حين تظهر أعراض الحمل لدى الأزواج في فترة حمل الشريكة، فهو ما يعرف بمتلازمة كوفاد أو متلازمة نفاس الزوج.

الحمل الودي أو التعاطفي، أمرٌ حقيقي وتحدث فيه أعراض مشابهة للحمل مثل الغثيان والقيء وزيادة الوزن والتعب إضافةً إلى الكثير من الأعراض الأخرى.
قد يشعر الزوج في أثناء فترة حمل شريكته أنه أصبح على الهامش، فهو يراقبها ويدعمها ويشجعها في أثناء مواجهتها سلسلة كاملة من التغيرات والأعراض التي تطرأ على جسدها.

لكن هل يمكن أن يعاني بعض الأزواج غير الحاملين للجنين أعراضًا مشابهة للحمل أيضًا؟

نعم، وهو ما يعرف بمتلازمة نفاس الزوج «متلازمة كوفاد»، أو الحمل التعاطفي، وهو أمر حقيقي للغاية.

تقول كاثرين كابونيرو، اختصاصية أمراض النساء والتوليد: «إن فكرة أن الشريك غير الحامل يمكنه أن يشعر بتأثيرات الحمل تعود إلى آلاف السنين، ورغم التاريخ الطويل واستمرار حدوث هذه الحالة حتى اليوم، فإن المختصين لا يفهمون ما يحدث بالكامل».

ما متلازمة نفاس الزوج «متلازمة كوفاد»؟

يأتي الاسم من الفعل الفرنسي (couver) بمعنى الإفقاس أو احتضان البيض، ويصف مجموعة من الأعراض التي تظهر لدى الشريك وتماثل أعراض الحمل، وقد تتضمن اكتساب الوزن والأوجاع والآلام والغثيان.

تقول الدكتور كابونيرو: «نرى أن متلازمة الحمل التعاطفي قد تكون مجرد استجابة نفسية تولد اعراضًا جسدية حقيقية، المثير في الأمر أن تأثيرات الإنجاب لا تتوقف على إصابة الشريك بهذه المتلازمة بحد ذاتها، بل من الشائع أيضًا أن يصيبهم اكتئاب ما بعد الولادة».

عادةً ما تقتصر الإصابة بمتلازمة كوفاد على الزوج غير الحامل بجنين، إذ يميل لأن يكون محور الاهتمام يومًا بعد يوم طوال فترة الحمل -أي أنهم هم الذين يستعدون لولادة طفل إلى جانب شريكتهم الحامل- ما قد يسبب لهم بعض التغييرات.

لم يذكر من قبل في أي من الأبحاث السابقة إصابة أفراد الأسرة الآخرين أو الأحباء بهذه المتلازمة.

ما مدى شيوع متلازمة نفاس الزوج «متلازمة كوفاد»؟

ليس من الواضح عدد الشركاء الذين يعانون المتلازمة. تقول كابونيرو: «بناءً على البيانات المتوفرة لدينا، يبدو أن الأمر شائع نسبيًا».

في دراسة سابقة أجريت على 267 من الأزواج في مدينة نيويورك، طلب 20% منهم العناية لعلاج متلازمة الحمل التعاطفي. خلصت المراجعة إلى أن تأثير أعراض المتلازمة قد يصل إلى 97% من الأزواج غير الحاملين بأجنة في جميع أنحاء العالم.

أسباب المتلازمة:

يرجح الباحثون أن متلازمة كوفاد ترتبط بالاستجابة العاطفية للتأهب للأبوة. مثلًا، ربما يمتلك الأزواج مشاعر تعاطف عالية عندما يتشاركون فعليًا مع زوجاتهم فترة الحمل والمخاض والولادة. بالمقابل، قد يتحملون بعض الألم الجسدي الذي تشعر به زوجاتهم، وعدم الإحساس بالراحة.

في حين تكون فترة الحمل مثيرة للحماس، تملك جانبًا آخر من المشاعر السلبية التي تخلق قلقًا وتوترًا للحامل وشريكها، فالتوتر يرتبط برفع هرمون الكورتيزول بالدم، الذي يهيئ لحدوث المرض والانتكاس. أيضًا، قد يخفض هرمون التستوستيرون، الذي يؤثر بدوره في المزاج والتركيز والطاقة.

تقول د. كابونيرو: «يبدو أن خطر الإصابة بمتلازمة كوفاد يرتفع أكثر لدى الأزواج الذين خضعوا لعلاج العقم، ما يجعل من المنطقي التفكير في الشريك المتعاطف مع زوجته الحامل أنه يشعر بوتيرة عالية من مشاعر التوتر والتعاطف معها، ما قد يسبب بدوره أعراضًا جسدية».

هل الشركاء المثليين عرضة للإصابة بمتلازمة النفاس أيضًا؟

كانت معظم التقارير تتناول حالة الحمل التعاطفي بناءً على دراسات أجريت على الذكور الشركاء لإناث حوامل. تقول د. كابونيرو إنه من المعقول أيضًا افتراض حدوث الاستجابة ذاتها لدى الشركاء المثليين.

للتحقق من ذلك، نحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث، لكن من المنطقي استنتاج أن تأثيرات الحمل التعاطفي تمتد إلى الشركاء غير الحاملين للأجنة، على تنوع الهوية الجنسية أو توجههم الجنسي.

أعراض متلازمة نفاس الزوج «متلازمة كوفاد»:

تصيب الأشخاص الذين يعانون متلازمة النفاس مجموعة واسعة من الأعراض النفسية والجسدية، وغالبًا ما تحدث معًا، وتعكس الأعراض الأكثر شيوعًا التي تعانيها النساء الحوامل، إضافةً إلى الأعراض الجسدية المتعلقة بمستويات التوتر العالية، وتشمل:

  •  أعراض هضمية: آلام بطنية وتقلبات في الشهية والشعور بالانتفاخ والإمساك والإسهال والغثيان والقيء.
  •  أعراض عظمية: آلام الظهر وجع الأسنان.
  •  أعراض عصبية ونفسية: القلق وتشوش التفكير والاكتئاب وقلة النوم.
  •  أعراض أخرى: تعب عام وزيادة الوزن وتشنجات في الساق.

متى تبدأ متلازمة نفاس الزوج «متلازمة كوفاد»؟

تبدأ عادةً في الثلث الأول من الحمل أي في الأشهر الثلاثة الأولى. تقول د. كابونيرو: «هذا متوقع، إذ تكون أعراض الحمل المبكر واضحة على النساء الحوامل، وقد تسبب تقلبات في العلاقة ما يضيف ضغطًا على الشريك».

إلى متى تستمر الأعراض؟

تميل الأعراض إلى الزوال بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وقد تعود في الثلث الأخير من الحمل. تشير د. كابونيرو: « يعكس هذا النمط أعراض الحمل الحقيقي».

يُعد الثلث الثاني من الحمل هو الوقت الأفضل لمعظم النساء الحوامل فيشعرن أنهن في أفضل حالاتهن، وعادةً ما تزول المتلازمة تلقائيًا بعد الولادة.

علاج المتلازمة:

عمومًا لا تتطلب المتلازمة علاجًا نوعيًا، لكن إذا كانت الأعراض مزعجة، يُنصح باستشارة الطبيب لتحري وجود حالة كامنة، وليوصي باستراتيجيات للمساعدة على الحد من الأعراض، مثل:

  •  ممارسة الرياضة والتأمل وطرق العلاج الأخرى: لتخفيض مستويات الكورتيزول والتوتر، إضافةً إلى الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبيب أو الموصوفة طبيًا لتقليل اضطرابات الجهاز الهضمي.
  •  التهيؤ لقدوم الطفل: بالقراءة وحضور جلسات فترة ما قبل الولادة وتجهيز المنزل، إذ يقلل الشعور بالاستعداد لمجيء الطفل مستويات التوتر ويسهم في تخفيف الأعراض.

قد تؤثر متلازمة كوفاد أيضًا في النساء الحوامل، إذ تنتابهن مجموعة مختلفة من المشاعر والانفعالات، مثل الإعجاب جراء قيام الشركاء بمحاولة تفهم ما يمرون به، أو الشعور بالإحباط والخيبة أو الغضب لأن الشريك يحاول خطف الأضواء أو جعل نفسه محط اهتمام بدلًا منهن، أو إثارة غضبهن نتيجة الشعور بالخذلان وخيبة الأمل إذا كانت أعراض الشريك تمنعه من تقديم المساعدة.

أخيرًا، إن طريقة تفاعل الجميع مع ظروف الحمل وكيفية التعامل معها وإدارتها أمر فريد من نوعه للغاية، ويختلف من شخص لآخر لذا يجب إعطاء الشريك مساحته لمعرفة ما تشعر به زوجته الحامل والسؤال الدائم لها عن مدى تأثيره فيها، لأن التواصل الفعال والجيد بين الأزواج يساعد على التعاون بينهما طوال فترة الحمل ومراحل ما بعد الولادة.

اقرأ أيضًا:

متلازمة نفاس الزوج «كوفاد»: حين يشعر الرجل بأعراض حمل زوجته!

لماذا تتغير العلاقة الزوجية بعد إنجاب أول مولود؟

ترجمة: رغد شاهين

تدقيق: جلال المصري

المصدر