داء كرون واحد من أدواء الأمعاء الالتهابية، قد يصيب أي جزء من السبيل الهضمي لكنه غالبًا يصيب نهاية المعي الدقيق -أي اللفائفي- أو القولون أو كليهما
داء كرون مجهول السبب، لكن قد يكون لاضطرابات الجهاز المناعي والجينات والبيئة دور في الإصابة به.
المصابون به أكثر عرضة أيضًا للإصابة بأخماج الأمعاء التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطرة.
لا يتوفر علاج شاف لداء كرون، لكن يمكن السيطرة على أعراضه وتحقيق الهجوع بالعلاج الفعال. ويؤدي عدم علاجه إلى تطور المرض وحدوث مضاعفات خطيرة.
تجب المواظبة على العلاج لتظهر فعاليته، ومن المهم الالتزام بنظام غذائي صحي ومتابعة تناول الأدوية حتى بعد التحسن.
إليك بعض مضاعفات داء كرون غير المُعالج:
1- انسداد الأمعاء
يحدث انسداد الأمعاء أو إحصار الأمعاء عندما تُحبس محتويات الأمعاء جزئيًا أو كليًا ولا تتحرك ضمن السبيل الهضمي ، يحدث الانسداد بعدة طرق عند المصابين بداء كرون:
- قد يزيد الالتهاب ثخانة جدار الأمعاء ما يكفي لتضييق السبيل المعوي أو حتى إغلاقه.
- قد تسبب الانخماصات الانسداد، وهي مناطق من السبيل الهضمي ضاقت بسبب تندب النسيج نتيجة هجمات الالتهاب المتكررة.
- قد تسبب الالتصاقات أو الشرائط الليفية التصاق النسيج بالأعضاء المجاورة وإغلاق السبيل المعوي.
قد يسبب انسداد الأمعاء آلامًا بطنية كثيرة وغالبًا يحتاج إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج.
تعالج الحالات الأقل خطورة غالبًا بإراحة الأمعاء واعتماد حمية السوائل، لكن الطبيب قد يصف دواءً للمساعدة على منع تكرر الانسداد مستقبلًا.
قد تحتاج الحالات الأخطر إلى جراحة تُسمى جراحة رأب التضيّق، يُجرى فيها توسيع لتضيق الأمعاء دون إزالة أي جزء منها.
2- النواسير والخراجات
قد تتشكل النواسير بسبب القروح التي تصيب جدار الأمعاء كاملًا، وهي اتصالات شاذة بين الأمعاء وأعضاء الجسم الأخرى. يصاب قرابة شخص من أصل ثلاثة أشخاص من مرضى داء كرون بنواسير.
قد يسبب الناسور في البطن تجاوز الطعام منطقة الأمعاء الضرورية لامتصاصه، وقد يتشكل الناسور أيضًا بين الأمعاء والمثانة أو المهبل أو الجلد ما يؤدي إلى انتقال محتويات الأمعاء إلى هذه الأعضاء.
قد يشكل الناسور الملتهب غير المعالج خراجًا مهددًا للحياة إذا لم يُعالج.
يجب علاج النواسير فورًا لمنع الأخماج الخطيرة، تشمل خيارات العلاج الجراحة أو الأدوية أو الخيارين معًا.
3- الشق الشرجي
يشيع تشكل الشقوق الشرجية بسبب التهاب السبيل المعوي المزمن وحركة الأمعاء غير الطبيعية، وهو جرح صغير في فتحة الشرج.
تشمل أعراض الشق الشرجي الألم والنزف في أثناء حركة الأمعاء.
قد يصل الشق الشرجي إلى المعصرة الشرجية الخارجية «العضلة التي تُغلق الشرج» وإذا حدث ذلك فقد يصبح الشق غير قابل للعلاج.
قد يحتاج الشق الشرجي إلى جراحة أو علاج دوائي، وذلك في حال عدم شفائه خلال 8 أسابيع.
4- سوء التغذية
التغذية المناسبة هامة للحفاظ على صحة جيدة، ويشكل السبيل الهضمي العضو الرئيسي لامتصاص المواد الغذائية اللازمة للجسم. قد يؤثر التهاب الأمعاء المزمن سلبًا في قدرة جسمك على امتصاص الفيتامينات والعناصر المعدنية من الطعام المتناول.
أيضًا قد تضعف شهيتك بسبب الالتهاب المزمن، ما يمنعك من تناول الطعام الكافي والحصول على المواد الغذائية التي تحتاجها للحفاظ على صحتك.
يسبب سوء التغذية العديد من المشاكل الخطيرة مثل فقر الدم بسبب عوز الحديد أو عوز فيتامين B12، وهو شائع الحدوث عند مرضى داء كرون.
من المشكلات الأخرى التي يسببها نقص المواد الغذائية:
- سوء وظيفة الجهاز المناعي.
- تأخر الشفاء.
- ضعف وتعب عام.
- ضعف العضلات والعظام.
- نقص التنسيق الحركي.
- قصور كلوي.
- أمراض نفسية مثل الاكتئاب.
5- التقرحات
قروح جلدية مفتوحة قد تظهر في أي مكان على طول السبيل الهضمي، وقد تحدث عند المصابين بداء كرون.
قد تكون هذه القروح مؤلمة وخطيرة إذا سببت نزفًا داخليًا، وقد تسبب أيضًا ثقوبًا أو كهوفًا في السبيل الهضمي ما يسمح للطعام المهضوم بالدخول إلى البطن.
من الضروري طلب الرعاية الطبي الفوري في هذه الحالة.
6- تخلخل العظم
أظهرت الدراسات أن أكثر من 50% من المصابين بداء كرون يصابون بتخلخل العظام (أي نقص كثافة العظم).
تتضمن المشاكل المرتبطة بداء كرون التي تساهم في ضعف العظام:
- الالتهاب.
- ضعف امتصاص المواد الغذائية.
- التعب الجسدي الذي يمنعك من ممارسة نشاطك المعتاد.
تتضمن خطة علاج داء كرون علاج مشكلة تخلخل العظام أيضًا، وذلك بوصف مكملات الكالسيوم وفيتامين د، ويجب أيضًا الاهتمام بممارسة تمارين حمل الأوزان بانتظام.
سيراقب الطبيب كثافة العظم باختبار قياس الكثافة العظمية DEXA غير المؤلم.
7- سرطان القولون
يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون عند الإصابة بالتهاب القولون المزمن المرتبط بداء كرون، قد يسبب الالتهاب الحؤول الدائم في خلايا بطانة الأمعاء ما يرفع احتمال الخباثة والسرطان.
بعض عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون عند المصابين بداء كرون:
- مدة إصابة تتراوح بين 8-10 سنوات.
- التهاب شديد في القولون.
- تاريخ عائلي لسرطان القولون.
- تشخيص التهاب القولون في سياق داء كرون، تصيب هذه الحالة القولون فقط.
يسهل علاج سرطان القولون إذا شُخّص في مرحلة باكرة، لذا اسأل طبيبك عن ضرورة إجراء تنظير قولون دوري للتحري عن سرطان القولون.
8- التهاب المفاصل
قد تحرض الاستجابة الالتهابية المطولة في داء كرون استجابة مشابهة في المفاصل والأوتار ما يسبب التهاب المفاصل.
التهاب المفاصل المحيطية أكثر أنماط التهاب المفاصل شيوعًا عند المصابين بداء كرون، ويسبب تورمًا وألمًا في مفاصل الذراعين والساقين الكبيرة مثل الركبتين والمرفقين، لكن لا يسبب التهاب المفاصل المحيطي تخرب المفاصل الدائم.
قد يُعالج التهاب المفاصل في سياق داء كرون بأدوية مضادات الالتهاب والكورتيكوستيرويدات.
لا يُنصح بمضادات الالتهاب اللا ستيرويدية «NSAIDS» عمومًا لأنها قد تهيج بطانة الأمعاء ما يزيد الالتهاب.
9- القروح الفموية
يعاني قرابة 20-50% من المصابين بداء كرون قروحًا فموية. القروح القلاعية الصغرى أشيع أنماط القروح، تبدو مثل القروح المتآكلة وقد تحتاج إلى أسبوعين لتُشفى، أما الأقل شيوعًا فهي القروح القلاعية الكبيرة التي قد تحتاج إلى 6 أسابيع لتُشفى.
قد يصف الطبيب في الحالات الخطيرة دواءً كابتًا للمناعة وستيرويدًا موضعيًا لعلاج القروح الفموية.
10- حصى الكلية
حصى الكلية من أكثر المضاعفات الكلوية شيوعًا في سياق داء كرون، وتشيع عند المصابين بداء كرون في المعي الدقيق بسبب فشل امتصاص الدهون طبيعيًا.
قد ينتج عن ارتباط الدهن بالكالسيوم تشكل نوع من الأملاح في الكلى تسمى الأوكزالات تسبب حصى الكلية، وتشمل أعراض حصى الكلية الألم والغثيان والإقياء والبيلة الدموية.
يشمل العلاج المعتاد لحصى الكلية شرب المزيد من السوائل والالتزام بحمية منخفضة الأوكزالات تتضمن الكثير من العصائر والخضروات، قد تلزم إزالة حصى الكلية جراحيًا إذا لم تطرح عفويًا.
11- مشكلات أخرى
تشمل مضاعفات داء كرون الأخرى إصابات العين والجلد.
- حكة العين أو ألمها
يعاني قرابة 10% من المصابين بداء التهابي في الأمعاء مثل داء كرون مشكلات عينية تتضمن الألم والحكة.
التهاب العنبة التهاب مؤلم يصيب الطبقة الوسطى من جدار العين، ويعد أحد أكثر المضاعفات العينية شيوعًا، وقد يصف طبيب العيون قطرة عينية تحوي ستيرويدًا لتخفيف الالتهاب.
قد يحدث جفاف العين نتيجة نقص إفراز الدمع بسبب نقص فيتامين أ ويسبب شعورًا بالحكة أو الحرقة، لكن الدموع الاصطناعية تساعد على تخفيف هذه الأعراض. توصف المضادات الحيوية أيضًا في عدة حالات لعلاج الخمج والإنتان.
- القرح أو الطفح الجلدي
الإصابات الجلدية من أكثر مضاعفات داء كرون شيوعًا.
قد تظهر اللويحات الجلدية حول البواسير الشرجية، إذ تتشكل هذه اللويحات الصغيرة عندما تزداد سماكة الجلد بعد تراجع التورم. قد يتهيج الجلد بسبب التصاق البراز بهذه اللويحات لذا فإن الحفاظ على نظافة المنطقة أمر ضروري جدًا.
قد يعاني أكثر من 15%من المصابين بداء كرون كدمات حمراء حساسة تسمى الحمامى العقدة على الساقين أو الكاحلين أو الذراعين.
أيضًا، قد يصاب بعض الأشخاص بآفات تقيح الجلد الغنغريني على الساقين أو الكاحلين أو الذراعين، وتعالج بمراهم موضعية أو مضادات حيوية.
من الإصابات الجلدية الأخرى في سياق داء كرون متلازمة سويت: حالة نادرة تسبب حمى وآفات على الذراعين والوجه والرقبة، وتُعالج عادة بأدوية الكورتيكوستيرويدات.
هل يتوفر علاج لداء كرون؟
لا يوجد علاج شافٍ لداء كرون لكن نستطيع علاج الأعراض، إذ يمكن تحقيق الهجوع للمرض بالعلاج الفعال والمكثف، ويؤدي إهمال العلاج إلى تطور الحالة وحدوث المضاعفات.
يعادل متوسط عمر المصابين بداء كرون متوسط عمر غير المصابين به، وذلك وفقًا لمنظمة التهاب القولون وداء كرون.
مع ذلك قد تكون بعض مضاعفات داء كرون قاتلة إذا لم تُعالج مثل سرطان القولون والنواسير وانسداد الأمعاء، لذا من الضروري زيارة الطبيب فورًا إذا كنت تعاني أعراض داء كرون.
متى تجب زيارة الطبيب؟
يجب أن تراجع الطبيب إذا عانيت إحدى هذه الأعراض:
- تغوطًا مدمى.
- ألمًا بطنيًا.
- فترات من الإسهال لا تشفى بالأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية مثل مضادات الإسهال.
- حمى أو خسارة وزن غير مفسرة.
تكلم مع طبيبك إذا كنت قلقًا بشأن العلاج، إذ تجعلك معرفة المزيد من المعلومات مستعدًا لاتخاذ أفضل قرارات العلاج.
اقرأ أيضًا:
أطعمة تساعد على تخفيف أعراض داء كرون
ما هو داء كرون Crohn’s Disease؟ الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: نغم سمعان
تدقيق: غزل الكردي