وجد الباحثون أنَّ مكون يوجد طبيعيًا في النبيذ الأحمر والشوكولاتة السوداء قد يكون قادرًا على وقف تقدم مرض ألزهايمر. إنه الريسفيراترول Resveratrol، الموجود أيضًا في العنب الأحمر ومختلف أنواع التوت؛ أخذه في شكله النقي عدد من المشاركين المصابين بخرف بسيط إلى معتدل بسبب ألزهايمر، وفي نفس الوقت أخذت مجموعة قياسية علاجًا مزيّفًا placebo.
بعد دراسة لمدة عام، أظهرت المجموعة التي أخذت مكملات الريسفيراترول تغيرًا صغيرًا أو لا تغيرًا على الإطلاق في مستوى بروتين أميلوئيد بيتا40 amyloid-beta40 في دمهم والسائل الشوكي، بينما تناقص مستواه عند أولئك الذين هم في المجموعة القياسية كما يحدث عادة في حالة تدهور المرض. يُعتقد أنَّ زيادة (بناء) بروتين الأميلوئيد في الدماغ من الأسباب الرئيسية لمرض ألزهايمر.
في حين أن النتائج جاءت واعدة، مايزال الباحثون المشاركون حذرين من اعتبار الريسفيراترول عقارًا عجائبيًّا لحد الآن. فقد تكون النتائج المنشورة في مجلة نيرولوجي Neurology»» مثيرة جدًا حسب المحقق الرئيسي للدراسة سكوت ترنرScott Turner من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، لكنهم لم يثبتوا حتى الآن أنَّ الريسفيراترول يوقف تطور مرض ألزهايمر في الدماغ.
حيث قال ترنر في بيان صحفي: «إنها دراسة وحيدة وصغيرة بنتائج تستدعي بحثًا أبعد لتُتَرجم بشكل صحيح، فالنقصان في أميلوئيد بيتا 40 يحدث بينما يسوء الخرف ويتقدم مرض ألزهايمر، ومازلنا لا نستطيع أن نستنتج من هذه الدراسة إذا كانت التأثيرات العلاجية للريسفيراترول مفيدة».
كما أنك لن تكون قادرًا على زيادة آثار مكملات الريسفيراترول ببساطة عن طريق تناول وجبات خفيفة على غرار بسكويت ما بعد العشاء واحتساء نبيذٍ جيد. حيث لاحظ الباحثون في التجربة أنَّ الجرعات الصيدلانية من الريسفيراترول النقي بحدود غرامين يوميًا تكافئ الكمية التي تجدها في 1000 زجاجة خمر تقريبًا.
العقار التجريبي غير متوفر تجاريًا حتى الآن، على الرغم من توفر الأشكال النقية الأخرى من المركب في محلات الطعام الصحي والصيدليات.
يهتم العلماء بالريسفيراترول لأنه يُنشّط بروتينات السيرتوين sirtuin proteins، والتي تنشط أيضًا عند الحد من السعرات الحرارية. وبالدراسة على الحيوانات؛ تبين أن تناول سعرات حرارية أقل قد يبطئ الشيخوخة الجينية، فالاعتقاد الحالي أن تقييد الاستهلاك الغذائي باستهلاك ثلثي السعرات الحرارية الطبيعية قد يساعد على تفادي الأمراض العصبية المرتبطة بالتقدم في السن.
لكن إن كان ذلك يبدو صعبًا للغاية، فإن هذا البحث الجديد يشير إلى أنك قد تكون قادرًا على أخذ طريق مختصر لصحة الدماغ، ببساطة عن طريق ضخ اصطناعي لاستهلاك الريسفيراترول الخاص بك.
هذه ليست المرة الأولى التي تُكتشف فيها التأثيرات النافعة لهذا المركب. فقد أعلن بحث سابق في هذه السنة أنَّ الريسفيراترول قد يمنع فقدان الذاكرة عند القوارض.
ووجدت الدراسة الأخيرة أنَّ مكملات الريسفيراترول كانت آمنة وتحمَّلها المشاركون الذين استهلكوها بشكل جيد، بالرغم من الإبلاغ عن حالات إسهال وغثيان لبعض المرضى. وأيضًا، فقد بعضهم وزنًا في حين اكتسب بعض مَن في المجموعة القياسية وزنًا إضافيًا.
ويقول ترنر: «إن الأمان الناتج والاتجاهات الإيجابية تجاه الفعالية في المرحلة الثانية من هذه الدراسة له مبرر أكبر لاختبار فيما إذا كان الريسفيراترول فعالًا لمرضى الألزهايمر أو إذا كان خطيرًا عليهم في المرحلة الثالثة من الدراسة».
بالإضافة إلى نتيجة غير متوقعة كشف عنها التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي أنَّ المرضى المعالجين بالريسفيراترول قد فقدوا حجمًا من دماغهم أكثر ممن في المجموعة القياسية. فسّر الباحثون ذلك بأنّ الريسفيراترول يخفض حجم الورم في الدماغ لدى مرضى الألزهايمر مما يفسر الحجم الأقل.