بدأ معظم مستخدمي تشات جي بي تي موخرًا الاعتقاد بامتلاك نماذج الذكاء الاصطناعي تجارب واعية، فكلما زاد استخدام الأشخاص لأدوات مثل تشات جي بي تي أكثر، كلما زاد احتمال إسنادهم وعيًا ظاهريًا لتلك الأدوات، ما سيترتب على ذلك تبعات قانونية وأخلاقية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وفقًا لدراسة حديثة، يظن معظم الناس أن نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) مثل تشات جي بي تي تمتلك خبرات واعية تمامًا مثل البشر.
يرفض الخبراء في مجال التكنولوجيا والعلم قطعيًا الفكرة التي تفيد أن أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم تمتلك وعيًا، أو أنها مدركة لذاتها بنفس الطريقة التي يدرك بها البشر والحيوانات الأخرى. ولكن مع تحسن نماذج الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه النماذج أكثر إقناعًا، وبدأت تظهر علامات تبدو وعيًا للمراقب العادي.
على سبيل المثال، أذهل نموذج كلاود 3 أوبتوس الباحثين بوعيه الذاتي الواضح وفهمه المتقدم، و في جوجل فُصل مهندس عن عمله في عام 2022، وذلك بعد أن صرح علنًا أن نظام الذكاء الاصطناعي الذي تبنيه الشركة كان واعيًا.
في دراسة جديدة التي نُشرت في 13 أبريل، ناقش الباحثون أن تصور الوعي في الذكاء الاصطناعي هو بنفس أهمية ما إذا كانت هذه النماذج بالفعل واعية أم لا، وأشاروا إلى اكتساب هذا الأمر أهميةً خاصةً عند النظر إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي من ناحية استخدامه وتنظيمه والحماية من آثاره السلبية.
تأتي هذه الدراسة أيضًا بعد ورقة بحثية حديثة ادعت أن GPT-4، النموذج الذي يشغل تشات جي بي تي قد اجتاز اختبار (تورينج)، والذي يحكم على ما إذا كان بإمكان البشر الذين يتفاعلون مع الذكاء الاصطناعي تمييزه عن الإنسان.
في دراسة حديثة أخرى، طلب الباحثون من 300 مواطن أمريكي وصف مدى استخدامهم للذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى قراءة وصف موجز عن تشات جي بي تي.
أكد أكثر 67% من المشاركين احتمال امتلاك الذكاء الاصطناعي وعيًا ذاتيًا أو وعيًا ظاهريًا، وهو الشعور بما يشبه أن تكون أنت، مقابل محاكاة غير واعية تحاكي المعرفة الذاتية الداخلية، بينما أكد 33% منهم عدم وجود تجربة واعية.
طُلب من المشاركين أيضًا تقييم الردود على مقياس من واحد إلى مئة، وتعني الدرجة 100 الثقة المطلقة بأن تشات جي بي تي يختبر الوعي، والواحد الثقة المطلقة بأنه لا يفعل ذلك. وكلما زاد استخدام الأشخاص لأدوات مثل تشات جي بي تي كلما زادت احتمالية أن ينسبوا له بعض الوعي.
خلص الباحثون في الورقة إلى أن معظم الناس يظنون أن نماذج اللغة الكبيرة تظهر علامات الوعي، وأُثبِت أن الحدس الشعبي، أي الاعتقادات الشائعة حول وعي الذكاء الاصطناعي، قد تختلف عن حدس الخبراء، وأضافوا أن هذا التباين قد يكون له تداعيات كبيرة على الوضع الأخلاقي والقانوني والمعنوي للذكاء الاصطناعي.
أشار العلماء إلى أن التصميم التجريبي أوضح أن الأشخاص من غير الخبراء لا يفهمون مفهوم الوعي الظاهري كما يفهمه عالم الأعصاب أو النفس. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن النتائج لن يكون لها تأثير كبير على مستقبل المجال.
ووفقًا للورقة، فإن الاعتقاد الشائع حول وعي الذكاء الاصطناعي قد تؤثر على القضايا الأخلاقية المستقبلية المتعلقة به، سواء أكان هذا الذكاء واعيًا أم لا، وأشار الباحثون إلى أن رأي الجمهور العام والتصورات الواسعة حول أي موضوع غالبًا ما يواجهان التشريعات والقوانين، إضافةً إلى التأثير على التطور التكنولوجي.
اقرأ أيضًا:
تورينغ والذكاء الصنعي
نوع جديد من الذكاء الاصطناعي يساعد في تحديد العلاج الأفضل لمرضى السرطان
ترجمة: زين العابدين بدور
تدقيق: نور حمود
مراجعة: باسل حميدي