يُعتبر الذهاب إلى النادي الرياضي والحصول على اللياقة البدنية أمرًا مفيدًا بطرقٍ عديدة، منها تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولكنَّ الممارسة الرياضية العنيفة قد تؤدي إلى نتائج كارثية، فقد شُخّص مراهقٌ بمرضٍ خطيرٍ (انحلال العضلات الإرادية – rhabdomyolysis) بعد ممارسةٍ رياضيةٍ عنيفة.
جاريد شامبرغر مراهقٌ في السابعة عشرة من عمره من تكساس، كان قد حصل للتو على عضوية نادي الألعاب الرياضية (الجيم)، ثم بدأ الدخول في جلسة رفع أثقالٍ مدتها ساعة ونصف، وكان رفع الأثقال رياضةً يمارسها كلٌّ من أبيه وأخيه، إلا أن هذا الفتى كان قد بدأ للتو.
يقول جاريد: «كان يجب عليَّ اللحاق بهما، وأن أبني عضلاتي لأكون بمثل حجمهما».
وكان هذا خطأ، من الطبيعي أن يشعر المتمرن ببعض التعب في العضلات إذا لم يمارس الرياضة من فترةٍ طويلة، ولكن بعد هذه الجلسة الطويلة، شعر جاريد بألمٍ وتورّمٍ في عضلاته لا يذهب أبدًا مع اللمس أو دونه.
وبعد أن بحثت أمه عن هذه الأعراض على الإنترنت -وهو أمرٌ لا ننصح به أبدًا- وجدت أن الحالة التي أُصيب بها ابنها هي انحلال العضلات.
يحدث انحلال العضلات عندما تتضرر أنسجة العضلات الهيكلية، ثم تتورم وتنحل، مسربةً بعض الجزيئات الموجودة بها إلى الدم، وبين هذه الجزيئات المسربة بروتين يُسمى «الميوجلوبين» يوجد في نسيج العضلات مرتبطًا مع الحديد والأكسجين، وعندما يسري هذا البروتين في الدم يسبب انسدادًا في الكلى، ما يؤدي إلى الفشل الكلويّ.
علاوةً على ذلك، تُسرب العضلات التالفة أيضًا العديد من الأيونات والإنزيمات التي تعطل انتظام ضربات القلب، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى في الجسم، كانخفاض الكالسيوم بشكلٍ خطير.
هذا النوع من تلف العضلات يحدث إذا أُصيبت العضلة أثناء الحوادث، ويحدث أيضًا مع التمارين العضلية العنيفة.
تتضمن الأعراض ألمًا في العضلات، وقيئًا، وارتباكًا إدراكيًا، وضربات قلبٍ غير منتظمة، وبولًا بلون الشاي.
يتضمن العلاج كمياتٍ كبيرةً من السوائل المحقونة في الوريد، والراحة، وفي أسوأ الحالات قد يحدث غسيلٌ كلويّ.
قضى جاريد في المشفى خمسة أيام ولكن من المتوقع أن يُشفى تمامًا.
قصة جاريد تُعد تحذيرًا لأولئك الذين يرهقون أنفسهم في الألعاب الرياضية ورفع الأُثقال، فرغم أنَّ ممارسة الرياضة أمرٌ ممتاز، إلا أن الكثير منها قد يضرك، وإذا أُصبت بتعبٍ شديدٍ في العضلات أو لاحظت تغير لون البول، سيكون هذا وقت استشارة الطبيب.
- ترجمة: محمد إيهاب.
- تدقيق: تسنيم المنجّد.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر