الكثير من التقنية العسكرية تُدار لكي تكون مُبهمةً وغامضةً ومذهلةً وسريةً على حد سواء، وهذا هو الحال مع (ميكرفون الأضراس – The Molar Mic) هذا الميكروفون الصغير ومكبر الصوت المُدمجة مع مشابك تُركب في الأسنان الخلفية، وهي لا سلكية وغير مرئيةٍ لأيّ شخصٍ.
بالرغم من أن موضِعه غير ثابت، إلّا أنّ الجهاز الصغير يستطيع التقاط خِطاب الشخص الذي يرتدي الميكروفون بدون أيّ أجهزةٍ مرئيةٍ أُخرى، ويُنقل الصوت مرةً أُخرى من خلال تقنية التوصيل العظمي من خلال الأسنان والجمجمة ومن ثم إلى الأُذن الداخلية.
على ما يبدو، أنّه مِن المُمكن أيضًا إجراء مكالماتٍ هاتفيةٍ مع هذا الجهاز، بالرغم من أننا لم نجرب هذا بأنفسنا.
وأيضًا إمكانيات الاستخدام عديدة ومتنوعة للجنود، فإنّ ميكروفون الأضراس يسمح بالاتصال دون استخدام اليدين أثناء القيادة، وحتى إذا وقع الجُندي من حافة جبل وظل مُتمسكًا ولا يستطيع الوصول للجهاز بيديه سيستطيع استخدامه، وأثناء ارتداء الأقنعة أيضًا، وحتى تحت المياه!
وقد حصلت الشركة المطورة للجهاز (Sonitus Technologies) على تمويلٍ بملايين الدولارات من قبل الجيش الأمريكي للحصول على ذلك الجهاز من أجل العمل الميداني. وعلاوةً على ذلك، فإنّ هذا الجهاز يُمكن أن يستخدم من قِبل مُستجيبي الطوارئ.
قال المدير التنفيذي للشركة بيتر هادروفيتش: «يُشرّف شركتنا تقديم هذه التقنية لجيش النُخبة في دولتنا، ما يسمح لهم بالتواصل بأمانٍ وفعاليةٍ أكثر ويسمح لهم بالتواصل بوضوحٍ تامٍ حتى في أكثر الظروف صعوبةً».
وأضاف: «يدعم الجهاز التواصل في أكثر البيئات صعوبةً وخطورةً، إذ أنّه أول جهازٍ من أجهزتنا الذي يُقدم حلولًا لا تستطيع المناهج التقليدية توفيرها».
في الحقيقة الجهاز غير تقليديٍ ومميز، وتلك الظروف الصعبة التي ذكرها هادروفيتش هي التي ستُثبت ما إذا كان لميكرفون الأضراس فائدة أم لا، وفي تلك الظروف الصعبة سيكون من غير العملي استخدام أجهزة الاتصال العادية وعندها سنحتاج إلى هذا الجهاز.
الميكروفون الصغير لا يقوم بِكُل شيء لوحده، إنّه يتصل مع راديو مخبأ في جسم الجندي الذي يرتدي الجهاز، ويستخدم تقنية تُسمى بـ (الاستقراء المغناطيسي القريب من الحقل – NMFI)، وهو أفضل من أجهزة الاتصالات السلكية الأخرى، ويستهلك طاقةً أقل أيضًا.
يقول صانعها: «بما أنّه يُثَبَت في الفم فيُمكن لميكرفون الأضراس أن يتخلص من الأصوات الخارجية من الميكروفون – مثل أصوات الهليكوبتر أو أصوات العواصف الرعدية، ما يضمن إمكانية سماع مُرتديها».
عندما يتعلق الأمر بالاستماع، تُحَوَّل الأصوات المُستقبلة إلى اهتزازاتٍ يمكن لقوقعة الأذن تحويلها إلى أصوات. تستخدم تقنية مشابهة أحيانًا في أدوات السمع أيضًا.
يقول مسؤول الشركة: «ونتيجةً لذلك لن يكون هُنالِك عائق في الوجه أو الرأس والاتصال سيكون واضحًا مع راحةٍ أكبر، وكما أنّه سيُعزز الوعي اللحظي والقدرة على إضافة أو إزالة الأجهزة الشخصية من دون تخريب الاتصال».
وقد جُرِبَت هذه التقنية بالفعل ونالت إعجاب الحرس الوطني الجوي الأمريكي، ويقولون أنّ الأصوات كانت مسموعة عندما كانوا في أسوأ الظروف البيئية مثل أصوات الطائرات.
لا يُوجد ما يُؤكد بأنّ العامة سيتمكنون من الحصول على الجهاز وإستخدامه.
- ترجمة: نادر الغرياني
- تدقيق: رند عصام
- تحرير: زيد أبو الرب