معدل التبادل التجاري Terms of trade (TOT) هو النسبة بين أسعار التصدير وأسعار الاستيراد في بلد ما، أو عدد وحدات الصادرات المطلوبة لشراء وحدة من الواردات، ويُحتسب بقسمة سعر الصادرات على سعر الواردات وضرب الناتج في 100 (نسبة مئوية).
عندما يكون معدّل التبادل التجاري لبلد ما أقل من 100% يعني هذا خروج رأس المال من البلاد، أما إذا كان أكبر من 100%، فإن البلد لديه رأس مال من الصادرات أكبر مما ينفقه على الواردات.
كيف يعمل معدل التبادل التجاري؟
يُستخدم معدل التّبادل التجاري مؤشرًا لقوة الاقتصاد، لكنه قد يؤدي إلى استخلاص نتائج خاطئة، إذ يتأثر بتغير أسعار الاستيراد والتصدير، لذا من المهم جدًّا فهم سبب زيادة الأسعار أو انخفاضها، وأخذ هذه التغيرات في الاعتبار. تُسجل معدلات التبادل التجاري غالبًا بغرض الرقابة الاقتصادية.
عمومًا تشير زيادة معدل التبادل التجاري إلى ارتفاع أسعار الصادرات وانخفاض أسعار الواردات أو ثباتها، أو ربما انخفضت أسعار التصدير لكن بدرجة أقل من انخفاض أسعار الواردات، وربما ظلت أسعار التصدير ثابتة في حين انخفضت أسعار الواردات، أو أن كلاهما ارتفع لكن ارتفاع أسعار الصادرات كان أكبر. كل هذه سيناريوهات محتملة تؤدي إلى تحسين معدل التبادل التجاري.
العوامل المؤثرة في معدل التبادل التجاري
يعتمد معدل التبادل التجاري على عدة عوامل منها أسعار الصرف ومعدل التضخم والأسعار، إضافةً إلى عوامل أخرى يختص بعضها بقطاعات أو صناعات محددة.
النُدرة Scarcity
تُعَد الندرة -عدد السلع المتاحة للتجارة- أحد العوامل المرتبطة بمعدل التبادل التجاري. كلما زاد عدد السلع المتاحة للبيع، زاد على الأرجح عدد الوحدات المُباعة، وتزداد إمكانية الحصول على مزيد من السلع باستخدام رأس المال المُكتسب من المبيعات السابقة.
يؤثر حجم البضائع وجودتها أيضًا على معدل التبادل التجاري، إذ تكلف السلع الأكبر والأكثر جودة مالًا أكثر، وإذا بيعت بسعر أعلى، سيتوفر رأس مال إضافي لشراء المزيد من السلع.
تغير معدل التبادل التجاري
يعني تحسن معدّل التبادل التجاري لبلد ما، تمكنها من شراء المزيد من البضائع المستوردة مقابل كل وحدة تصدير مُباعة. وهو مؤشر إيجابي، لأنه من الأفضل أن تحتاج إلى بيع عدد أقل من الصادرات لشراء عدد معين من الواردات.
يؤثر ارتفاع معدل التّبادل التجاري إيجابيًّا على التضخم، إذ يعني ارتفاعه انخفاض أسعار الواردات مقابل الصادرات، ومع ذلك قد يُلحق حجم الصادرات في البلاد ضررًا بميزان المدفوعات.
أما انخفاض معدل التبادل التجاري، فيعني الحاجة إلى تصدير عدد أكبر من الوحدات لشراء نفس عدد الواردات. تنص فرضية Prebisch-Singerعلى أن بعض الأسواق الناشئة والبلدان النامية قد شهدت انخفاضًا في معدل التبادل التجاري بسبب الانخفاض العام في أسعار صادراتها مقابل أسعار السلع المُصنعة.
مثال من الواقع
شهدت البلدان النامية زيادةً في معدلات التبادل التجاري مع ارتفاع أسعار البضائع في أوائل القرن الحادي والعشرين. وصار بإمكانهم شراء المزيد من السلع الاستهلاكية من البلدان الأخرى بعد بيع صادراتهم مثل النفط والنحاس.
مع ذلك أدت العولمة في العقدين الماضيين إلى انخفاض أسعار السلع المصنعة، ما أدى إلى تناقص ميزة الدول الصناعية مقابل الدول النامية.
اقرأ أيضًا:
الأزمة المالية الآسيوية: ما سبب المشكلة الاقتصادية في بعض دول آسيا؟
ترجمة: سميح فطوم
تدقيق: فارس سلطة
مراجعة: أكرم محيي الدين