هنالك تجربة منتشرة على شبكة الإنترنت، في المواقع والمدوّنات، تتحدث عن خمسة سعادين في قفص بجانب سُلّم يعلوه موز. تفاصيل التجربة تقول بأنه كلما حاول أحد السعادين تسلّق السلم من أجل الوصول للموز، يرش العلماء باقي السعادين داخل القفص بالماء البارد. بعد فترة، تعلَّم السعادين عدم تسلق السلم مهما كان الإغراء، فإن حاول أحدهم التسلق، تقوم باقي السعادين بضربه. ثم قام العلماء باستبدال أحد السعادين بسعدان آخر، أول ما حاول فعله الأخير هو تسلق السلم، لكن سرعان ما ضربته باقي السعادين كلما حاول ذلك، حتى تعلم هذا السعدان الجديد عدم تسلق السلم مع أنه لا يعرف لماذا.
ثم قام هؤلاء العلماء باستبدال سعدان آخر داخل القفص من الخمسة بغيره، نفس السيناريو حدث كلما حاول تسلق السلم، بل وشارك السعدان الجديد الأول في ضرب الجديد الثاني. تكرر هذا السيناريو كلما تمّ استبدال سعدان بآخر، فتشارك السعادين الأربعة الأخرى في الضرب مع أنهم لا يعلمون لماذا، حتى كان في النهاية قد تمّ استبدال الخمسة سعادين الأصليين بآخرين جدد كلهم مقتنعون بعدم تسلق السلم مع أنّ أيهم لم يتعرض للماء البارد، هؤلاء الخمسة لا يعلمون لماذا يفعلون هذا بالتحديد. الاستنتاج من هذه التجربة هو أنّ سلوك هذه الرئيسيات يشبه سلوكنا في الاتباع الأعمى للعادات والتقاليد بدون التحقق من صحتها، أو السبب ورائها.
المثير للسخرية هو أنّ هذه التجربة ليست حقيقية ولم يتمّ تجريبها، بل انتشرت كالنيران على المواقع وغيره بدون أن يتحقق ناشروها أنفسهم من صحة التجربة. لا يوجد أي مصدر علمي موثوق به يسرد تجربة السعادين الخمسة هذه. هناك من قدّم بحث ج.ر.ستيفنسون (1967) مع قردة المكاك الريسوسي كمصدر، ولكنها لم تتضمن سلم أو موز (هذا الجزء من وحي تجارب وولفجانج كولر على قردة شامبانزي في العشرينيات)، كما أنّ السعادين لم يتم استبدالها في المجموعة بهذه الطريقة التي وُصِفَت، ولمّ يتعدّى سعدان على آخر بهذه الطريقة حتى.
مع ذلك، رغم أن هذه القصة لم تحدث قط، إلا أن هناك أبحاث مثيرة موثوقة توضّح النزعة لدى الإنسان لاتباع ما يقوله الآخرون بدون التأكد من صحتها لعدة أسباب، مثل أبحاث آش (Asch, 1955)*. ولكن إن ذكرت تجربة علمية على الإنترنت، يتوقع القراء بأنها حقيقية، لذا كان من الأولى أن تذكر هذه المواقع أن القصة خيالية، ويجب تحذير القراء من أن تفاصيل هذه التجربة قد تكون غير صحيحة.