طوّر علماء تابعون لمعهد سكريبس للبحوث في جامعة فلوريدا في تشرين الثاني 2017، مسكّن ألمٍ أفيونيًا جديدًا، يُنقص الألم بقدرٍ مكافئٍ لتأثير المورفين، إلا أنه لا يسبب تباطؤً أو توقف التنفس الذي يُحدثه فرط جرعة المركبات الأفيونية.
يصفُ البحث الذي نُشر اليوم في صحيفة Cell، طريقةً لابتكار مسكنات ألم أفيونية آمنة، ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يموتُ واحدٌ وتسعون أمريكيًا كل يومٍ بسبب فرط جرعة المركبات الأفيونية.
يحدث الموت عندما تُبطِّئ الأفيونات كالأوكسي كونتين، الهيروئين، والفينتانيل، تنفس الشخص ثمَّ توقفه في النهاية.
تقول البروفيسور “لورا بوهن”، – قائدة البحث- أنَّ البحث أظهر أنَّ هناك طيفًا من المركبات بإمكانها أن تعطيَ فعاليةً حاجبةً للألم دون أن تُؤثر على التنفس.
تستند الدراسة على عقدين من البحث، قامت به البروفيسور لورا و زملاؤها، والّذين تساءلوا لوقتٍ طويل فيما إذا كان مسارُ تسكين الألم (مسار البروتين G)، قابلًا للفصل عن مسار كبح الوظيفة التنفسية (مسار بيتا-أريستين).
تقول بوهن: “أحد الأسئلة التي كانت لدينا، هي مدى التحسن الذي سنحصل عليه من فصل هذه المسارات، وما مقدارُ الفصل الذي نحتاجه لنحصل على تأثير مسكن ألم دون تأثيرِ كبح التنفس”.
عملت بوهن في هذه الدراسة إلى جانب الكيميائيّ توماس بانيستر، على تطوير جزيئات الدواء المحتملة الجديدة، ثم قاموا بتبديل بنيتها الكيميائية لتوافق بشكلٍ منهجيٍّ التحيّز بين المسارين: إشارة بروتين G، و وظيفة البيتا-أريستين.
طوّر الفريق أكثر من خمسمئة مركبٍ خلال السنوات الست الماضية، ووجدوا أنَّ أكثر من ستين مركبًا منها أظهرت تحيّزًا بين هذين المسارين.
ثم اختاروا ستة منها، لتمثّل مدىً واسعًا بدرجة التحيز(من تلك التي تفضل الباريستين2، إلى تلك التي تقريبًا تفضل البروتين G بشكلٍ حصري)، ثم حددوا فعاليتها الكلية في تسكين الألم، و كبح الوظيفة التنفسية على نماذج الفئران.
وجد الباحثون أنَّ هذه المركبات في الواقع بإمكانها أن تدخل الدماغ، وفعاليتها مكافئةٌ لفعالية المورفين أو حتى أكثر فعاليةً منه، في حين أنَّ المركبات الأقل قدرة على تعزيز الارتباطات بالباريستين2 في الخلايا، من المحتمل أن تحرّض التثبيط التنفسيَّ بشكلٍ أقل عند الفئران.
بالمقابل، أظهر مركب الفينتانيل المسكن للألم، أنَّه يفضل الارتباط بمستقبل الباريستين، بالإضافة إلى امتلاكه هامشَ أمانٍ ضيق.
باختصار، جرعةُ الفينتانيل المطلوبة لاختزال نسبة الألم، كانت قريبةً من الجرعة التي تسبب تثبيط التنفس، وربما هذا هو السبب أنَّ الفينتانيل يحفز التثبيط التنفسيَّ بجرعاتٍ منخفضة، ورغم أنَّه مسكن ألمٍ قوي، لكنه ذو هامشٍ علاجيٍّ ضيق، بالإضافة إلى حوادث فرط الجرعة المرتبطة به، كما تتطلب هذه المسألة المزيد من البحث.
تقول بوهن: “هذا على الأقل يطرح تساؤلًا فيما إذا كان هذا جزءٌ من السبب”، وفسرت بوهن أنَّ فصل قدرة المستقبل على الارتباط بالمسريين يمكن أن يقدِّم طريقةً لفصل التأثيرات المرغوبة للدواء عن التأثيرات الجانبية.
” أعتقد أنَّ ما فعلناه هنا، هو إظهارٌ أنَّه ليس هناك تحيزٌ كليٌّ أو معدوم، لهذا السبب هناك طيف “.
“هذا يعطي فرصةً لتوسيع النافذة العلاجية، أو مجال الجرعات التي يمكن أن يُعطى بها الدواء بشكلٍ آمن”.
- ترجمة: رنيم جنيدي
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر
مواضيع ذات صلة:
- اللعاب بديل لمسكنات الالم … لكن هل هذا ممكن ؟ http://ibelieveinsci.com/?p=26083
- هل عرف إنسان النياندرتال مسكنات الألم ؟ http://ibelieveinsci.com/?p=25843
- لماذا تحتاج النساء الى كمية اكبر من المسكنات المركزية مقارنة مع الرجال ؟ http://ibelieveinsci.com/?p=25717
- المسكنات الشائعة أكثر خطورة مما نعتقد http://ibelieveinsci.com/?p=11803
- المسكنات الدوائية قد تخفف الآثار الجانبية للماريجوانا http://ibelieveinsci.com/?p=10571
- هل ينتج الدماغ مسكنات آلام عند التعرض للرفض الاجتماعي؟ http://ibelieveinsci.com/?p=10057
- أتشعر بالألم ؟ إليك افضل مسكن لك http://ibelieveinsci.com/?p=9225
- يحتوي لعاب الإنسان على مسكن أقوى 6 مرات من المورفين فما هو؟http://ibelieveinsci.com/?p=1287