ستكشف شركة سبيس إكس SpaceX هذا الصيف عن أول بدلة للسير في الفضاء في رحلات الفضاء التجارية، وتعد البدلة إنجازًا هندسيًا مبهرًا، إذ تعمل داخل كبسولة طاقم مركبة الفضاء دراغون Crew Dragon capsule وكذلك خارجها.

كشفت شركة سبيس إكس عن بدلة حديثة للأنشطة الخاصة بالمهام خارج المركبة الفضائية، وهو تطور مهم في رحلات الفضاء التجارية.

تختلف البدلة تمامًا عما اعتدنا على رؤيته من وكالة ناسا الأمريكية أو وكالة روسكوزموس الروسية Roscosmos، فهي أقل حجمًا بكثير، وصممت لتوفير المرونة والراحة لرواد الفضاء.

يشبه التصميم الجديد إلى حد كبير بدلة سبيس إكس للأنشطة داخل المركبة الفضائية، التي يرتديها رواد الفضاء في كبسولة طاقم مركبة الفضاء دراغون من شركة سبيس إكس خلال سفرهم إلى محطة الفضاء الدولية.

تعمل البدلة الجديدة في البيئات مكيفة الضغط والأخرى غير مكيفة الضغط، مزوّدةً بالتحسينات اللازمة والإمكانيات الحديثة لتقديم أفضل اعتمادية في أثناء السير في الفضاء. ستزود البدلات بكابل يشبه الحبل السري لتوفير الدعم لحياة مرتديها، ما يجعلها أقل قدرةً على الحركة بعكس بدلة التنقل الخاصة بالأنشطة خارج المركبة الفضائية المستخدمة في محطة الفضاء الدولية ISS.

صممت البدلة بقابلية للاتساع، بإنتاج المكونات المختلفة وتجميعها معًا لتناسب مختلف أنواع أجسام ومقاسات الأشخاص، لعدم تكرار مشكلة إلغاء أول رحلة تاريخية لامرأتين لأن ناسا لم يكن لديها بدلات فضائية بالحجم المناسب.

ستُختبر بدلات الفضاء هذه في أسرع وقت خلال المهمة الأولى لبرنامج بولاريس Polaris Program الخاص بشركة سبيس إكس، الذي يُطلق عليه اسم فجر بولاريس Polaris Dawn. ستطير كبسولة مركبة الفضاء دراغون إلى مدار على ارتفاع 700 كيلومتر فوق الأرض، ولم يعُلن بعد عن موعد هذه البعثة، لكنها لن تكون قبل هذا الصيف.

ستكون هذه أول عملية سير في الفضاء في رحلة تجارية، وهي أيضًا المرة الأولى التي يقوم فيها أربعة أشخاص بالسير في الفضاء في نفس الوقت.

لا تحتوي الكبسولة على غرفة معادلة ضغط منفصلة، وبالتالي سيُخفض ضغط الكبسولة بأكملها، لذلك قد يخرج الطاقم بأكمله ويرى ما يحدث.

من المفترض أن يصعد طاقم المهمة إلى ارتفاعات أعلى من أي ارتفاعات بلغتها الرحلات الخاصة الأخرى من قبل، وسيعبرون مؤقتًا مناطق الإشعاع المعروفة باسم أحزمة فان ألين Van Allen belts. وسيُجري الفريق على مدى خمسة أيام تجارب علمية لمعرفة تأثيرات السفر إلى الفضاء على وظائف أعضاء جسم الإنسان بشكل أفضل.

هذا الطاقم سيكون أيضًا أول من يختبر الاتصالات المعتمدة على ليزر ستارلينك Starlink في الفضاء. تتصور شركة سبيس إكس أن تكون تلك التجربة تطورًا تكنولوجيًا مهمًا لمستقبل الاتصالات في الفضاء السحيق، وفي الاتصالات حول الأرض والقمر وحتى المريخ. اختبرت ناسا هذا النوع من الاتصالات أيضًا في بعث الرسائل فيما وراء مدار الكوكب الأحمر.

ترى سبيس إكس أن هذه البدلات ضرورية لخطط إرسال ملايين البشر إلى القمر والمريخ في المستقبل، لكننا رأينا مؤخرًا أن هذا الهدف ليس سهلاً كما يُروج له دائمًا.

اقرأ أيضًا:

ناسا تحسن بدلة رواد الفضاء لكن ما زالوا بحاجة إلى التبرّز فيها

سبيس إكس تُدرب رواد الفضاء تمهيدَا لبدء الرحلات التجارية نحو الفضاء

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر