلة الذرة. تقريبًا كل كتلة النيوترونات والبروتونات في نواة الذرة لا تأتي من مجموع كتل الإلكتورنات والكواركات، بل من الطاقة القوية التي تجمع هذه الكواركات. يمكنك أن تكون قد تذكرت الآن معادلة أينشتاين الشّهيرة E = mc^2، والتي تعني أن الكتلة والطاقة هما شيء واحد في الواقع. القوة النووية الشديدة تلك هي التي تمثل حوالي 99% من كتلة الذرة، وهي لا لها علاقة بمجال هيغز المسؤول عن كتلة الجسيمات.
مع ذلك، لا شك أنه بدون آلية هيغز لما تكوّنت الذرة أساسًا. فبدونها لتحركت الجسيمات الأولية كالإلكترونات بسرعة الضوء (مثل الفوتونات) بسبب عدم حصولها على كتلة، وهذا لن يسمح بتنظيمها وتكوين تركيبات معقّدة مثل الذرات والجزيئات.
المصادر:
http://press.web.cern.ch/
http://
http://en.wikipedia.org/
http://frankwilczek.com/
https://twitter.com/
https://twitter.com/