مصير مسبار المريخ الأوروبي غير واضح
فقدت وكالة الفضاء الأوروبية (European Space Agency) الاتصال مع مسبار المريخ التجريبي قبل وقت قصير من الهبوط المخطط له على الكوكب الأحمر يوم الأربعاء، وقال العلماء بأن ذلك ليس مؤشرًا جيدًا للمسبار شياباريلي (Schiaparelli)، لكن لا يزال من المبكر التخلي عن المركبة.
نجحت وكالة الفضاء الأوروبية بوضع المركبة الأم لشياباريلي- والتي سوف تحلل الغلاف الجوي للمريخ- داخل المدار، ولكن بعد عدة ساعات من موعد الهبوط المفترض وذلك في تمام الساعة 1448 بتوقيت غرينيتش، لم يكن هناك نبأ مؤكد حول مصيرها، فكما قال باولو فيري (Paolo Ferri)- رئيس العمليات في وكالة الفضاء الأوروبية، أثناء مراقبة المهمة من دارمشتات بألمانيا: «وصلت الإشارة من شياباريلي خلال أغلبية مرحلة الهبوط ولكنها توقفت عند نقطة معينة نعتقد بأنها كانت قبل هبوط المركبة». وأوضح فيري: «يمكن أن يكون هناك أسباب كثيرة لانقطاع الاتصال، لذلك نحن بحاجة إلى مزيد من المعلومات، لكن من الواضح أن هذه ليست علامات جيدة»، وأضاف: «من المتوقع إطلاعنا على آخر المستجدات يوم الخميس».
شياباريلي كانت تهدف لاختبار التكنولوجيا من أجل مهمة أوروبية روبوتية إلى المريخ في المستقبل، وهي جزء من مهمة دولية أكبر تدعى إكسو مارس (ExoMars) والتي سوف تساعد في البحث عن حياة على هذا الكوكب.
أُطلِقت شياباريلي من السفينة الأم (Trace Gas Orbiter) يوم الأحد، وطبقًا للعلماء كان الاقتراب عبارة عن ست دقائق جحيمية، وذلك عندما دخل المسبار إلى الغلاف الجوي المغبر والحار واندفع نحو سطح الكوكب بسرعة 21.000 كيلومتر في الساعة (13.050 ميل في الساعة). وكانت خطة المسبار إطلاق مظلة ثم دافعات لتقليل السرعة حتى 10 كيلومترات في الساعة (6.2 ميل في الساعة) قبل أن يلامس سطح الكوكب.
هبوط مركبة فضائية على المريخ أمر بالغ الصعوبة وقد فشلت العديد من البعثات السابقة، ومن بينها محاولة وكالة الفضاء الأوروبية السابقة عام 2003 مع مركبة بيجل 2 (Beagle 2) التي وصلت إلى المريخ ولكن ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بها لم تفتح كما ينبغي، مانعةً إياها من التواصل.
يحمل شياباريلي على متنه بعض الأجهزة العلمية، والغاية الرئيسية منها هي التدرب على الهبوط واختبار التكنولوجيا من أجل مهمة أوروبية إلى المريخ عام 2020. سابقًا نجحت وكالة الفضاء الأميركية (Nasa) في وضع العديد من المركبات الآلية على الكوكب، من بينهم مسباري (Opportunity) و(Curiosity).
برنامج إكسو مارس، والذي يضم البعثة الحالية وبعثة عام 2020، هو أول مهمة سفر بين الكواكب لوكالة الفضاء الأوروبية تنفذ بالاشتراك مع وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس (Roscosmos).
سيكون المتتبع- والذي يحمل على متنه أجهزة صنعتها وكالة الفضاء الأمريكية- بمثابة جهاز إرسال يعمل بشكل متعاقب للبعثات المستقبلية من سطح المريخ، بالإضافة إلى ذلك سيقوم بتحليل غاز الميثان وغيره من الغازات في الغلاف الجوي.
ينشأ غاز الميثان عن النشاط البيولوجي أو الجيولوجي ويتحلل خلال بضع مئات من السنين بمجرد وصوله إلى الغلاف الجوي، وهذا يشير إلى وجود نشاط بيولوجي أو جيولوجي على المريخ الآن أو في الماضي القريب. وقد أثار احتمال العثور على كائنات حية- حتى لو كانت مجهرية- على المريخ حماسة العلماء لبعض الوقت، لكن حتى الآن لم يُكتَشف أي شيء.
وأصر جان وورنر (Jan Woerner)- رئيس وكالة الفضاء الأوروبية- أن البعثة ينبغي أن تعتبر ناجحة إذ تم وضع السفينة الأم في مدار حول المريخ كما هو مخطط لها. وفي حين لا يزال مصير شياباريلي غير واضح، أوضح وورنر أنه كان من المفترض لها دائمًا أن تكون اختبارًا لمهمة المسبار المستقبلية.
ستكون البيانات التي جُمِعَت من هبوط المسبار حاسمة في مساعدة العلماء على تجنب تكرار فشل بعثة بيجل 2 قبل 13عامًا، فكما يقول مدير عمليات المركبات الفضائية لوكالة الفضاء الأوروبية، أندريا أكومازو (Andrea Accomazzo): «لو لم نحصل على تلك البيانات لكانت خسارة كبيرة، فالمهم أن نفهم الخطأ الذي حدث». كما أضاف أنهم لم يفقدوا الأمل فيما يتعلق بشياباريلي، فقال: «لا يمكننا استبعاد أنه بأمان على السطح، وقد يكون في وضع قادر على البث، لكن ذلك غير محتمل».
ترجمة: مجد ميرو
تدقيق: هدى جمال عبد الناصر
المصدر