الأخطبوطات (جمع الأخطبوط) هي إحدى الكائنات التي تعيش في المحيطات، وهي الأكثر شهرة لامتلاكها ثمانية أذرع، ورؤوس بصلية الشكل، وثلاثة قلوب، ودم أزرق اللون، كما أنّها تَبخ الحبر لردع المخلوقات المفترسة، وهي كائنات غير عظمية حيث أنّها تقوم بضغط نفسها للدخول أو الخروج من الأماكن الضيقة، وهي ذكيةٌ جدًا حيث لُوحِظ أنّها تستخدم أدوات. لكن من المحزن أنّ الجنس بالنسبة لها هو بمثابة عقوبة الإعدام.
وصف ومظهر الأخطبوط
تضم رتبة الأُخطبوطات ((Octopoda order 289 نوعًا، وفقًا لمؤسسة عالم الحيوان، وتُشير أيضًا هذه الكلمة خصيصًا إلى الحيوانات في جنس الأخطبوط. كلمة الأخطبوط (octopus) مشتقة من الكلمة اليونانية októpus)) والتي تعني ثمانية أقدام.
هذه الزوائد التي يمتلكها الأخطبوط هي أذرع وليست مخالب كما يسميها البعض، تمتلك معظم أنواع الأخطبوطات كؤوس شفط في أسفل كل ذراع. ويبدو أنّ هذه الأذرع تمتلك وعيًا خاصًا بها.
في الواقع، فإنّ ثلثي الخلايا العصبية للأخطبوط موجودة في أذرعه بدلًا من رأسه، وهذا يعني أنّ الأخطبوط يمكنه أن يركز على استكشاف كهف بهدف الغذاء بذراعٍ واحدة، في حين يحاول بذراعٍ أخرى شق وفتح المحارة. ويمتلك الأخطبوط حاسة لمس ممتازة، حيث أنّ لديه ماصات عليها مستقبلات تُمكّنه من تذوق ما يلمسه.
معظم الأخطبوطات الموجودة في الرُّتيْبة (Incirrina) ليس لها هياكل عظمية داخلية أو أغلفة واقية، وأجسامها لينة، مما يُمكّنها من ضغط نفسها للدخول في الصدوع والشقوق.
ويمتلك الأخطبوط هيئة مثل الكيس المنتفخ (الشكل البصلي)، أو كالعباءة، حيث يوجد الرأس في الأعلى، والجزء الوحيد القاسي في أجسامها حادٌ ويشبه منقار الببغاء موجود على الجانب السفلي لديها حيثُ تجتمع أذرعها. ولها فكوك قوية، ولعاب سام.
ويمتلك أيضًا ثلاثة قلوب، واحد منها يضخ الدم خلال الأعضاء، واثنان يضخان الدم خلال الخياشيم. ودم الأخطبوط أزرق اللون، وذلك لاحتوائه على البروتين القائم على النحاس والذي يسمى هيموسيانين.
عندما يسبح الأخطبوط، يتوقف العضو الذي ينقل الدم إلى الأعضاء الأخرى عن النبض، وهذا يُرهِق الأخطبوط وربما لأجل هذا السبب تُفضل الزحف على السباحة.
حجم الأخطبوط
للأخطبوطات أحجام مختلفة. حيث يتراوح طول الأخطبوط الشائع(Octopus vulgaris) من 30.5 إلى 91.4 سم، ويزن من 3 إلى 10 كجم. بينما أخطبوط المحيط الهادئ العملاق (Enteroctopus dofleini)، وهو الأخطبوط الأضخم، حيث يصل طوله إلى 5 أمتار، ووزنه حوالي 50 كجم، وقد تم تسجيل حالة لأخطبوط قد وصل طوله إلى 9.1 أمتار، ووزنه إلى أكثر من 272 كجم.
أمّا الأخطبوط الأصغر (Octopus wolfi)، فطوله أقل من 2.5 سم، ووزنه أقل من 1جم.
مواطن الأخطبوطات
تعيش الأخطبوطات في المحيطات في جميع أنحاء العالم، ومعظمها يعيش بالقرب من سطح الماء في هياكل وشِعاب وشقوق، وبعضها يعيش في قاع المحيط فتتخذ من الكهوف أماكن إقامة لها.
عادات الأخطبوطات
يميل الأخطبوط للعزلة، إلاّ أنّه أحيانًا يتفاعل مع الأخطبوطات الأخرى. وبعضها تصطاد ليلًا، والبعض الآخر يصطاد فقط عند الفجر والغسق. وعندما تشعر بالخوف، تطلق سائلًا داكنَ اللون يسمى (الحبر)، ليعمل على حجب الرؤية وارباك المهاجم بشكلٍ مؤقت، وهذا يعطي الأخطبوط وقتًا حتى يتمكن من السباحة بعيدًا، ويعمل الحبر أيضًا على التقليل من قدرة المهاجم على الشم والتذوق.
كما يُمكنها التَّخفي والتطابق مع محيطها، بحيث تتحول إلى اللون الأزرق والرمادي والوردي والبني أو الأخضر. ويمكنها أيضًا ثني أجسامها لتشبه الحيوانات الأكثر خطورة مثل: الثعابين المائية (الأنقَلَيْس)، وسمك الأسد.
في حال تعرض الأخطبوط للإمساك أو القبض، فلا مشكلة لديه، حيث يمكنه فقدان أذرعه ثم إعادة نموها. وتستطيع الأخطبوطات السباحة بسرعة، ولكنها تفضل الزحف ببطئ على طول قاع البحر، وحتى تسبح، تقوم بامتصاص الماء إلى داخل أجسامها، ثم تقذفه إلى الخارج بواسطة أنبوب يسمّى (السيفون)، وهذا يسمح للأخطبوط الهروب بعيدًا عن المهاجمين.
الأغذية الأساسية للأخطبوط
تعتبر الأخطبوطات من آكلات اللحوم، حيث تتغذى على المحار، والروبيان، وسرطان البحر، والأسماك، وأسماك القرش، وحتى الطيور. حيث تنقض على فرائسها وتطوقها بأذرعها وتسحبها إلى داخل أفواهها.
عادات تكاثر
تمتلك الأخطبوطات مدة حياة قصيرة، حيث تعيش بعض الأنواع حوالي 6 أشهر فقط، وتعيش أنواع أخرى مثل الأخطبوط العملاق في شمال المحيط الهادئ لمدة 5 سنوات. عادة، الأخطبوط الأكبر يعيش مدة أطول. وتموت الأخطبوطات بعد تزاوجها بفترة قصيرة، ويقوم الأخطبوط الذكر خلال التكاثر بإيصال النطاف بواسطة إدخال ذراع متخصصة (غالبًا الذراع الثالثة اليمنى) في تجويف عباءة الأنثى.
غالبًا تضع الأنثى حوالي 200.00 إلى 400.00 بيضة، ولكن هذا يختلف بحسب النوع، وتقوم بحراسة البيض بقلق شديد حتى يفقس، حتى أنها تتوقف عن الأكل. وبعد أن يفقس البيض، تتفتح أجسامها، ثم تمر بمرحلة الانتحار الخلوي، حيث تتمزق أنسجتها وأعضاؤها حتى تموت. وفي نفس الوقت، تسبح الذكور بعيدًا وتموت في غضون أشهر قليلة.
عندما يفقس البيض؛ تسمى الأخطبوطات الصغيرة (يرقات)، ثم تنجرف مع العوالق البحرية، وتتغذى على يرقات الحيوانات الأخرى، حتى تنضج. ولكنها تكون أيضًا عرضة لخطر التعرّض للافتراس من قبل آكلات العوالق.
تصنيف الأخطبوطات
تضم رتبة الأخطبوطات (octopoda)، رُتَيْبَة (Incirrina) or (Incirrata) وهي الأكثر شهرة. ورُتَيْبَة (Cirrina) أو (cirrata)وهي الأقل شهرة، والتي أيضًا تمتلك اثنتين من الزعانف، وهيكلًا خارجيًا، مما يجعلها أكثر صلابة فلا تتمكن من ضغط نفسها والدخول في الأماكن الضيقة.
وبحسب نظام المعلومات التصنيفية المتكامل (ITIS)، فإنّ التصنيف لأخطبوط incirrata)) كالتالي:
المملكة: الحيوانية.
تحت المملكة: ثنائية التناظر (متناظرة الجانبين).
Infrakingdom: مسميات الفَم.
فوق شعبة: عجلانيات عرفية.
الشعبة: رخويات.
الصف: رأس قدميات.
تحت صف: غمديات.
تحت صف: النوتويديات.
فوق رتبة: Octobrachia
الرتبة: Octopoda
تحت رتبة: incirrata
الفصيلة: Octopodidae
تحت فصيلة: Octopodinae
الجنس: الأخطبوط
حقائق أخرى عن الأخطبوط:
ليس كل الأخطبوطات تمتلك أذرع طويلة، مثل: أخطبوط Opisthoteuthis adorabilis))، والذي يمتلك أذرعًا قصيرة جدًا، ويوجد حزام بين كل ذراع، وهذا يعطي الأخطبوط الصغير مظهر شبح برتقالي. الأخطبوطات كائنات ذكية مثل القطط المنزلية. أقدم أحفورة لأخطبوط، هي لحيوان عاش قبل 296 مليون سنة، أي قبل وجود الديناصورات بملايين السنين.
إعداد: لينا إبراهيم
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر